maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الثلاثاء، 8 مايو 2012

سفير إسرائيل الأول

سفير إسرائيل الأول
بعد عام ونصف من وصول بيبرس ناتخو إلى روسيا تحول ناتخو ليصبح مرشحاً طبيعياً لمنتخب العام ويبدو أن فريق كازان لن يكون محطته الأخيرة في أوروبا


بعد نحو شهر ونصف قد يجد ناتخو اسمه على القائمة المحترمة لمنتخب العام في الدوري الروسي. على ما يبدو لن يتم اختيار لاعب الوسط البالغ من العمر 23 عاماً كلاعب السنة- حيث أنه في نهاية الأمر، ليس نجماً في فريق "تسيسكا موسكو" أو في الفريق المحسوب على الكرملين، زنيت سانت بيترسبورغ. لكن لو فحصنا الطريق التي أنجزها ناتخو على مدار السنة والنصف الماضية في فريق روبين كازان، لا يسعنا إلا أن ننفعل من الإنجازات التي حققها.

إلى صفحة الفيسبوك الخاصة بالرياضة في البلاد

يقول ايغور رافنير بكل ثقة: "يمكنه أن يلعب في أي فريق في الزمرة الأولى في الدوري الروسي، بما في ذلك زنيت وتسيسكا"، وهو محلل رياضي رفيع المستوى في صحيفة "سبورت اكسبريس. بنظري أن كل فريق من المستوى الأوروبي الثاني سوف يكون مسروراً باستيعابه كلاعب في التشكيل الأول. إنه أكثر اللاعبين استقراراً وتأثيراً في فريق روبين كازان، إلى جانب الكابتن نوفوآ- أفضل لاعب في الإكوادور. ناتخو هو بمثابة مرساة الفريق على مستوى الأداء. أعتقد أنه لن يكون من السهل على المنتخب الروسي أن يواجه ناتخو-وبينايون سوية في المنتخب الإسرائيلي من خلال مباريات التأهل لمونديال 2014."

برداييف فقط، كان على علم
قبل نحو عام ونصف كان الأمر يبدو مختلفاً كل الاختلاف. لم يعلم أحد في وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك المحللون والخبراء والمدربون السابقون، ماذا وجد مدرب روبين، كوربان برداييف، في لاعب خط الوسط من فريق هبوعيل تل أبيب (لاحقاً تبين أنه حتى قبل برداييف، أبدت كل من "تسيسكا" و"لوكوموتيف" اهتماما بناتخو). ومما كتبت عنه الصحف في روسيا: "عندنا الكثير من أمثال هذا اللاعب. ماذا سيفعل من على دكة الاحتياط في روبين؟ هل سيقوم بحمل الحقائب؟"
اليوم يعترف الجميع بالخطأ. يقول رافينير: "هذه عظمة برداييف. إنه لاعب شاب ذو قدرة، بينما لا يمكن لأحد سواه أن يرى ذلك. كما هو الحال مع العديد من اللاعبين، لقد أصاب الهدف مع ناتخو، وربح لاعباً مهماً للسنوات القادمة، وهذا بالطبع في حال بقي ناتخو في كازان."

عندما التقى ناتخو ببرداييف لأول مرة، قبل أن يوقع على العقد لمدة ثلاث سنوات ونصف، قال له المدرب: "أنا أراك ليس كما أنت اليوم ، إنما كمن يمكن أو تكون من بعد سنة أو سنتين". لقد وثق به برداييف وبقدراته منذ اللحظة الأولى. كي يتيح له مكاناً في خط الوسط، لم يتوانى عن التخلص من البولندي الدولي رفائيل مورافسكي. " لهذا هو (برداييف) مدرب رفيع المستوى ونحن صحفيين فقط"، يعترف أندري انفينوغنوف، الذي يقوم بتغطية روبين، "معظمنا اعتقد بأننا نتحدث عن قصة عابرة، لكن يتبين بأننا نتحدث عن لاعب على مستوى عالي، الذي يحظى بثقة كاملة حتى لو كان ذلك في مكان صعب مثل روبين. لقد كان المسار الذي توجه إليه ناتخو مساراً ذو اتجاه واحد فقط. لقد حكم عليه بكل بساطة بأن يتقدم إلى الأمام من ناحية مهنية. كان من الواضح بأنه سوف يستغرق بعض الوقت ليتأقلم، وهذا ما حصل بالفعل. أخذ ناتخو فرصته بكل ما أوتي من قوة. اليوم سيتغرب الكثيرين في كازان في حال أنه لم يكن في التشكيلة الأولى. تقريباً كل هجمات فريق كازان تبنى عن طريقه أو عن طريق نوفوآ".

وبالفعل، تحول ناتخو هذا العام إلى المنفذ لكل الركلات الثابتة لصالح فريق كازان: ضربات ركنية وضربات حرة وضربات جزاء. إلى ذلك، يضيف انفينوغوف قائلاًُ: "أحياناً يبدو أنه لشدة العبء بالكاد يتحرك قبيل نهاية المباراة، لكنه شاب قوي وصامد في وجه كل التحديات حتى الآن." في المباراة الأخيرة، مقابل روتسوف، كان يبدو بأن الفريق بأجمعه بالكاد يتحرك. تلعب كازان بالمعدل مرتين في الأسبوع، قائمة المصابين لديها طويلة، لكن هذا لم يجعل ناتخو يتواني عن طبخ هدف آخر، ليصح سجله مثيراً للإعجاب- عشرة أهداف وثمانية تحضيرات لهدف في الدوري الروسي والأوروبي.

هذا من البيت

تطل شقة الأستوديو التي يسكن فيها ناتخو على الكرملين المحلي، وعلى موقع بناء من الناحية الأخرى. أما الاستاد فهو يقع على مسافة ربع ساعة مشياً على الأقدام، وكذلك مسجد "كو-شريف"، من الأكثر شهرة وفخامة في روسيا. يقول أنفينوغونف إن الانطباع يدور عن "شاب هادئ، وذو تربية أصيلة ووجه بشوش، ليس من أولائك الذين يخرجون للملاهي الليلة. إنه يقضي وقته بين التدريبات، وفي البيت، وفي المسجد وفي مطاعم قريبة. لا يكثر من الحديث- أضف لذلك أننا حالياً نتواصل من خلال مترجم مرافق له."

ناهيك عن الذكر أن اسم ناتخو لم يرتبط بأي قضية أو فضيحة، وهي مسألة تربية وطبع. "طبعاً، هذا من البيت الذي قدم منه"، هذا ما يؤكد عليه ناتخو في حوار أجري معه لملحق الرياضة في صحيفة هآرتس، ويقول: "دوما كنت اعلم أنه يجب العودة إلى البيت بعد المدرسة للنوم والراحة قبيل التدريب. فقط عندما وصلت إلى روسيا فهمت أهمية وضرورة وضع جدول زمني منظم بالنسبة لمن يمارس الرياضة. لا يسعني إلا أن أشكر عائلتي، التي عودتني على التصرف بشكل متزن وهادئ ومرتب."

الحياة في المدينة البعيدة، التي تقع على ضفاف نهري الفولغا وكازانكا، كان يمكن أن تخيف العديد من لاعبي كرة القدم الشبان، لكن ناتخو ليس منهم. "لقد قررنا، أنا وزوجتي تاليا، أن نشتري بيتاً هنا، وقريباً سوف ننهي التفاصيل وسوف ننتقل للعيش في بيت خاص بنا، أكبر وأوسع". هل نتحدث عن رمز للمستقبل؟ يقول ناتخو "لا"، "نحن نتحدث ببساطة عن قرار يلائمنا جميعاً، من الناحية الاقتصادية أيضاً."

على الرغم من الموسم الكبير الذي يؤديه، لا يحظى ناتخو بالتغطية الإعلامية التي يستحقها، مثل مندوبينا في الدوري الألماني على سبيل المثال، وفي الدوري الإنجليزي أو حتى في الدوري البلجيكي. "أنا أدرك ذلك." وتابع القول: "للأسف، تغطية الدوري الروسي في إسرائيل ليس بالدرجة الكافية، على الرغم من أننا نتحدث عن دوري صعب وذي جودة عالية. آمل أن يتغير هذا مع الوقت."

في مقابلة لملحق الرياضة في صحيفة هآرتس خلال التصفيات التأهيلية لكأس أوروبا-اليورو، تحدث ناتخو عن رغبته "بان يستلم في المستقبل زمام الأمور في المنتخب". هل آن الأوان؟ هل تشعر بأنك ناضج بما يكفي لهذه المهمة؟ يبدو أن الجواب هو نعم، مع أنه يفضل أن يحتفظ بهذا لنفس، حيث يقول: "أنا الآن في الثالثة والعشرين من العمر وقد اكتسبت خبرة كافية على المستوى الدولي، لكني لست الوحيد القادر على قيادة المنتخب قدماً. لدينا بنيون، بالطبع. دودو أواط وطال بن حاييم ووآخرون مرشحون."

موسم الأترج

لناتخو عقد لمدة سنتين إضافيتين في كازان، حتى كانون أول 2013. حالياً يتعرف عليه المستطلعون مرة تلو الأخرى من غرب أوروبا، كما سيحدث في يوم الخميس، عندما ستستضيف كازان فريق توتنهام في إطار الدوري الأوروبي. يقول: "لا يمكنني أن أعرف ماذا سوف يحصل في المستقبل. أنا أحلم باللعب في انجلترا أو أسبانيا أو ألمانيا- لكن لا يمكنني التذمر بشأن أي شيء، أنا أتمتع هنا في كازان. أنا أفهم الروسية أيضاً، لكني ما زلت لا أتحدث بطلاقة." في هبوعيل تل أبيب، الفريق الذي نشأ فيه ناتخو، لم يحسنوا معاملته على الدوم. لقب "الأترج" الذي أطلق عليه مس به، لكن ناتخو لا يحمل الضغينة. يقول: "غالبية المشجعين كانوا يقدمون الدعم لي في غالبية الوقت. لقد نشأت في هبوعيل، وهذا نادي عزيز على قلبي وأظن أنني قد أعود للعب هناك في يوم ما عندما أنهي سيرتي في أوروبا."

يتوقع أن تخوض كازان هذا العام ثلاث مباريات أخرى على الأقل في إطار الدوري الأوروبي، وثلاث في الدوري الروسي (المرتبة 6)، نأمل أن نقطع شوطاً بعيداً في إطار التصفيات النهائية. "روبين على الدوم تقصد المراتب العليا- وكذلك الأمر بالنسبة للدوري الأوربي، حيث نأمل أن نصل بعيدا في هذه المسابقة. بمجمل الأمور أشعر بالراحة هنا. تعاملي مع اللاعبين جيد، خاصة مع نوبوآ، بوكتي وسزار نفاس. في الموسم الماضي عانيت من الإصابة التي أخرت من تقدمي- لكن يبدو لي أنني لن أكون في هذا العام جزءأ من التشكيلة الأولى سوى مرة واحدة فقط."

حالياً يحاول أن يتهرب من أسئلة مثيرة للجدل، أو ربما أسئلة تافهة حتى عندما يطرح عليه أحد المراسلين السؤال التالي: "ألم يزعجك عندما وصفك بعض الصحفيين بأنك "يهودي"؟، أجاب ناتخو: "كنت مستعداً لذلك، لاحقاً بدءوا يسمونني بالتسمية الصحيحة، إسرائيلي". في نفس اللقاء شرح قائلاً: "أنا أول شركسي في منتخب إسرائيل، لكني لست أول مسلم. أنا فخور بدولتي وأنا ألعب دوماً لأجلها بمزاج خاص."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts