maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الأحد، 13 مايو 2012

لعبة خطيرة

لعبة خطيرة
مع كل الأسف على فقدان حياة رجال الشرطة المصريين خلال الساعات العصيبة بعيد سلسلة العمليات الإرهابية التي حدثت يوم الخميس الماضي، ومع كل التفهم للغضب المصري على ما حدث، هناك شيء واحد يكاد يختفي تماماً من التقارير الصحفية حول الحدث، وهو السياق الذي حدثت فيه هذه الأمور.

من قرأ التقارير في وسائل الإعلام العربية يمكن أن يفترض بأن الجنود الإسرائيليين قرروا بكل بساطة أن ينالوا من رجال الشرطة المصريين دون أي سبب ظاهر للعيان. الحقيقة، بالطبع، هي أكثر تعقيداً من ذلك، ومن المؤسف بأن هذه الحقيقة قد غيبت عن أعين الفي المحافظة على حسن الجوار في الجنوب.

من الصعب أن نعتبر علاقات السلام بين إسرائيل ومصر ذات طبيعة مثالية. فعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود لم ينجح الطرفين في إيجاد قاسم مشترك أعظم بين الشعبين في الدولتين المتجاورتين ضمن إطار علاقات طبيعية وتعاون مشترك. على الرغم ذلك، هناك أمر واحد لا يمكننا انتزاعه من بيغين والسادات: لقد ضمنا لشعبيهما على طرفي الحدود أكثر من ثلاثين عاما من حالة اللاحرب ودون وقوع قتلى أو مصابين وبلا استثمارات ضخمة في جيشيهما.

قد يتصور البعض من خلال صور الشبان الذين كانوا يتظاهرون حتى وقت قريب من أجل مستقبل أفضل، ويطمحون إلى التحرر من الديكتاتورية والتوجه نحو الديمقراطية، ومن ثم انتقلوا إلى التظاهر أمام السفارة الإسرائيلية وحرق علم إسرائيل بدلاً من البحث والخوض في الأمور الجوهرية التي تقض مضاجع الشعب المصري – أن هذا هو الخيار التلقائي منذ عشرات السنين والسيناريو المعروف منذ زمن طويل، وقد تصور هؤلاء أن حرق علم لونه أبيض وأزرق هو أسهل السبل لتفريغ غضبهم. 

إن هذا تطور مثير للشك لكل من يعتقد أن التطورات الأخيرة في العالم العربي والطريقة الجديدة التي يطالب بها الشبان الإسرائيليين القيادة بالتغير يمكن أن تؤدي إلى حوار جديد بين كلا المجتمعين. هذا تطور غير مشجع حتى لمن كان يأمل - سواء من الطرف الإسرائيلي أو العربي - بأن السنوات القريبة سوف تخصص لتطوير المجتمع والاقتصاد ومحاربة الفقر وإيجاد أماكن عمل ومستقبل أفضل للجيل الصاعد. 

هل نعود إلى العادة القديمة والسيئة التي تكون فيها "إسرائيل هي المذنبة في كل شيء"، حيث تتصدر الصور من مدرسة في بئر السبع ضربت بالصواريخ أو في غزة، بدلاً من صور من ميدان التحرير أو من حلب أو من دير الزور؟ لا شك أن هناك أشخاص في المنطقة يسعون من أجل ذلك لما فيه من مصلحة تعود بالنفع عليهم، ولذلك ينبغي ألا ننسى ذلك. 

هكذا مثلاً، "لجان المقاومة الشعبية"، وهي المنظمة التي بدأت بجولة الدماء الحالية، على غرار غالبية المنظمات الفلسطينية، لا تعمل من فراغ. نحن نتحدث عن منظمة تعمل بشكل وثيق الصلة مع حماس وبتمويل وإلهام من حزب الله. حزب الله كما يعرف الجميع - وكذلك حماس - هم حلفاء بشار الأسد وإيران. عندما نتذكر هذا، لا يصبح توقيت إشعال المنطقة أمراً عفوياً أو مجرد صدفة. شعب المصري الذي لم يدرك سوى  نصف أو حتى ربع الصورة.


عملية إطلاق النار باتجاه رجال الشرطة المصريين هي حالياً قيد التحقيق المشترك بين قوى الأمن من كلا الطرفين، ولكن المذنبين الحقيقيين فيما حدث هم دون أدنى شك أولائك الإرهابيين، وعلى ما يبدو أنهم تابعين للجان المقاومة الشعبية، الذين فروا عبر الحدود المصرية بعد تنفيذ العمليات الدموية في منطقة ايلات. وقد تحدث الرئيس شمعون بيرس قائلاً: "لا أحد في إسرائيل يرغب في أن يرى جندياً مصرياً يقتل." بهذا التصريح يكون الرئيس الإسرائيلي قد عبر عن رأي الأغلبية الساحقة لدى الجمهور الإسرائيلي الذي لا يزال يأمل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts