maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

السبت، 19 مايو 2012

التخصيب النووي – "دليل الأحمق"



في المحادثات المتوقع إجراءها في 23 أيار/ مايو في بغداد بين إيران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا) حول برنامج التسلح النووي الإيراني، من المحتمل أن يتركز الاهتمام الرئيسي حول تخصيب المواد النووية في إيران.



فيما يلي دليل مبسط لتوضيح هذه المسألة:
· أقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 4 قرارات تتعلق بفرض عقوبات على إيران منذ عام 2006 (القرارات تحمل الأرقام 1737 و1747 و 1803 و1929) والتي تطالب إيران بتعليق جميع الأنشطة النووية وأنشطة تخصيب اليورانيوم. بالإشارة إلى إخفاء إيران لبرنامجها النووي عن العالم لمدة 18 عاما، فإن المجتمع الدولي لا يعتقد أن البرنامج النووي الإيراني يهدف إلى أغراض سلمية. ونتيجة لذلك، شددت إسرائيل ودول أخرى على أنه يتعين على إيران إيقاف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم والتخلص من مخزونها الاحتياطي من اليورانيوم المخصب الموجود بحوزتها.

· تستخدم عملية تخصيب اليورانيوم نوعية من اليورانيوم منخفض التخصيب وتقوم بتنقيته وتحويله إلى مواد بإمكانها تشغيل المفاعلات النووية لتوليد الكهرباء، أو تصنيع قنبلة نووية. من جانب آخر، في حين أن محطات الطاقة النووية يمكن تزويدها بنوع من وقود اليورانيوم منخفض التخصيب نسبياً، فإن القنبلة النووية تتطلب نموذجاً عالي التخصيب بحجم أكبر من ذلك بكثير.

· عندما يتم استخراج اليورانيوم الخام من باطن الأرض، فهو يتألف بشكل كامل تقريبا من النظير المشع نسبيا وطويل الأجل U-238. هناك جزء ضئيل جدا تتألف تركيبته من النظير المشع U-235 غير المستقر، والذي يمكنه أن يخضع لعملية انشطار نووي تلقائي، حيث تنشطر النواة مطلقة طاقة كافية لتحفيز سلسلة من التفاعلات. وعندما تترك هذه التفاعلات دون إعاقات فراغية، فإنها تنتج التأثيرات الكارثية للتفجير النووي.



الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في جولة تفقدية لأجهزة الطرد المركزي بالغاز، والتي استخدمت لتخصب اليورانيوم في محطة ناتاز النووية عام 2011. صورة من: نشرة مكتب رئاسة الجمهورية الإيرانية/ EPA.
· إذن، الهدف من عملية التخصيب هو زيادة النسبة المئوية من النظير المشع U-235 في اليورانيوم الخام، وبالتالي توفير ما يكفي لتحفيز سلسلة التفاعلات والإبقاء عليها.

· الطرد المركزي للغاز هو أحد الطرق التي يتم بها تخصيب اليورانيوم، وتقوم إيران بإتباع هذه التقنية. يتم ضخ غاز سداسي فلوريد اليورانيوم في داخل أسطوانة تدور بسرعة عالية. ينشأ عن هذا الدوران قوة طرد مركزية تقوم بإلقاء أثقل النظائر المشعة من U-235 خارج الأسطوانة، بينما تبقى النظائر المشعة الخفيفة من U-235 في المركز. تتكرر هذه العملية عدة مرات من خلال سلسلة من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج المستوى المطلوب من اليورانيوم في عملية التخصيب.



جهاز طرد مركزي بالغاز

· عندما يصل مستوى التخصيب إلى ما يقارب خمسة بالمائة، فإن اليورانيوم يكون قد وصل إلى درجة كافية من التخصيب لاستخدامه كوقود للمفاعلات النووية المستخدمة للأغراض السلمية المدنية. على الرغم من ذلك، لا يوجد مبرر لجهود التخصيب التي تبذلها محطة الطاقة النووية الوحيدة في إيران والموجودة في بوشهر، فإيران ليست بحاجة إلى تخصيب اليورانيوم لمحطة بوشهر منذ أن وعدت روسيا بتزويد هذه المحطة بالوقود..

· عندما تصل نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20%، يمكن استخدامه كنظير مشع طبي لعلاج وتشخيص الحالات المرضية مثل أمراض السرطان والقلب. من ناحية أخرى، يجري تطوير طرق بديلة لا تعتمد على اليورانيوم المخصب، وقد أبدت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى استعدادها لمساعدة إيران على شراء أي من النظائر المشعة التي تحتاجها من السوق الحرة بدلاً من تصنيع نظائر مشعة خاصة بها. على كل الأحوال، تمتلك إيران فعلياً ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لتلبية احتياجاتها لعدة سنوات.

· من أجل استخدامه كنواة انشطارية لسلاح نووي، يجب أن تصل نسبة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 90%. يشكل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% مصدر قلق بشكل خاص نظراً لإمكانية تحويله إلى مواد تستخدم في بطريقة سهلة نسبياً وبسرعة في غضون بضعة أشهر فقط.

· كشفت إيران في شهر حزيران/ يونيو عن نيتها مضاعفة إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى ثلاث مرات، ونقل إنتاجها من مجمع ناتانز إلى منشاة تحت الأرض في فوردو، وهي منشاة سرية محصنة للغاية كانت إيران قد أخفتها عن العالم الخارجي حتى تم الكشف عن وجودها بواسطة وكالات استخبارات غربية عام 2009. من الواضح من خلال حجم الموقع أن الأهداف التي تسعي إليها إيران من خلال هذه المنشأة هي أهداف عسكرية: يمكن لهذا الموقع أن يتسع لـ 3000 جهاز طرد مركزي فقط، وهذا أقل بكثير من المطلوب لإنتاج وقود على المستوى الصناعي، ولكن في المقابل، يعتبر حجم هذا الموقع مناسباً للإنتاج السريع للمواد المستخدمة في تصنيع الأسلحة بنسبة 90% من اليورانيوم المخصب، ولهذا السبب تطالب إسرائيل بان تقوم إيران بإغلاق منشأة فوردو وتفكيكها.

· صرحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير أعدته في شهر شباط/ فبراير 2012 بأن إيران خصبت حوالي 240 باوند من اليورانيوم إلى المستوى 20%.

· استناداً إلى كمية المخزون الاحتياطي الإيراني من اليورانيوم منخفض التخصيب، والكمية التي يعتقد أنه يتم إنتاجها في كل شهر، تشير تقديرات مشروع ويسكنسن إلى أنه بحلول شهر نيسان/ ابريل 2012، فإن إيران تكون قد ادخرت كمية كافية من اليورانيوم منخفض التخصيب كوقود لتغذية خمسة أنواع من الأسلحة النووية إذا ما قررت مواصلة تخصيب كمية إضافية من المواد إلى المستوى المطلوب لتصنيع أسلحة نووية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts