maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

السبت، 26 مايو 2012

أساليب إيران في المماطلة: هل سيخدع العالم مرة أخرى؟


أساليب إيران في المماطلة: هل سيخدع العالم مرة أخرى؟

في شهر يونيو/ حزيران 2010، وافق مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى الصين وروسيا، على فرض عقوبات أشد ضد إيران (القرار رقم 1929). يمثل هذا القرار الجولة الرابعة من الإجراءات العقابية ضد برنامج تطوير الأسلحة النووية في إيران منذ عام 2006. ومع ذلك، جاءت ردة فعل القادة الإيرانيين بتحدٍّ للمرة الثانية على لسان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي قال إن "القرار الذي أصدرتموه كمنديل مستعمل ينبغي إلقاؤه في صندوق قمامة. إنهم عاجزون عن إلحاق الضرر بالإيرانيين."[1] ومن ناحية أخرى، قال السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية: "لن يطرأ أي تغيير. سوف تواصل الجمهورية الإسلامية أنشطة تخصيب اليورانيوم."[2] 

إن التحدي وعدم الانصياع من طرف إيران دليل على أساليب المماطلة التي تتبعها إيران لكسب الوقت وخداع المجتمع الدولي. في أواخر شهر حزيران/ يونيو، أجلت إيران المحادثات النووية حتى شهر أيلول/ سبتمبر "كعقوبة" على فرض القرار رقم 1929 ضدها. وفي هذا الصدد قال أحمدي نجاد إن هذا التأجيل جاء "عقوبة وليتعلموا درساً في كيفية التحاور مع الأمم."[3]

في 2 آب/ أغسطس 2010، تحدى أحمدي نجاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطريقة استفزازية لمواجهته في مناظرة متلفزة وجهاً لوجه من أجل البحث في من يمتلك أفضل الحلول لمشاكل العالم. كما استهزأ أحمدي نجاد بقرار العقوبات وقال: "أيقولون إنهم سوف يصدرون عقوبات؟ حسناً! افعلوا ذلك. كم من القرارات أصدرتم حتى الآن؟ أربعة؟ فلتكن أربعمائة."[4] وأضاف أحمدي نجاد أن قرار تأجيل المحادثات مع القوى العظمى هو بمثابة وسيلة "لتأديب" الحكومات "المتخلفة سياسياً".[5]

في 26 تموز/ يوليو 2010، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران بالإضافة إلى تلك العقوبات التي تبناها مجلس الأمن الدولي بموجب القرار رقم 1929 في هذا العام.[6] وبعد فترة قصيرة من مصادقة وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي على العقوبات الإضافية بحق إيران، أعلنت إيران أنها كانت مستعدة لاستئناف المحادثات حول تبادل الوقود النووي "دون شروط".[7]

وبعد يوم من ذلك، أكد أحمدي نجاد أن إيران لن تستأنف المفاوضات إلا بشروط محددة، ومن بين هذه الشروط مشاركة دول أخرى، وطالب أحمدي نجاد هذه الدول بأن تصرح "إن كانت تسعى للصداقة مع إيران أم لا." علاوة على ذلك، قال الرئيس الإيراني إنه كان يتوقع من الدول المشاركة أن "تعبر عن وجهة نظرها من الترسانة النووية الإسرائيلية" المزعومة.[8]

تجدر الإشارة إلى أن مجلس الأمن الدولي كان قد أصدر أول قرارين في العامين 2006 و 2007 بالإجماع، ثم أصدر في العام 2008 الجولة الثالثة من العقوبات. وقد فشلت هذه الجولات الثلاث من الإجراءات العقابية في إقناع إيران بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم أو الجلوس على طاولة المفاوضات. وبدلاً من ذلك، واصلت إيران التحدي بتخصيب اليورانيوم على مستوى عال.[9]  

وافقت إيران تحت ضغط عقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على استئناف المفاوضات مع المجتمع الدولي، وكان تصريح أحمدي نجاد حول استئناف المحادثات في شهر أيلول/ سبتمبر 2010 آخر تصريح في سلسلة التصريحات التي صدرت عن إيران "برغبتها في التفاوض حول مسائل نووية، في محاولة من المرجح جداً أنها تأتي لتخفيف الضغوطات والعقوبات الدولية." وعلى الرغم من رغبة أحمدي نجاد الأخيرة في التفاوض مع الغرب، قال إن إيران لن تتوقف عن مواصلة برنامج تطوير أسلحتها النووية. وقال أحمدي نجاد: "تدرك دول الغرب أنه لا يمكنها إجبار إيران على التراجع".[10]

تجدر الإشارة إلى أن آخر محادثات على مستوى رفيع بين إيران والدول الست العظمى جرت في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2009 في جنيف عندما كانت هذه الدول تتفاوض مع إيران حول مقترح اتفاق لتبادل الوقود النووي.[11] 

عدم الانصياع أسلوب من أساليب التعامل الذي تستخدمه إيران

حذر أحمدي نجاد دول الاتحاد الأوروبي قائلاً إن أي دولة اتخذت إجراءات معادية "ينبغي أن تعرف أن إيران سوف ترد بسرعة" و "التجربة تبين أن مثل هذا الرد من طرف إيران سوف يحملكم على الندم على [هذه الإجراءات المعادية]". وأضاف قائلاً: "نحن لا نحبذ خلق حالة من التوتر أو اتخاذ قرار جديد. نحن نسعى إلى المنطق والصداقة".[12]

وفيما يتعلق بالإجراءات العقابية ضد إيران قال أحمدي نجاد: "إن المنطق الذي يتبعونه لإقناعنا في التفاوض في ظل عقوبات صارمة هو مجرد فشل."[13] كما انتقد وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي عقوبات الاتحاد الأوروبي قائلاً إن إيران لن تقوم بشراء العديد من المنتجات النفطية من أوروبا، وبذلك تكون العقوبات الأوروبية الجديدة "عديمة الأهمية". وقال المتحدث باسم البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن "أعداء إيران يخططون لمؤامرة جديدة، ولكن إرادة الشعب الإيراني أقوى بكثير مما يفعلون".[14] المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست قال إن طهران "تأسف وتدين بشدة" الإجراءات الجديدة من جانب الاتحاد الأوروبي، وعلى كل الأحوال "لن تؤثر [هذه الإجراءات الجديدة] على إصرار إيران في الدفاع عن حقها المشروع في امتلاك برنامج نووي سلمي."[15]

مع كل ذلك، صرح أحمدي نجاد أن إيران مستعدة "لاستئناف المحادثات النووية مع الغرب، ابتداء من شهر أيلول/ سبتمبر."[16] ولكن، على الرغم من رغبته المعلنة في التفاوض مع المجتمع الدولي، أكد أحمدي نجاد أن إيران لن توقف مساعيها لامتلاك برنامج تطوير أسلحة نووية، وقال: "تدرك دول الغرب أنه لا يمكنها إجبار إيران على التراجع".[17]   

في شهر شباط/ فبراير 2010، أعلنت إيران أنها بدأت بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء بنسبة 20%، مما يدعو إلى القلق من احتمال قيام إيران بتخصيب كميات إضافية من اليورانيوم وإنتاج مواد تستخدم في تصنيع أسلحة نووية.[18]

ومنذ أن فرض القرار رقم 1929 في شهر حزيران/ يونيو 2010، اتخذت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وكندا إجراءات عقابية إضافية خاصة بكل واحدة منها،[19] وقد أدى رفض إيران الانصياع لمطالب المجتمع الدولي لفترة طويلة من الزمن وإصرارها على "حقها" غير القابل للمساومة بامتلاك طاقة نووية إلى زيادة القلق الدولي حول ما إذا كانت إيران تتلاعب بالوقت لإحداث مزيد من التقدم في أنشطة التخصيب.[20]  

لقد أصبحت إيران وشركاتها المملوكة للحكومة "متمرسة في تجنب العقوبات".[21]

ردود الفعل من المجتمع الدولي

في وقت مبكر من هذا الشهر، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "نحن لا نزال ملتزمين بالحل السلمي. ولكن يجب على الحكومة الإيرانية أن تفهم أن طريق التحدي لا يجلب إلا مزيداً من الضغط والعزلة. يتحتم على الحكومة الإيرانية أن تفي بالتزاماتها."[22] وفي 28 تموز/ يوليو، أعلنت الحكومة الأمريكية أنها كانت تأمل في إجراء "محادثات على مستوى رفيع في الأسابيع المقبلة بين إيران والدول الخمس العظمى التي تعمل مع واشنطن في محاولة لكبح جماح الطموحات النووية الإيرانية."[23] وقال الرئيس أوباما إن العقوبات الجديدة كانت بمثابة "رسالة واضحة" تبين أن المجتمع الدولي لن يسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية.[24] 

من ناحيتها، قالت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون إن "المحادثات بين إيران ودول العالم ينبغي أن تستأنف على وجه السرعة،" ويجب أن تركز هذه المحادثات على برنامج طهران النووي على نحو حصري.[25]

ومن ناحية أخرى، رأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في نتيجة المفاوضات مع إيران أنها تثير حالة من "الشك، نظراً لانعدام التقدم الذي أحرز حتى الآن."[26]


[1] Bone, James; Tomlinson, Hugh: “Iran defiant after toughest UN sanctions,” The Times Online, June 9, 2010, http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/middle_east/article7146766.ece 
[2] Bone, James; Tomlinson, Hugh: “Iran defiant after toughest UN sanctions,” The Times Online, June 9, 2010, http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/middle_east/article7146766.ece
[3] Black, Ian: “Iran postpones nuclear talks as ‘punishment’ for UN sanctions,” The Guardian, June 28, 2010, http://www.guardian.co.uk/world/2010/jun/28/iran-postpones-nuclear-talks 
[4] Black, Ian: “Iran postpones nuclear talks as ‘punishment’ for UN sanctions,” The Guardian, June 28, 2010, http://www.guardian.co.uk/world/2010/jun/28/iran-postpones-nuclear-talks 
[5] Black, Ian: “Iran postpones nuclear talks as ‘punishment’ for UN sanctions,” The Guardian, June 28, 2010, http://www.guardian.co.uk/world/2010/jun/28/iran-postpones-nuclear-talks 
[6] “EU tightens sanctions over Iran nuclear programme,” BBC Online, July 26, 2010, http://www.bbc.co.uk/news/world-europe-10758328
[7] “EU tightens sanctions over Iran nuclear programme,” BBC Online, July 26, 2010, http://www.bbc.co.uk/news/world-europe-10758328
[8] “EU tightens sanctions over Iran nuclear programme,” BBC Online, July 26, 2010, http://www.bbc.co.uk/news/world-europe-10758328
[9] “EU tightens sanctions over Iran nuclear programme,” BBC Online, July 26, 2010, http://www.bbc.co.uk/news/world-europe-10758328
[10] Karimi, Nasser: “Ahmadinejad says nuclear talks to restart September regardless of conditions,” Associated Press, July 27, 2010, http://www.latimes.com/sns-ap-ml-iran,0,2044796.story
[11] “Iran agrees to nuclear talks under threat of EU sanctions,” Deutsche Welle Online, July 25, 2010, http://www.dw-world.de/dw/article/0,,5836724,00.html
[12] “President Ahmadinejad warns EU against sanctions,” BBC Online, July 25, 2010, http://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-10755700
[13] Pomeroy, Robin: “Conditions still apply for nuclear talks: Ahmadinejad,” Reuters, July 27, 2010, http://www.reuters.com/article/idUSTRE66Q2SO20100727
[14] Yeranian, Edward: “Iranian President Talks Tough About New EU Sanctions,” Voice Of America Online, July 27, 2010, http://www1.voanews.com/english/news/middle-east/-Iranian-President-Talks-Tough-About-New-EU-Sanctions--99344449.html
[15] “Sanctions-hit Iran defiant but ‘ready’ for nuclear talks,” Agence France Presse, July 27, 2010, http://www.hurriyetdailynews.com/n.php?n=iran-condemns-new-eu-sanctions-on-energy-sector-2010-07-27
[16] “Sanctions-hit Iran defiant but ‘ready’ for nuclear talks,” Agence France Presse, July 27, 2010, http://www.hurriyetdailynews.com/n.php?n=iran-condemns-new-eu-sanctions-on-energy-sector-2010-07-27
[17] Karimi, Nasser: “Ahmadinejad says nuclear talks to restart September regardless of conditions,” Associated Press, July 27, 2010, http://www.latimes.com/sns-ap-ml-iran,0,2044796.story
[18] Cameron-Moore, Simon; Mohammed, Arshad: “Iran and U.S. send positive signals on nuclear talks,” Reuters, July 29, 2010, http://news.yahoo.com/s/nm/us_nuclear_iran
[19] Cameron-Moore, Simon; Mohammed, Arshad: “Iran and U.S. send positive signals on nuclear talks,” Reuters, July 29, 2010, http://news.yahoo.com/s/nm/us_nuclear_iran
[20] Cameron-Moore, Simon; Mohammed, Arshad: “Iran and U.S. send positive signals on nuclear talks,” Reuters, July 29, 2010, http://news.yahoo.com/s/nm/us_nuclear_iran
[21] Cameron-Moore, Simon; Mohammed, Arshad: “Iran and U.S. send positive signals on nuclear talks,” Reuters, July 29, 2010, http://news.yahoo.com/s/nm/us_nuclear_iran
[22] Cameron-Moore, Simon; Mohammed, Arshad: “Iran and U.S. send positive signals on nuclear talks,” Reuters, July 29, 2010, http://news.yahoo.com/s/nm/us_nuclear_iran
[23] Cameron-Moore, Simon; Mohammed, Arshad: “Iran and U.S. send positive signals on nuclear talks,” Reuters, July 29, 2010, http://news.yahoo.com/s/nm/us_nuclear_iran
[24] Cameron-Moore, Simon; Mohammed, Arshad: “Iran and U.S. send positive signals on nuclear talks,” Reuters, July 29, 2010, http://news.yahoo.com/s/nm/us_nuclear_iran
[25] Cameron-Moore, Simon; Mohammed, Arshad: “Iran and U.S. send positive signals on nuclear talks,” Reuters, July 29, 2010, http://news.yahoo.com/s/nm/us_nuclear_iran
[26] “Merkel: IAEA, Iran not progressing,” Jerusalem Post, July 21, 2010, http://www.jpost.com/IranianThreat/News/Article.aspx?id=182136

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts