maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الثلاثاء، 1 مايو 2012

بونومو معجب بدانا أنترنشيونال.


بونومو معجب بدانا أنترنشيونال.

في ذروة توتر العلاقات بين القدس وأنقرة، تم اختيار جان بونومو، وهو مطرب شاب من أصل يهودي، ليمثل تركيا في الايروفزيون. وقد أثارت هذه الخطوة المفاجئة الكثير من الانتقادات بين القادة المسلمين في الدولة. ويفضل بونومو أن يركز على الموسيقى، ويقول في مقابلة خاصة له مع صحيفة يديعوت أحرونوت: "هذا فخر كبير بالنسبة لي".

تركي قوي
الداد بك

تعيش تركيا حالة من التوتر في هذه الأيام، وهذا التوتر ليس ناجماً عن اكتشاف تنظيم سري آخر يسعي لإسقاط حكم الحزب الإسلامي الحاكم، أو بسبب "قانون الكارثة الأرمينية" الذي سن في فرنسا، وكذلك ليس بسبب تصريح فظ آخر من قبل رئيس الحكومة، طيب أردوغان، إنما السبب في هذه المرة هو قرار سلطة البث التركية "TRT"، بأن ترسل مطرباً شاباً ومغموراً إلى مسابقة الايروفزيون المقبلة، وهو يهودي- الله يستر.

فوجئ جان بونومو الذي يبلغ من العمر 24 عاماً بهذا الاختيار المفاجئ له كممثل لتركيا في الايرفزيون، والذي سوف يجري في شهر أيار المقبل في العاصمة الأذربيجانية باكو، مما أثار حفيظة غضب مجموعات إسلامية متطرفة، ولكنه حظي بتقدير كبير من قبل موسيقيين وفنانين أيضاً. الآن تتركز هذه الحرب الثقافية ما بين المتدينين والعلمانيتن، حيث تمزق مسابقة الغناء الأوروبية تركيا منذ نحو عقد من الزمن، والتي كانت قلة قليلة من الأتراك تعيرها أهمية حتى وقت قريب. ولكن، منذ ذلك الفوز التاريخي لتركيا في الأورفيزون في عام 2003، حصل هذا الحدث على بعد آخر من الاعتزاز القومي، يكاد يكون كما هو في إسرائيل.

لذلك ليس من المفاجئ بأن العديد من المتحدثين الإسلاميين قد أعربوا عن نقدهم على أنه تم اختيار يهودي ليمثل دولة مسلمة. وما يزيد الطين بلة هو التوتر السياسي بين كل من إسرائيل وتركيا. العديد من معارضي بونومو يدعون بأنه قد تم تفضيله على الآخرين لأسباب سياسية بحتة، كي يرسلوا إلى العالم أجمعه رسالة اعتدال، وانفتاح ومصالحة من قبل تركيا، وأن قدراته الموسيقية ليست هي السبب خلف اختياره.

الفصل بين الدين والموسيقى
يعي بونومو تماماً ما تسبب به اختياره من موجة عارمة من الانتقادات، كما أنه يعلم بأنهم ينتظرون منه الفشل في مهمته، ويدرك أن أي تصريح مثير للجدل يصدر منه قد يشكل خطراً على مشاركته في الأورفزيون. على الرغم من ذلك، وافق على إجراء لقاء مع صحيفة إسرائيلية، لكنه توخى الحذر بان لا ينجر لأسئلة تتعلق بالعلاقات المتوترة بين إسرائيل وتركيا. ويتحدث في اللقاء الذي أجرته معه صحيفة يديعوت أحرونوت قائلاً: "عندما طلبوا مني أن أمثل تركيا في الأورفيزون شعرت بالصدمة، ثم شعرت بعد ذلك بالفخر لأنني نلت هذه الفرصة الرائعة"، ولا يخفي بونومو حقيقة أنه لم يحلم حتى بإمكانية أن يظهر في الأورفزيون. لم تكن الجهات الإسلامية وحدها التي تفاجأت بهذا الاختيار، وبهذا الشأن يقول بونومو: "أظن أنني قد تفاجأت من هذا الاختيار أكثر من أي شخص آخر في تركيا".
أجرى بونومو مقابلة مع التلفاز التركي مباشرة بعد أن وقع عليه الاختيار، وما زال لا يدرك حجم الضجة من حوله، وقد نجح في الحفاظ على رباطة جأشه عندما سأل عن ديانته اليهودية،  وقال: "الموسيقى لا تعرف لغة، أو ديناً أو عرقاً، أنا تركي، واليهودية هي دين. يعيش في تركيا 36 مجموعة عرقية مختلفة، وتعيش عائلتي هنا منذ 19 جيلاً، أي 540 سنة. لا علاقة لإسرائيل بهذا، لقد وصلنا إلى تركيا من أسبانيا، أنا تركي".
منذ ذلك الوقت، تجنب عن قصد أن يجيب على أسئلة تخص الموضوع الشائك حول الملف التركي الإسرائيلي. حتى في هذا اللقاء يحاول أن لا يزل لسانه، حيث أنه يعي أن الكثيرين في تركيا يتمنون له الفشل، لكن بونومو عاقد العزم على أن ينجح في الأورفزيون. بعد أن خسرت تركيا تماما مثل ممثلة إسرائيل دانا انترناشيونال في المرحلة المبكرة من المسابقة، يحلم بونومو بأن يحقق إنجازاً في هذه المسابقة ليجعل منه محل إجماع من قبل جميع الأطراف في تركيا. ويقول وفي صوته نبرة فيها ثقة كبيرة : "لا تخطئ، أنا أكثر جاهزية وأرغب بأن أحقق كل ما يتوقعونه مني، منذ أن ربحنا في عام 2003، تحول الأورفيزون لحدث كبير جداً في تاريخ الثقافة التركية الشعبية، حيث يشارك الكثير الناس ووسائل الإعلام في هذا الحدث، نحن تحت ضغط كبير، ولكنه ضغط من النوع "المحبب" الذي يمنحنا الدافع لنقوم بأداء أدوارنا بشكل رائع. أنا متأكد بأننا سنكون كذلك، وربما سنربح أيضاً، تماماً كما فعلت دانا أنترناشيونال في أول ظهور لها في الأورفيزون في عام 1998"، ويثني بونومو عليها ويقول: "أحببتها كثيراً، لقد كانت أغنية رائعة، وفشلت في الكثير من أغنياتها في العام السابق".
ولد بنومو لعائلة يهودية أسبانية ذات أقدمية في بلدة أزمير. وبدأ ولعه بالموسيقى في جيل مبكر، فهو يعزف على الجيتار منذ أن كان في سن الثامنة، ويتذكر قائلا: "كان جدي يقدم العروض كمطرب في سلطة البث التركية، وقد كان دوما مصدر إلهام بالنسبة لي.
أظن أنه هو من دفعني لأن أكون مطرباً، وتأثرت بجاري بالذات فهو من جعلني أعشق العزف على الجيتارة. فقد كان معتاداً على العزف بجيتارته بصوت عالً جداً، وقررت أن أتبع خطاه".

في سن السابعة عشرة، قرر بونومو أن ينتقل إلى عاصمة الثقافة التركية اسطنبول، ليجرب حظه المهني في المدينة الكبيرة بموازاة تعليمه في كلية السينما والتلفزيون في الجامعة، وبدأ يقدم العروض في نوادي صغيرة وكذلك في برامج الراديو والتلفزيون. هذا الشاب الوسيم، ذو الإطلالة الجميلة، اختير أيضاً ليعمل كعارض في برامج إعلانية مختلفة، بما فيها إعلانات مرحة لاستعمال الواقيات الذكرية المطاطية، حيث يظهر فيها حائراً أمام البائعة، ولا يعرف أي لون يختار. إلى أن تنصحه هي بالطبع. يمكن بالمناسبة رؤية هذا الإعلان على موقع اليوتيوب.

صدر ألبومه الأول قبل سنة من الآن بعنوان "مجنون"، وكانت كافة أغانيه تقريباً من تأليف وتلحين منتج شاب وموهوب. يطلق بونومو على أسلوب الموسيقى الخاص به "موسيقى اسطنبولية"، وبهذا فهو يقصد الدمج ما بين أنغام شرقية، ودينية وعصرية، كما أنه يبدو فريداً من نوعه في مظهره الخارجي : العلامة المميزة له هي القبعات المختلفة التي يضعها أينما كان، ورسومات الوشم التي تزين ذراعيه، والحلقة الموجودة في أذنه.

يتحدث بونومو أنه يستمد مصدر إلهامه من شعراء أتراك وحتى من شارل بودلر وتشالز بوكوفسكي. ويقول: " تختلف ألحاننا قليلاً عن النغمات الشعبية التي تسيطر حالياً على سوق الموسيقى التركية، وسوف نقدم هذا الأسلوب في الأورفزيون".
لم يقرر بونومو حتى الآن ما هي الأغنية التي سيقدمها، ويقول: "نحن نكتب طوال الوقت، ونسجل ونفحص الأغاني والألحان المختلفة، وأعدكم أن الأغنية في الأورفزيون لن تكون بعيدة عن موسيقانا المعتادة".

"عندما طلبوا مني أن أمثل تركيا في الأورفيزون شعرت بالصدمة، وشعرت بالفخر بعد ذلك"

دائما هناك بداية
كانت أول مشاركة لتركيا في الأورفزيون في عام 1975، أي بعد إسرائيل بسنتين، واعتبرت على مدار عقود طويلة أنها "دخيلة" من ناحية موسيقية، والتي كانت دائما تحظى بالمرتبة الأخيرة. وبالمناسبة، بونومو ليس المطرب اليهودي الأول الذي اختير ليمثل تركيا. في عام 1979 حظيت بهذا الشرف (في ذلك الحين كانت تجرى مسابقة تصفية) مطربة يهودية شابة من أزمير اسمها ماريا ريتا أفيك، وفي نفس السنة أجريت المسابقة لأول مرة في القدس. وفي اللحظة الأخيرة ألغت تركيا مشاركتها بسبب المواجهات الدامية بين جيش الدفاع وسكان الضفة الغربية.

طرأ تحول كبير وذو أهمية في السنوات الأخيرة في المواقف التركية تجاه الأورفزيون، حيث تسمح طريقة التصويت للجاليات التركية المهاجرة في مختلف الدول الأوروبية (خاصة ألمانيا، والنمسا وسويسرا) بالتصويت بشكل مكثف على الأغاني التركية، بالإضافة إلى زيادة عدد الدول المجاورة لتركيا التي تشارك في المسابقة بشكل ملحوظ، وفي العقد المنصرم تحتل تركيا في أغلب المسابقات واحدة من المراتب العشر الأولى في النهائيات.

يقول بونومو محاولاً شرح نجاح الأغاني التركية على المستوى الأوروبي: "حسب رأيي، لم يكن الشعب التركي يعتقد أن لديه فرصة للفوز بالأورفزيون، ربما لأننا لم نبذل في سبيل ذلك الجهد المطلوب. ولكن بعد الفوز في العام 2003، كان الجميع في تركيا يقولون: "يا للروعة، يمكننا أن نفوز في هذه المسابقة". بعد أن وصلنا إلى القمة، وبدأنا نستثمر أكثر فأكثر. وبشكل عام، أظن أننا قد أدركنا أنه يمكننا أن نكون ممثلين كبار في حلبة الأورفزيون".
هل ترى في ظهورك في الأورفزيون فرصة لدخول السوق العالمي؟
"ما زال هذا مبكراً بالنسبة لي لأفكر فيه، وأحتاج إلى ان أكسب تركيا إلى جانبي أولاً، وما زلت شاباً وأمامي مشوار طويل جداً، لذلك لا أفكر حالياً بالانطلاق خارج تركيا، لكنني متأكد أن موسيقاي في الأورفزيون سوف تصل إلى قلوب الناس في أول ثلاث دقائق من سماعهم لها في كافة أنحاء أوروبا، وسوف أحظى بأصواتهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts