maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الثلاثاء، 8 مايو 2012

السيرة الذاتية لكونداليزا رايس: أولمرت جازف أكثر من رابين

السيرة الذاتية لكونداليزا رايس: أولمرت  جازف أكثر من رابين


لقد أخفت رايس اقتراح أولمرت الذي شمل تقسيم القدس وتبادل الأراضي، حتى عن مستشاريها، وأبو مازن رفض الاقتراح لأنه لم يكتف بحق العودة لـ 5000 آلاف شخص فقط.

"كان يمكن أن يتعرض أولمرت للاغتيال في محاولته للتوصل إلى اتفاق سلام، إذ إن رابين اغتيل على أقل من ذلك بكثير."  هذا ما كتبته كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في سيرتها الذاتية الجديدة بعنوان "أشخاص استثنائيون" التي سيتم نشرها في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر.

في مذكراتها، كتبت رايس أنها ورئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، حصلا على انطباع بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، ايهود أولمرت، كان يرغب في التوصل إلى اتفاق، وقد قد عين وزيرة الخارجية تسيبي لفني مسئولة عن المحادثات، وليفني - على الرغم من أنها لم تكن ضالعة في الموضوع منذ سنوات كما هو الحال بالنسبة للطاقم الفلسطيني، إلا أنها تعلمت بسرعة. بدأت رايس بالقيام بزيارات المنطقة بوتيرة أعلى، وكان التقدم "بطيئاً، لكنه ثابتاً"، حسب ما تقوله. ولقد كانت متأكدة بأن الطرفين يرغبان حقاً بفي التوصل إلى تسوية.

ووفقاً لأقوال رايس، كانت الزيارات على منوال ثابت: لقاءات مع مندوبي الدول العربية من خلال مجلس التعاون الخليجي، واللقاءات في مكتب أولمرت  الذي كان يدخن السيجار وهي كانت تشرب الشاي، ومحادثات ساخنة على وجبة العشاء، ومن ثم لقاءات مع الفلسطينيين.

في اللقاء الذي أجرته مع أولمرت، أبلغها بأنه من أجل التوصل لاتفاق قبل نهاية فترة بوش في الحكم، يجب الدخول في مفاوضات، ولكن ليس عن طريق أو علاء، وإنما مع أبو مازن مباشرة، وبحيث أن يكون هناك مندوب من كل طرف يتولى صياغة الاتفاق الذي سوف يقوم الوسطاء بوضع تفاصيله الدقيقة.


وكبت رايس قائلة: "بدأت أسأل بالنسبة للعلاقات بين ما عرضه هو وبين ما قامت به تسيبي لفني. وقد شعرت بحالة من عدم الارتياح، لأنه كان من الواضح بأنه لم يقل لها ما يقوله لي." لكن أولمرت  تابع قائلاً: "أعرف ماذا يحتاج. إنه بحاجة لشيء عن اللاجئين والقدس. سوف نمنحه ما يكفي من الأرض، ربما ما يقارب نسبة 94% مع تبادل للأراضي. لدي فكرة بالنسبة للقدس. سوف تكون عاصمتين، واحدة لنا في غرب القدس وأخرى للفلسطينيين في شرق القدس. سوف يتم انتخاب رئيس مجلس البلدية المشتركة بحسب نسبة السكان. هذا يعني بأنه في حال كان رئيس البلدية إسرائيلياً، فسوف يكون نائبه فلسطيني. وسوف نظل نحافظ على الأماكن المقدسة لأنه يمكننا ضمان إمكانية الوصول إليها."

وكتبت رايس أيضاً: " قلت لنفسي: هذا لن ينجح بالتأكيد. لكن ركزي، ركزي، هذا لا يصدق."

فيما بعد قال أولمرت : "سوف أستوعب بعض الفلسطينيين في داخل إسرائيل، ربما خمسة آلاف منهم. لا أريد أن أسمي هذا لم الشمل لأن هناك عدد اكبر من اللازم من أبناء الأعمام، لن نتمكن من السيطرة على هذا. فكرت بطريفة إدارة المدينة المستقبلية- يجب أن تكون هناك لجنة- ليس موظفين، إنما أشخاص أذكياء- من الأردن والسعودية ومن الفلسطينيين والولايات المتحدة وإسرائيل. سوف يشرفون على ما يحدث في المدينة، ولكن ليس من زاوية سياسية." عندئذ تساءلت: هل أنا أسمع هذا حقاً؟" وتتابع رايس قائلة: "هل يقول رئيس حكومة إسرائيلي بأنه سوف يقوم بتقسيم القدس وسوف يقوم بوضع جهة دولية لتشرف على الأماكن المقدسة؟ ركزي، اكتبي ذلك. لا، لا تكتبي. ماذا لو تسربت هذه الأخبار؟ لا يمكن أن يتسرب هذا، الأمر يدور بيننا فقط."

أستمر أولمرت يشرح بإسهاب عن رؤيته للمستقبل، مع المساعدة الأمريكية في مجال الأمن. "يمكنني تسويق هذه الصفقة، لكن ليس في حال أن جيش الدفاع يقول بأن هذا يمس بأمن الدولة." قال أولمرت  لرايس: "هذا أمر لن يتمكن أي رئيس حكومة إسرائيلي من النجاة به. وعلي أن أعرف بأنك لن تفاجئيني بأفكار أخرى قبل أن تتاح لنا الفرصة بمناقشتها. أنا أتحمل هنا مخاطرة ومجازفة هائلة، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتجاوزني."

قالت رايس لأولمرت : "حضرة رئيس الحكومة، هذا مدهش، سأحاول أن أساعد"، وسوف أتحدث مع أبو مازن غداً."
احتفظت رايس باقتراح أولمرت  بشأن إقامة لجنة دولية للإشراف على الأماكن المقدسة سراً ولم تفصح عن ذلك حتى لمستشاريها اليوت ابرامس ودافيد وولش، خشية أن يزل لسانهما مما قد يورط أولمرت . عندما اتصلت بستانلي هدلي، قالت له فقط بأنها قد سمعت من أولمرت  أخبار فريدة من نوعها.


"لم أشعر بالراحة- على الرغم من أنني تحدث في خط محمي، وكنت أقيم في فندق في إسرائيل، ومن يدري من يوسعه أن يتصنت. "قل للرئيس بأنه كان على صواب بالنسبة لأولمرت ، إنه يريد التوصل إلى اتفاق. وفي الحقيقة، قد يتعرض للاغتيال في سعيه للتوصل إلى اتفاق، هذا ما قلته وأنا أتذكر ما حل برابين عندما عرض أقل من ذلك بكثير."

كان رد أبو مازن المباشر على الفور بمفاوضات حسب تعريف رايس: "لا يمكنني القول لأربعة ملايين فلسطيني بأنه فقط خمسة آلاف يمكنهم العودة إلى بيوتهم." هذا ما قاله لها وأضاف بأنه لا يريد أن يعين وسيطاً عن نفسه، إنما يود القيام بذلك بنفسه- ووافق أولمرت على أن يتم تحديد موعد للقاء.

اعترفت رايس بأن اقتراح أولمرت  طاردها والرئيس بوش في الأشهر الأخيرة من فترة الحكم. وقد طلبت من بوش أن يستقبل الزعيمين لآخر مرة، على الرغم من أنه قد كان معلوماً بان أولمرت  سوف يستقيل في الصيف وأن الانتخابات في إسرائيل على الأبواب.

كتبت رايس قائلة: "إنه (أي أولمرت ) بمثابة بطة تعرج، وكذلك الرئيس (بوش). لكن مع ذلك شعرت بالقلق من أنه قد لا تعود فرصة كهذه. وقد دفعت بي تسيبي ليفني (وأنا أؤمن أيضا بعباس) بأن لا أقدس اقتراح أولمرت."

وقد كتبت رايس بأن ليفني قالت: "لا يوجد له أي سند في إسرائيل. هذا صحيح على ما يبدو، لكن عندما يقوم رئيس حكومة إسرائيلي بطرح اقتراح علانية مع هذه المميزات المدهشة، ويتقبلها الرئيس الفلسطيني- فإن هذا سوف يدفع بمسيرة السلام لمستوى جديد. رفض عباس. كان لدينا فرصة واحدة أخيرة. حضر الزعيمان كل على حده خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر ويناير/ كانون الأول للوداع. أخذ الرئيس عباس إلى الغرفة البنفسجية على حده وحثه على أن يفكر من جديد بالعرض. لكن الزعيم الفلسطيني أصر على موقفه، ودفنت الفكرة. الآن، وأنا أكتب في عام 2011، يبدو لي أن المسيرة السلمية في طريقها إلى الانحسار." كما استشف مما كتبته رايس. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts