maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الجمعة، 25 مايو 2012

الزراعة الإسرائيلية-الفلسطينية: "نتعلم منكم الكثير"

الزراعة الإسرائيلية-الفلسطينية: "نتعلم منكم الكثير"

بعيدا عن ضوضاء السياسة في القدس ورام الله، ينمو في الغور، وبكل هدوء، تعاون اقتصادي مشترك على مستوى عال في مجال الزراعة بين إسرائيل والفلسطينيين: "المصلحة الاقتصادية تتفوق على كل الأمور"

بقلم: اليئور لفي

على الأقل في مجال الزراعة: حتى قبل أن تصل من بعيد يمكن أن تلاحظ على جوانب شارع الغور النشاط الزراعي المزدهر. هناك العشرات من الدفيئات البلاستيكية وطوابير من أشجار النخيل التي تزين المنظر. وفي الواقع تعبر هذه المشاريع عن التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي يحدث بهدوء، بعيداً عن المشاكل السياسية.

يقول عميد المصري، وهو صاحب أراضي زراعية في الغور: "منذ أن انتهت الانتفاضة الثانية، بدأ التعاون بشكل كبير بيننا وبين إسرائيل، لأنه كان هناك الكثير من الأمور التي كان علينا أن نتعلمها منهم"، ويضيف قائلاً: "لدينا برامج تعاون مع شركات إسرائيلية كثيرة في موضوع إبادة الآفات الضارة والتنقيط وزراعة الأشتال".

فلاحون فلسطينيون في الغور. "هناك الكثير لنتعلمه"

دفيئة بلاستيكية لتربية البندورة في الغور. "معظم الإنتاج معد للتصدير"

يقف حسام الزوربا وهو مدير عمل في إحدى الشركات الزراعية الكبيرة في السلطة الفلسطينية في أحد مداخل الدفيئات الكبيرة والعصرية، ويتحدث بفخر عن تطور القطاع الزراعي في السنوات الماضية. ويقول حسام: "تم القيام بهذا المشروع بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية "USAID" والآن لدينا 200 دونم من الدفيئات البلاستيكية. معظم الإنتاج موجه للتصدير، والمتبقي للسوق المحلية".

يسير التعاون بين الجانبين بشكل بسيط، حيث يتم التصدير من خلال شركات إسرائيلية كبيرة، يقوم الفلسطينيون بتصدير منتجاتهم إلى الدول التي ترتبط معهم باتفاقيات تجارية. كذلك، بالنسبة لعدد ليس بقليل من الفلاحين الإسرائيليين، يصدر الفلسطينيون من الغور منتجاتهم، وبهذا النحو يتجاوزون المقاطعة المفروضة من قبل دول أو جهات اقتصادية خاصة من أوروبا.

يقول المصري: "من ناحية لا مصلحة بأن نساعد الإسرائيليين الموجودين خلف الخط الأخضر لأسباب أيدلوجية، لكن المصلحة الاقتصادية تتفوق على كل الأمور"، ويبدو أن الحديث يدور عن مصلحة حيوية حيث أن 60 % من المنتجات الفلسطينية، بما فيها البندورة والخيار والفلفل والتوابل، تباع في الأسواق والمجمعات التجارية في إسرائيل.

"أفضل مثال لوضع يصبح فيه كلا الطرفين مستفيدين" 

الهيئة التي تراقب هذا التعاون هي الإدارة المدنية، وهي المسئولة عن إرشاد المزارعين حول استيفاءهم لمعايير الصحة الأكثر تشديداً في إسرائيل وطبعاً عن البعد الأمني. يقول سمير معدي، وهو ضابط قسم الزراعة في الإدارة المدنية: " نحن نعمل مقابل المزارعين على أرض الميدان ومقابل وزارة الزراعة الفلسطينية، للمساعدة في تسويق الخضار في إسرائيل وللاهتمام بجودة المنتجات التي تصل إلينا. ومن خلالنا يتعلم الفلسطينيون في أيام دراسية عن الزراعة العصرية ويتعرضون لتجديدات إسرائيلية ودولية".


مثال للتحسن الملحوظ في التقنية يمكن رؤيته في مصنع التغليف الجديد، الذي تمت إقامته في قرية العوجة في الغور وفي محوره قضية التعاون بين الطرفين. مازن سنقرط، الذي شغل سابقاً منصب وزير الاقتصاد في السلطة الفلسطينية، والآن هو صاحب مصنع التغليف، يقول بأن "هذا المشروع هو المثال الأفضل لوضع يصبح فيه كلا الطرفين مستفيدين".


ويضيف سنقرط قائلاً: "يوجد هنا تواصل إسرائيلي وفلسطيني وأوروبي أدى إلى خلق درجة كبيرة من الثقة بيننا. نحن نعمل بطريقة بعيدة عن أجواء الأعداء. يوجد عمل وإنتاج مشترك مع العديد من الشركات في الاقتصاد الإسرائيلي، حيث نشتري منهم الأشتال والتقنيات ونصدر من خلالهم إلى أوروبا والولايات المتحدة. ويوجد لدينا أخصائيون زراعيون إسرائيليون".

خلال هذا اليوم سوف يلتقي هؤلاء المزارعون في حدائق المعارض لمؤتمر سوف يعرض التطويرات الزراعية الإسرائيلية وهذه المرة سوف يقام للفلسطينيين زاوية خاصة بهم. يقول معدي من الإدارة المدنية: "إذا كان عندي جار وهذا الجار بوضع جيد، عندها يمكنني أن أنام بهدوء كإسرائيلي. عدا عن هذا، نحن موجودون في الغور- لذلك من واجبنا أن نساعدهم". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts