maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الأربعاء، 16 مايو 2012

خشية من انهيار نظام الأسد، إيران ومنظمة حزب الله تعززان من المساعدات العسكرية لدمش

خشية من انهيار نظام الأسد، إيران ومنظمة حزب الله تعززان من المساعدات العسكرية لدمشق

صرحت جهات تابعة لاستخبارات الدول الغربية بأن إيران تزود الأسد بالسلاح والمشورة، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للطائرات، وفي نفس الوقت تعمل على تعزيز علاقاتها مع جهات أخرى تحسباً لانهيار نظام الحكم في سوريا

في الآونة الأخيرة، ازداد حجم المساعدات المقدمة من إيران ومنظمة حزب الله بشكل ملحوظ إلى الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة لقمع الثورة في بلاده. هذا ما يتبين من المعلومات المؤكدة التي جمعتها مؤخراً جهات تابعة للاستخبارات في الدول الغربية، ومن بينها الاستخبارات الإسرائيلية. يقدم رجال الاستخبارات الإيرانيين ونشطاء ينتمون لمنظمة حزب الله المساعدات لقوى الأمن السورية، ومما يؤكد على ذلك مقتل عدد من أفراد مقاتلي حزب الله في معارك مع أفراد من الجيش السوري الحر المناهض للنظام في سوريا.

هذا وقد صرحت جهات تابعة لقوى الأمن الإسرائيلية هذا الأسبوع لصحيفة "هآرتس" بأن الخطر الذي يهدد بقاء نظام الأسد قد ساهم في المزيد من التقارب بين دمشق وحزب الله. وعلى الرغم من أن الإيرانيين يعتقدون ويتوقعون بأن الأسد سوف ينجح بالخروج من هذه الأزمة بسلام، فإن استثمار إيران موجه أيضا لليوم الذي يلي مرحلة الأسد في حال سقط نظام حكمه. تقوم إيران بتوثيق علاقاتها مع جهات مختلفة في سوريا آملة بأن تتمكن من التأثير على الأحداث هناك في حال تم تبديل الحكم.
من جانب آخر، قلل وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك مؤخراً من سقف توقعاته حول سقوط النظام في سوريا إثر التصريحات التي أدلى بها في أواخر العام 2011 حول احتمال سقوط النظام في بضعة أسابيع، الأمر الذي لم تتحقق في نهاية المطاف. على الرغم من ذلك، فإن باراك على غرار رجال الاستخبارات الإسرائيلية، يتوقع بأن نظام الحكم في سوريا قد قطع نقطة اللاعودة، وبأنه في غياب شرعية من الداخل ومن الخارج يتوقع أن ينهار النظام خلال زمن ليس ببعيد. في إسرائيل، كما في الغرب، لم تتولد قناعة لدى المهتمين من إعلان النصر الذي صرح به الرئيس الأسد عند زيارته مدينة حمص هذا الأسبوع. التوقع السائد هو أن الفوضى التي تعم البلاد سوف تزداد حدة، وقد تتدهور الأوضاع في سوريا إلى الحد الذي ستتحول فيه إلى "دولة فوضوية" حتى قبل أن ينهار النظام الحالي تماماً. يتوقع المراقبون في إسرائيل أيضاً تحقيق نجاح ضئيل لمبادرة السلام التي يقودها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان.

مبنى تعرض لقصف دبابات الجيش السوري يوم أمس في دمشق. إيران تعزز علاقاتها مع سوريا لكي تؤثر على ما يحدث فيها في حال سقوط الأسد. تصوير: أي-بي

بحسب آخر المعطيات، قتل في سوريا حتى الآن نحو 10000 شخص، من بينهم حوالي 8000 قتيل من المدنيين والمحسوبين على المعارضة. وقد قتل في المعارك حوالي 2000 شخص من قوى الأمن المؤيدين للرئيس الأسد. يقدر عدد النشطاء المسلحين التابعين للجيش السوري الحر بنحو 10000-15000 عسكري، ولكنهم يعانون من نقص في المعدات والمساعدات الدولية التي تصلهم بحجم محدود نسبياً.

يتم نقل المساعدات الإيرانية إلى سوريا من خلال قنوات يطلق عليها في إسرائيل 
"جيش الظلال". في الماضي قاد نشاط هذا الجيش الشخصية رفيعة المستوى في حزب الله عماد مغنية والجنرال السوري محمد سليمان المؤيد للرئيس الأسد، اللذين قتلا في سوريا عام 2008 في عمليتي اغتيال تنسبهما دمشق إلى إسرائيل. ومن المساعدات المتعددة التي ترسلها إيران إلى سوريا كميات كبيرة من السلاح ومعدات القتال، بالإضافة إلى الصواريخ  والراجمات والصواريخ المضادة للطائرات التي يحصل عليها نظام الأسد باستمرار، وذلك تحسباً لهجمات جوية قد تتعرض لها سوريا في المستقبل من قبل المجتمع الدولي. كما تقوم إيران بتزويد نظام الأسد في سوريا بوسائل قتالية لتفريق المظاهرات.

عدا عن ذلك، قام مؤخراً خبراء تابعون لحراس الثورة الإيرانية وحزب الله بتقديم المشورة لقوى الأمن السورية حول تدمير وإضرام النيران في المناطق المأهولة، كجزء من القتال ضد العسكريين المنشقين. كما تورط الإيرانيون على ما يبدو في تشغيل طائرات استطلاع من دون طيار من أجل جمع المعلومات عن هؤلاء العسكريين التابعين للجيش السوري الحر. ومن المعروف لدى الغرب أن هناك عدد من أفراد منظمة حزب الله قتلوا بنيران أفراد من الجيش السوري الحر بينما كانوا يحمون مواقع استراتيجية تابعة لنظام الأسد. وهناك شخصيات إيرانية رفيعة المستوى، من بينهم ضباط في حرس الثورة، يقومون بزيارات سرية إلى دمشق بهدف تقديم المشورة إلى نظام الحكم السوري حول أساليب قمع الثورة.

 بالتزامن مع ذلك، نصبت منظمة حزب الله مؤخراً حواجز ووضعت قوات لها على الحدود بين سوريا ولبنان  بهدف منع المنظمات السنية المعارضة للأسد من الحصول على السلاح الذي ينقل إليها من لبنان. ومن ناحية أخرى، أغلقت حماس مراكز قيادتها في سوريا على وجه السرعة، وتبذل حالياً قصارى جهودها للابتعاد عن النظام السوري. بمقابل ذلك فإن منظمة حزب الله تحافظ على علاقة وطيدة مع نظام الحكم في سوريا وتستمر بالسيطرة على قواعد ومستودعات السلاح في داخل الدولة من الجهة الشرقية للحدود مع لبنان. وقد شهدت الأشهر الأخيرة نشاطاً ملحوظاً لمنظمات الجهاد العالمي داخل سوريا، من بينها القاعدة ومنظمات أخرى تابعة متورطة بعمليات تفجير السيارات المفخخة في دمشق. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts