maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الأحد، 6 مايو 2012

مستشفى هداسا: التبرع بكلية مواطن إسرائيلي لمواطن فلسطيني من بيت لحم

مستشفى هداسا: التبرع بكلية مواطن إسرائيلي لمواطن فلسطيني من بيت لحم
بعد أن تعذر العثور على مرشح ملائم في البلاد، تم زرع كلية مواطن إسرائيلي في جسم مواطن فلسطيني من سكان بيت لحم، حيث كانت المدة الزمنية التي تسمح بزرع العضو بنجاح تتلاشى شيئاً فشيئاً. يذكر أن المريض الفلسطيني نقل إلى مستشفى هداسا عين كارم، وهناك أجريت له عملية زراعة الكلية، وهو الآن يرقد على سرير الشفاء بحالة جيدة.
المواطن الفلسطيني: "أنا أيضا كنت لأتبرع."

زراعة الأعضاء مسألة مثيرة للمشاعر، ومع ذلك فهي وجه آخر من أوجه التعايش بين الشعبين. وافقت عائلة مواطن من إسرائيل على التبرع بأعضاء ابنها لإنقاذ حياة شخص آخر. وبعد أن تعذر العثور على مرشح ملائم لهذه الكلية التي تم التبرع بها في البلاد، فاز بهذا التبرع المواطن الفلسطيني وليد دعدوع من سكان بيت لحم، الذي تبين بأنه ملائم لهذه الزراعة. عملية الزراعة تمت بنجاح في الأسبوع الماضي في مستشفى هداسا عين كارم، والآن يتعافى المريض وهو بصحة جيدة.

وليد دعدوع. النجاح في زراعة الكلية يجب ألا يتجاوز 72 ساعة من لحظة إخراج الكلية من المتبرع وحتى زراعتها في جسم المتلقي

لم يتم العثور على المرشح من خارج البلاد
المواطن الإسرائيلي صاحب الكلية والبالغ من العمر 38 سنة توفي في الأسبوع الماضي بعد إصابته بسكتة دماغية. وفي أعقاب الإعلان عن وفاته دماغياً، عرض على عائلته التبرع بأعضائه وتم القبول بذلك، ولكن لم يتم العثور على مرشح ملائم من بين الذين ينتظرون في إسرائيل للحصول على كلية.

في هذه الأثناء، بذل المركز القطري لزراعة الأعضاء جهوداً حثيثة في محاولة للعثور على مرشح آخر للحصول على الكلية، وكان الهدف من ذلك عدم إضاعة الفرصة أمام إنقاذ شخص آخر بحاجة لهذه الكلية.
وليد دعدوع في المستشفى بعد عملية الزراعة (تصوير: أفي حيون)
عندئذ، بدأت مساعي العثور على المرشح الملائم من خارج البلاد، وعقد العزم على أن يتم نقل الشخص بشكل مستعجل إلى البلاد للقيام بعملية الزراعة، ولكن لم يتم العثور على الشخص الذي يتوقع أن يتقبل هذه الزراعة طوال عدة ساعات. وبدأت المدة الزمنية التي تسمح بزرع العضو تتقلص شيئاً فشيئاً. وفي تلك الأثناء بدأ البحث عن مرشحين آخرين.
ووفقاً للمرجعية الطبية، يجب ألا تتجاوز المدة المسموح بها من لحظة إخراج الكلية من المتبرع وحتى زراعتها في جسم  المتلقي 72 ساعة. كما تشير المراجع الطبية إلى أن نسبة نجاح الزراعة تبدأ بالانخفاض بعد مرور 24 ساعة. لذلك، تعتمد زراعة الكلية دوماً على السرعة والدقة. فعندما يدور الحديث عن تبرع من شاب يمكن تخطي ال "24 ساعة" الأولى، لكن عندما يدور الحديث عن متبرع فوق سن 60 سنة، فإن الطاقم الطبي يحرص على الدوام على القيام بعملية الزراعة في فترة زمنية تتراوح ما بين 7-12 ساعة.
الكلية هي أحد الأعضاء الأكثر حساسية في الجسم من ناحية المناعة، الأمر الذي يتطلب فحوصات ملائمة ودقيقة بالمقارنة مع زراعة القلب أو الرئتين أو الكبد. الملائمة كذلك هي أمر حاسم: في حال تبين أنه لا توجد ملائمة بين المتبرع والشخص المتلقي، فسوف تظهر علامات رفض على الكلية منذ لحظة إدخالها للجسم وسوف تصبح حياة المتلقي في خطر.
عائلة المتبرع: "لقد تم القيام بذلك على سبيل عمل الخير."
بمساعدة البروفيسور يعقوب فريشبيرغ، مدير قسم الكلى للأطفال في مستشفى شعاري تسيديك، عثر د. طارق هيندي، وهو أخصائي كلى من المركز الطبي أوغوستا فيكتوريا في القدس الشرقية، على عدد من المرشحين، وطلب منهم الحضور بأسرع ما يمكن إلى المستشفى لأخذ عينات الدم.

وخلال ساعة وصلت مجموعة من المرشحين وتم نقل عينات الدم منهم بسيارة أجرة إلى المختبر القطري لتصنيف الأنسجة في المركز الطبي شيبا، وهناك أجريت الفحوصات الطبية الملائمة بين المتبرع وبين المرضى المرشحين لتلقي الكلية. في نهاية المطاف، تبين أن المواطن الفلسطيني وليد دعدوع، الذي يبلغ من العمر 39 سنة من سكان مدينة بيت لحم هو الشخص الملائم لتلقي الكلية.
أبناء عائلة المتبرع الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أمام وسائل الإعلام أشاروا إلى أن هذا التبرع "تم على سبيل فعل الخير" وعبروا عن "ارتياحهم ومباركتهم   عملية  الزراعة التي أجريت، معتبرين هذا الحدث بمثابة فرصة منحت لهم ليكونوا جزءاً من فسيفساء صنع السلام."
من ناحيته، قال وليد دعدوع لصحيفة يديعوت أحرنوت: "لا أشعر بحرج من جراء تبرع مواطن يهودي بكليته من أجل إنقاذ حياتي. أنا سعيد لأنني حصلت على تبرع بكلية وأشكر العائلة التي أنقذت حياتي. أنا أدرك أهمية التبرع بالأعضاء، وأنا أيضا كنت لأتبرع لمن هو بحاجة لزرع."
يشار إلى أنه تم إجراء عمليتي زراعة للكبد والكلية من نفس المتبرع في مستشفى بيلنسون.

هناك تعليق واحد:

Popular Posts