المئات من الأتراك في تل أبيب: إسرائيل وأردوغان- كفانا مشاكل!!

المئات من الأتراك في تل أبيب: إسرائيل وأردوغان- كفانا مشاكل!!

تظاهر نحو 800 عامل تركي مقابل سفارة بلدهم الأم احتجاجاً على تأخير تجديد الاتفاق الذي يعملون بموجبه في البلاد، حيث قامت العديد من وسائل الإعلام التركية بتغطية المظاهرة. وصرح عامل رفيع المستوى لصحيفة يديعوت أحرنوت قائلاً: "إن  سياسة أردوغان ضد إسرائيل تتسبب لنا بضرر كبير"

تاني غولدشتاين

نشر في .28/12/2010  الساعة 10.53

تظاهر صباح اليوم (الثلاثاء) في حديقة الاستقلال فوق شارع اليركون في تل أبيب المئات من العمال الأتراك، في احتجاج غير اعتيادي مقابل سفارة بلدهم: وقد رفع هؤلاء العمال، الذين قد يتحولون خلال أيام معدودة لمقيمين غير قانونيين بسبب التوتر السياسي بين البلدين، أعلام تركيا وإسرائيل ولافتات كتب عليها بترجمة حرة: "اسرائيل، أردوغان، كفانا مشاكل".

وقد جرت المظاهرة بهدوء، لكن كان واضحا أنها تثير ضجة في أوساط الجمهور التركي، حيث أن كل وسائل الإعلام المهمة في تركيا قد أرسلت للبلاد مراسلين خصيصاً لتغطية الحدث. ويعتبر تظاهر مواطنين أتراك مقابل سفارة بلدهم خارج تركيا ضد الحكومة حدثاً نادراً.

"لم يكن هناك أبدا مشاكل مع اليهود؛ بالعكس سادت المحبة دوما" 

تقوم شركة يلمزلر بتنفيذ آلاف المشاريع في البلاد تصل قيمتها إلى مئات ملايين الشواقل ضمن إطار اتفاق شراء متبادل مع حكومة إسرائيل مقابل تحسين معدات عسكرية تقوم على تنفيذها شركات إسرائيلية في تركيا. يتم تجديد صلاحية الاتفاق في كل سنة في الأول من كانون الثاني، لكن في يوم السبت المقبل سوف تنتهي صلاحيته بشكل رسمي في أعقاب مماطلة الأتراك في تجديد الاتفاق على خلفية التوتر في العلاقات بين البلدين. يؤدي تأخير الاتفاق إلى حدوث وضع يصبح فيه العمال الأتراك مقيمين غير قانونيين في البلاد بشكل رسمي، ويخشون في الشركة بأن يمس هذا بالعمال ومصالح الشركة في إسرائيل. 

"نريد من تركيا وإسرائيل أن يستمران في صداقتهما"

تحدث أحد المشاركين في المظاهرة ويدعى مصطفى فتسيرات، الذي يعمل كمدير عمل منذ 7 سنوات، ويسكن في رمات غان ويرسل المال لعائلته في تركيا، لصحيفة يديعوت أحرنوت قائلاً: "أخشى ألا يكون لي عمل هنا بعد الآن ولا أريد المشاكل مع الشرطة في إسرائيل". وأضاف قائلاً: "أنا أحب إسرائيل ولا أريد أن تحدث مشاكل بسبب السياسة".

حملة خطط لها جيداً من قبل الإدارة 

أحد عمال فتسيرات، الذي يدعى بالصدفة أردوغان ديسيفيا، يقولها بصراحة: "أريد أن أستمر بالعمل في إسرائيل وأريد أن تستمر كل من تركيا وإسرائيل في صداقتهما. لا أريد المشاكل. في تاريخ تركيا لم تكن هناك مشاكل أبداً مع اليهود، بل بالعكس كانت المحبة سائدة على الدوام. أنا أعمل هنا منذ ثلاث سنوات ونصف وأريد أن أستمر بالعمل لأعيل عائلتي".

مدراء الشركة- نعارض أردوغان بشدة 

لم تكن المظاهرة مظاهرة تلقائية من قبل العمال، إنما كانت حملة منظمة جيداً من قبل الشركة التي جلبتهم إلى تل أبيب بواسطة أربع حافلات. مدراء الشركة في تركيا هم أناس ناشطون سياسياً، ويعارضون أردوغان بشدة، وهم يقومون بدمج غضبهم الشخصي على المساس بمصالح الشركة مع معارضتهم السياسية.

"لماذا نبحث دوما عن مثل هذه الاستفزازات؟" 

حتى أن الشركة قد تقدمت بدعوى ضد الحكومة التركية بدعوى أن العلاقات السيئة مع إسرائيل تمس بمصالح الشركة.

مدير الفرع الإسرائيلي في الشركة، أحمد أريك، الذي وصل ليتظاهر مع عماله، تحدث لصحيفة يديعوت أحرنوت قائلا: "كل سياسة أردوغان ضد إسرائيل تتسبب لنا بضرر كبير. أنا لا أفهم لماذا لا يمددون الاتفاق. سألت الحكومة ولم تقدم لنا أجوبة، لم يقولوا نعم، ولم يقولوا لا، إنها مجرد مماطلة".

"كل هؤلاء العمال سيتحولون في الأسبوع القادم إلى مخالفين للقانون، أي أن صورهم سوف تظهر في التلفاز التركي في حال أمسك بهم شرطي إسرائيلي في الشراع وأوقفهم لأنهم مقيمون غير قانونيين؟ لماذا يبحثون دوماً عن مثل هذه الاستفزازات؟ ماذا سيقول أردوغان لآلاف العائلات في حال توقف أقاربهم عن العمل؟ نحن نطلب منه تجديد الاتفاق على الفور".