maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الخميس، 3 مايو 2012

الحاخام شنيئور والشيخ شمسي يقدمان نموذج الدولة واحدة لشعبين في الولايات المتحدة.

الحاخام شنيئور والشيخ شمسي يقدمان نموذج الدولة واحدة لشعبين في الولايات المتحدة.

تحول محمد علي شمسي ومارك شنيؤور إلى صديقين في خطوة للتقريب بين اليهود والمسلمين.
يقول الإمام في تعليقه على أقوال المفتي المقدسي: "لقد فقد الحق في تمثيل الإسلام."

شلومو شمير، نيويورك
لقد شعر الإمام محمد علي شمسي بالإهانة والغضب عندما تحدث مفتي القدس، الشيخ محمد حسين، مستشهداً بما جاء في الحديث النبوي "يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال واقتله"، وقال في رده على تصريح الشيخ محمد حسين: "إنه لا ينتقي كلماته ..." تجدر الإشارة إلى أن الشيخ شمسي يحظى باحترام كبير بصفته أحد رجال الدين البارزين في الجالية الإسلامية التي تقيم في منطقة الميتروبولين. 

يقول شمسي: "يشوه المفتي تفسير الآيات القرآنية ويغير في معانيها، ويلتزم المفتي بالترجمة الحرفية لما قيل ويتغاضى عن التفسيرات التي أعطيت للآيات القرآنية." ويضيف شمسي قائلاً: "إنه مخطئ، ويضلل، وأقواله عارية عن الصحة، لأن الإسلام يعارض خلق العداوة بين بني البشر."


 الشيخ شمسي، الذي يشغل منصب الزعيم الروحي للمركز الإسلامي في مانهاتن، والذي يضم أكبر مركز في منطقة الميتروبولين، والأكبر على مستوى الولايات المتحدة، يقول في تعقيبه على هذا النص المقتبس من الحديث النبوي: "لقد فقد مفتي القدس الحق في تمثيل الإسلام."

يجلس إلى جانب الشيخ شمسي السيد مارك شنيئور، وهو حاخام أرثوذوكسي أقام وترأس كنيساً كبيراً ومجتمعاً مزدهراً في همبتونس في لونغ أيلاند. يقول شنيؤر: "إن التفسير الحرفي للآيات والأحكام هو أيضاً ما يدفع نحو التطرف المتخلف بين أوساط يهودية متزمتة مثل رجال الدين المتشددين (حريديم) في إسرائيل"، ويهز شمسي برأسه كعلامة شكر للحاخام على الدعم الذي تلقاه منه.

يمكن وصف شنيئور وشمسي بـ "الزوج الغريب"، لكن الصداقة والتقدير المتبادل بينهما تظهر من خلال الحديث معهما، ويأتي هذا كنتيجة وانعكاس للهدف المشترك الذي يجمع بين كلا الشخصيتين الدينيتين، وهو التقريب بين اليهود والمسلمين، وخلق روح من التفاهم والتعاون بين المجتمعين. والأهم من ذلك، بناء وتقديم ما يتفقان عليه على أنه "أسس وأحكام الثقة" بين المجتمعين.

على خلفية الثورات التي تحدث في العالم العربي وازدياد قوة المسلمين المتطرفين في الولايات المتحدة، يظهر الإمام والحاخام وكأنهما من أتباع دون كيشوت وهما يحاربان طواحين الهواء. ولكن ما يحدث في العالم العربي وفي الشرق الأوسط يعزز من أهمية ما يقومان به وما يصدر عنهما من تصريحات، ويجعله أكثر صلة بما يحدث من حولنا في هذه الأيام.

يقول شنيئور: " من المهم اليوم أكثر من الماضي أن نبذل المزيد من الجهود لإرساء أسس التعاون بين رجال الدين من كلا الطرفين من أجل تعزيز روح التسامح والاعتدال.  يبدو هذا صعباً ومعقداً من الناحية الظاهرية، ولكن، عندما تكون في داخل مركز التأثير والعمل تبدو الأهداف على أنها قابلة للتحقيق." ومن جانبه يقول شمسي: "يمكن لرجال السياسية في الشرق الأوسط أن يعملوا من أجل الوصول إلى السلام، أما القادة على المستوى الديني فيمكنهم أن يبنوا الثقة المتبادلة."
يشترك كل من شمسي وشنيئور في تأليف كتاب بعنوان "هل يمكننا أن نثق كل منا بالآخر ؟" والذي كتب منه الجزء الأكبر، وتبحث فصول هذا الكتاب في القضايا الدينية التي تظهر في التوراة والقرآن، ومن ضمن ما يقوله هذا الكتاب: "الهدف من الكتاب هو أن نثبت أن التعريفات ووجهات النظر التي تفرق وتباعد ما بين الديانتين يمكن أن تلقى تحليلاً وتفسيراً آخر ينطوي على التقارب ويميل إلى طرح المصالحة بين الأطراف."


لقد بادر كل من شمسي وشنيئور في السنوات الأخيرة إلى تنظيم مناسبات مشتركة بين المسلمين واليهود، والتي أقيمت في الكنائس والمساجد. ووفقاً لما صدر من تصريحات عن كلا الرجلين، فقد خلقت هذه المناسبات أجواء من التقارب ما بين رجال الدين اليهود والمسلمين من خلال اللقاءات المشتركة. كما أقيمت مناسبات مشابهة على غرار ذلك في أوروبا أيضاً.

من المقرر أن يعقد في الشهر القادم مؤتمر في واشنطن يجمع أئمة ورجال دين يهود من سبع دول في أمريكا اللاتينية، والإنجاز الذي يفتخر به كل من شمسي وشنيؤور هو أن الانخراط في مجال العلاقات بين اليهود والمسلمين في الولايات المتحدة قد أصبح ضرباًُ من ضروب الموضة. يقول شمسي: "في البداية حذرني زملاء مسلمون من زيارة الكنائس، ومن ردود فعل معادية من قبل اليهود. يروي رجال الدين اليهود أنهم يلتقون بأئمة وأنهم يتمتعون بالعلاقات التي تجمعهم بهم أكثر من فئات الأقليات الأخرى."

يبلغ شمسي من العمر 45 عاماً، وهو من أصل إندونيسي، وكان قد أقام لسنوات طويلة في السعودية، حيث أكمل فيها دراسته لعلوم الدين، وهذا شيء مهم في سيرته الحياتية يضاف إلى مكانته بين الأئمة ويعزز من مكانته بين أبناء جاليته الذين ينتمون إلى المركز الإسلامي الذي يقوده، أما مارك شنيئور الذي يبلغ من العمر 50 عاماً، فهو ابن عائلة رجال دين يهود معروفين، بدأ سيرته في العمل العمومي قبل عقدين عندما بادر وأقام "صندوق التفاهم العرقي"، والذي يسعى للتقريب بين اليهود والسود. يقول شنيئور: "التحدي بالنسبة للمجتمع اليهودي في أمريكا اليوم، هو أن تكون رائداً في مجال العلاقات بين اليهود والمسلمين."

وفي حديث للإمام شمسي يقدر فيه أنه يسكن في منطقة الميتروبولين ما بين 600 إلى 800 ألف مسلم، ويوجد في نيويورك 250 مسجداً و50 أماماً مؤهلاً. ويؤكد شمسي ويشدد على أنه يتحفظ على المظاهرات ضد الشرطة في نيويورك، تلك المظاهرات التي نظمت مؤخراً من قبل ناشطين مسلمين احتجاجاً على تعقيب من قبل الشركة في أحياء يسكنها مهاجرون من بلاد إسلامية، حيث يقول: "أنا مع التعاون مع السلطات."

يقول شمسي: "إن الجيل الصاعد من المسلمين في نيويورك مشغول بمشاكل الحياة ويكاد لا يبدي اهتماماً بالنزاعات في الشرق الأوسط، ويوضح شمسي أن كلا المجتمعين من المسلمين واليهود يعيشان في بروكلين وكوينز بسلام وتعايش، وإن الأغلبية الساحقة من المسلمين تعيش بشكل جيد وحصلت على مستوى معيشة جيد."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts