maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الاثنين، 21 مايو 2012

عبد اللطيف الملحم- لو أننا اعترفنا بإسرائيل في عام 1948

عبد اللطيف الملحم- لو أننا اعترفنا بإسرائيل في عام 1948
الكاتب هو ضابط سابق رفيع المستوى في الأسطول السعودي
صور من النكبة

كانت أول مرة التقي بها فلسطينيين عندما بدأت أتلقى تعليمي في الصف الأول في السعودية. لقد كان المعلمون الفلسطينيون بالنسبة لي هم الأفضل والأكثر إخلاصاً وتفانياً منذ أن عرفتهم وأنا في المدرسة الابتدائية وحتى أنهيت تعليمي في المدرسة الثانوية.

عندما كنت أتلقى دراستي في أكاديمية الأسطول الأمريكي "سوني" في نيويورك ما بين عامي 1975-1979، قرأت العديد من الكتب عن الفلسطينيين والعرب والإسرائيليين، وكل مقال نشر عن الفرص العديدة التي فوتها الفلسطينيون لحل قضيتهم، وبالأخص في اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وقرأت أيضاً عن حياة الفلسطينيين في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى والتقيت بهم.

إنهم ناجحون في كافة المجالات التي يعملون بها في الوقت الذي كانت الدول العربية تقبع في ذيل قائمة الإنجازات في التربية والتطوير. أنا أتساءل الآن من جديد: ماذا كان سيحدث لو وافق الفلسطينيون والعرب على الاعتراف بوجود إسرائيل يوم 14 أيار من العام 1948، واعترفوا بحقها في الوجود؟ لو حدث ذلك لأصبح العالم العربي أكثر استقراراً وديمقراطياً وأكثر تقدماً؟

لو اعترف العرب بإسرائيل في عام 1948 لتحرر الفلسطينيون من الوعود الجوفاء التي قدمها لهم الطغاة العرب الذين تحدثوا ليلاً ونهاراً عن عودة اللاجئين إلى بيوتهم، وعن وعيدهم بقذف إسرائيل إلى أعماق البحر. هناك بعض القادة العرب الذين استغلوا الفلسطينيين من أجل أهدافهم ومآربهم، ومن أجل السيطرة على شعوبهم والبقاء في سدة الحكم.

منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا، أسهل الطرق بالنسبة لرجل سياسية عربي لأن يتحول إلى بطل وقائد العالم العربي، هي أن يصرخ بأعلى صوته ويعبر هن نيته في إبادة إسرائيل، ولا حاجة له بأن يجند ولو حتى جندياً واحداً. (لا ضريبة على الكلام).

لو اعترف العرب بإسرائيل في عام 1948، لما كانت هناك حاجة للمبادرة إلى القيام بانقلاب في مصر في عام 1952 ضد الملك فاروق، وما كانت مصر لتتعرض لهجوم من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في عام 1956، ولما اندلعت حرب عام 1967، وما كانت إسرائيل لتكبر وتتعاظم.


ونحن العرب ما كنا لنحتاج لقرار من الأمم المتحدة ونستعطف إسرائيل لتعود إلى حدود ما قبل عام 1967. وما كانت لتندلع حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل - تلك الحرب التي تسببت لمصر بخسائر فادحة أكثر مما تكبدته إسرائيل. وفي أعقاب حرب عام 1967 تحولت إسرائيل أيضاًَ لتصبح حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة على الرغم من أن هذا التحالف لم يكن بنفس القوة كما يعتقد الكثير في العالم العربي.

وفي نفس الفترة رفضت الحكومة الأمريكية تزويد إسرائيل بسلاح حديث، وحارب الإسرائيليون بسلاح فرنسي وبريطاني الصنع.

لقد تم استغلال الضائقة الفلسطينية من أجل إسقاط نظام ملكي مستقر، وتبديله بحكم طاغية متعطش للدماء في العراق الذي يعتبر أحد أغنى بلدان العالم بالثروات الطبيعية وبأرضه الخصبة ومياهه الوافرة وإرثه الحضاري المتنوع.

لقد استمر حمام الدم في العراق وحدثت فيه ثورات عديدة اتسمت بالعنف، إحداها في سنوات الستينيات بمبادرة من كتيبة كان يفترض أن يتم إرسالها للمساعدة في تحرير فلسطين. وبدلاً من ذلك، عادت أدراجها وسيطرت على بغداد.

بعد ذلك بسنوات عديدة أعلن صدام حسين بأنه سوف يحرر القدس عن طريق الكويت، ومرة أخرى استغل ضائقة الفلسطينيين كذريعة للحرب.

لو اعترف العرب بإسرائيل في عام 1948، لما حدث انقلاب آخر في مملكة مستقرة وغنية أخرى، وهذه المرة في ليبيا ضد الملك إدريس السنوسي، وما كان معمر القذافي ليصعد إلى سدة الحكم. كذلك في انقلابات عسكرية أخرى في العالم العربي، كما في سوريا واليمن والسودان، حيث تم استغلال الفلسطينيين كذريعة.

كان جمال عبد الناصر يقول إن دول الخليج "متخلفة"، وحاول أن يسقط أنظمة الحكم فيها بمساعدة وسائل الإعلام لديه وقواته العسكرية. حتى أن سلاح الجو الخاص به كان قد هاجم الحدود الجنوبية في السعودية من قواعد كان قد سيطر عليها في اليمن.
حتى إيران الأعجمية استغلت الفلسطينيين من أجل التضليل بمواطنيها وإبعاد نظرهم عن انعدام الهدوء في الداخل.

أذكر كيف أعلن آيات الله الخميني أنه سوف يحرر القدس عن طريق بغداد، والرئيس أحمدي نجاد من بعده يسمع التصريحات القتالية على الرغم من أنه لم يقذف ولو حتى بقنبلة صوتية من إيران باتجاه إسرائيل.

الآن بقي الفلسطينيون وحدهم. كل دولة عربية مشغولة بأزمتها الخاصة بها، وحالياً لم يعد النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في مركز الأضواء وعلى سلم الأولويات.

الكاتب هو ضابط سابق رفيع المستوى في الأسطول السعودي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts