maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الاثنين، 30 أبريل 2012

"التوصل إلى سلام حقيقي يجعل إسرائيل واحدة من أغنى الدول اقتصادياً في العالم"


"التوصل إلى سلام حقيقي يجعل إسرائيل واحدة من أغنى الدول اقتصادياً في العالم"

لقد ولّت الرأسمالية، وسوف يحل محلها نماذج من التعاون والتطوع المؤسسي
سوف تقام لجان بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية، وإسرائيل أيضاً سوف تتحد اقتصادياً مع الفلسطينيين
رجل الاقتصاد الأردني رياض خوري متفائل: "السلام بيننا هو مسألة وقت. الهدف الذي يسعى إليه الجميع هو جمع المال."

سيفان فينغولد

يقول رياض خوري إن أولاده مدللون، حيث أنهم "ينامون في فنادق خمس نجوم ويستقلون رحلات الطيران إلى كل أنحاء العالم." على الرغم من كل هذا الدلال والرفاهية، يقول خوري: "أولادي دوماً يسألونني متى سنعود إلى بيتنا في الأردن؟". خوري رجل اقتصاد أردني متخصص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يؤمن بالهجرة. "لا بأس بأن يقوم قسم من الناس في البداية ببناء وتأسيس حياتهم من جديد والهجرة إلى دول أخرى، لكن الأفضل هو البقاء في الوطن ومحاولة تغيرها."

خوري الذي وصل إلى إسرائيل لحضور مؤتمر هرتسليا الذي أقيم هذا الشهر في المركز متعدد المجالات في هرتسليا (IDC)، ينسب الاضطرابات في إطار ما يسمى الربيع العربي إلى العالم بأجمعه، حيث يقول: "هناك ربيع أمريكي وربيع إسرائيلي. في العام المنصرم قال يتسحاك (بوجي) هرتسوغ إن الفقر في إسرائيل هو مشكلة خطيرة لا تعود إلى الوسط العربي فقط. هناك مشاكل فساد ورشاوى في الهند والصين وفي كل العالم تقريباً. جذور المشاكل متشابهة في كل الأماكن."

رياض خوري
تصوير: دود باخر

هل هناك تخوف من تحول هذه الثورات إلى أعمال عنف؟
"لا يكاد يخلو أي احتجاج من بعض أعمال العنف. في نهاية سنوات الستينيات كانت الألوية الحمراء، وفي سنوات السبعينيات كانت عصابة بادر-مينهوف. لقد كانوا متطرفين، لكنهم كانوا حمقى لدرجة أنهم اختفوا في نهاية الأمر. هذا ما يحدث في أيامنا هذه أيضاً. ربما يظهر علينا شخص معين ويلقي بقنبلة هنا أو هناك أو يختطف شخصاً ما، لكن هذه ستكون نهاية القصة."

يشغل خوري - الذي عمل سابقاً كمستشار لجهات دولية مثل الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية - منصب عضو في المجلس الدولي لمنظمة كواسكوب، وهي منظمة تتخذ من الأردن مقراً لها وتهدف لمساعدة أفراد ومنظمات مختلفة تعمل في مجالات التنمية الاجتماعية والتربوية والمهنية. السيد خوري يدرك كافة التطورات الجارية في الشرق الأوسط، ومع ذلك ينظر إلى المنطقة بنظرة تفائلية.

فيما يتعلق بنتائج الانتخابات في مصر- والتي أسفرت عن فوز ساحق للأحزاب الإسلامية- وشكلت مصدر خيبة أمل للمتظاهرين العلمانيين والمثقفين في ميدان التحرير، يقول خوري إن هذه الانتخابات منصفة. "إذا كان الليبراليون يشعرون بخيبة أمل من نتائج الانتخابات، فليفعلوا ما هو أفضل في الانتخابات القادمة. أنا متأكد أن النتائج كانت منصفة. أنا مسيحي وليبرالي وعلماني، وأنا أحاول في حياتي اليومية أن أطبق مبادىء التسامح. مع ذلك، يجب احترام النتائج التي تم الإعلان عنها."

هل تسير مصر على طريق إسلامي يحولها لتصبح مثل الصومال، أم أنها تتوجه لتصبح مثل تركيا؟

يقول خوري: "مستقبل مصر يشبه تركيا أكثر من الصومال. تركيا هي خير نموذج للدول الإسلامية التي تعايش الربيع العربي. إنها دولة عصرية ومتطورة، ومن ناحية أخرى تنجح في الحفاظ على الثقافة والهوية الخاصة بها وهذا رائع. هذا ما أريده لأولادي أيضاً، أظن أن هذا ما يرغب به الجميع."

هل من الممكن أن تسيطر الأيدلوجية الدينية على الاقتصاد في الدول العربية؟
"الجواب بإيجاز هو ’لا‘، لكننا نتحدث هنا بالطبع عن مسألة معقدة. على الرغم من أن المثال بعيد إلى حد ما، إلا أنه يمكن القول إن حركة طالبان تحاول في الوقت الحالي منح الثقافة للنساء والتصرف بشكل أكثر تنوراً. إذا استطاعت حركة طالبان القيام بذلك، فأنا متأكد أن نظام الحكم الجديد في مصر سوف يقوم بذلك أيضاً.

متظاهرون خارج السفارة الإسرائيلية في القاهرة
تصوير: أي-بي

من يافا حتى جامعة أوكسفورد
والد رياض خوري من مواليد الناصرة، وعلى مر الأجيال كان أبناء عائلته يتعاونون في بناء كنيسة البشارة في المدينة، وكذلك شغلوا مناصب كرجال دين في الكنيسة. ولد خوري في يافا لكنه انتقل مع والديه إلى الولايات المتحدة عندما كان يبلغ من العمر تسعة أشهر. جالت العائلة في أنحاء العالم في أعقاب الأعمال المختلفة التي عمل بها والده، من بينها في الأمم المتحدة. أنهى خوري تعليمه في المدرسة الثانوية في جنوا، أما دراسته الأكاديمية فقد أتمها في الجامعة الأمريكية في بيروت وفي جامعة أوكسفورد في بريطانيا. على الرغم من محبته لسويسرا ("أنا أحفاظ بكل ما أوتيت من قوة على رقم هاتفي السويسري، على الرغم من أنني أكاد لا استعمله وادفع المال عليه فقط")، يعرّف خوري على نفسه كمواطن أردني ويحمل الجنسية الأردنية فقط.

هل ترى إمكانية بأن يضطر الملك عبد الله لمواجهة الربيع العربي في دولته؟
"أنا لا أرى علامات لأي انتفاضة في الأردن. يمكن أن نرى في الأردن علامات لمحاربة الفساد، وكذلك بداية بطيئة لتوزيع السلطات المركزة بيد الملك. لو أمكنني أن أكون مستشاراً اقتصادياً للملك عبد الله، كنت سأنصحه بأن يركز على محاربة الفساد."

يعتقد خوري أن التطورات في السنوات الأخيرة تثبت بأن النموذج الغربي قد ولّى تماماً. ويقول في هذا الصدد: "سوف يرمم الاقتصاد الأمريكي نفسه، أما بالنسبة لأوروبا، فأنا أقل تفاؤلا. وسوف يتطور في العالم العربي نموذجا من التجارة العربية الحرة."

مول-مركز تجاري في دبي
تصوير أي-بي

لقد شاهدنا ما حدث في الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة الديون. ما هي مزايا إنشاء اتحاد بين الدول العربية؟

"العلاقات بين الدول العربية أقوى من العلاقات بين الدول الأوروبية. أولا هناك الإسلام. النصرانية حياة الشعوب في أوروبا لا تشكل عامل قوة، لكن الإسلام يشكل قوة لا يستهان بها. كذلك، هناك اللغة العربية التي توحد بين الجميع- على العكس من أوروبا، حيث اللغات متعددة، واللغة الرسمية هناك هي الإنجليزية."

يقول خوري إن "الإنجليزية بالنسبة للأوربيين تبدو وكأنها لغة المسيطر- الولايات المتحدة- ولذلك تثير الامتعاض. سوف تكون هناك فائدة كبيرة من الاتحاد بين الدول العربية، حيث سيساعد مثل هذا الاتحاد في حل مشاكل كثيرة من أجل التطور، وسوف يساهم في حل مشكلة تخصيص الموارد غير الصحيحة الموجودة في العديد من الدول في العالم العربي. دبي وقطر مثالان بارزان يستفيدان من المشاركة في الاتحاد العربي وإزالة عقبات التجارة بين الدول. الأشخاص الذين يسيطرون اليوم على دبي وقطر هم أقلية، وفي الإمارات العربية المتحدة معظم السكان يأتون من دول في جنوب آسيا وليس من دول عربية. هذا يشكل مصدراً للتوتر ومشاكل إضافية."

يتوقع خوري حسب رؤيته الخاصة أن العالم بأجمعه سوف يتشكل من اتحادات وائتلافات بين الدول. بالإضافة للاتحاد الأوروبي، سوف يقام اتحاد بين الدول العربية، واتحاد بين دول أمريكا اللاتينية واتحاد بين تركيا ودول مجاورة في وسط آسيا. لن يحدث هذا بين ليلة وضحاها "لكن هذا سوف يحدث"، كما يقول خوري.

وأين إسرائيل من ذلك؟

" بعد تحقيق السلام مع الفلسطينيين، سوف تكون إسرائيل ملزمة بخلق اتحاد اقتصادي مع فلسطين والأردن. كذلك، سوف تقوم بإبرام اتفاقيات مع جميع دول العالم عامة، ومع دول أوروبا خاصة، لأن إسرائيل في واقع الأمر هي جزء من أوروبا، وجزء كبير من السكان هنا جاءوا من أوروبا."

"البديل عن السلام هو الفوضى"
وفقاً لما يقول خوري، فإن المستقبل الاقتصادي لإسرائيل والدول المجاورة مرتبط بشكل وثيق الصلة بالسرعة التي يمكنه فيها أن يقطع الحدود وأن يسافر للقاء عائلته في عمان. وحول هذا الموضوع، يقول خوري: "يمكن القول إن السلام مع الفلسطينيين سوف يكون أفضل شيء يمكن أن ينعكس بالإيجاب على الاقتصاد الإسرائيلي. هذه مسألة وقت فقط حتى يتم التوصل إلى هذا السلام." وسوف تتحول إسرائيل بعد الاتفاق، حسب أقوال خوري إلى "واحدة من أغنى الدولة المتطورة اقتصادياً في العالم، لأنه سوف يكون بوسعها أن تمارس أعمالها التجارية بشكل مفتوح وجدي مع جيرانها، وسوف تسمح العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين ببناء اقتصاد مستقر، ومن ثم سوف ينعكس ذلك على العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة بأكملها وتتحول إلى دول غنية. أنا متفائل، هذا صحيح، لكن البديل هو الفوضى العارمة."

ألا تميز العلاقة الإسلامية في الاتحاد العربي بين هذا الاتحاد وسائر الاتحادات التي لا تتعلق بالدين؟
"بمساعدة الإسلام سوف يسهل قيام الاتحاد بين الدول العربية. الحكام في تونس متشابهون جداً بهذا المعنى مع حكام ليبيا. لكن المصالح هي مصالح في نهاية الأمر. على العكس من ديانتي، النصرانية، حيث المال يعتبر شيئاً سلبياُ، لا يوجد في الإسلام مشكلة مع جمع المال. لقد زرت أماكن إسلامية متشددة من ناحية دينية وعلى الرغم من كل شيء، كانوا يبيعون أشجار عيد الميلاد في فترة الأعياد. إننا نتحدث عن مصالح تجارية. في القرآن الكريم ، ذُكر في أحد الآيات أن "المال والبنون زينة الحياة الدنيا".

العالم المثالي بالنسبة لخوري ليس ذلك العالم المليء بالأحلاف فحسب، إنما هو العالم الذي يخلو من الرأسمالية ويتمتع بانفتاح على نماذج جديدة تعتمد على التطوع والتبرع والوعي الاجتماعي. هذا تغير يذكرنا بما حدث في عالم التكنولوجيا الذي قام بالانتقال إلى الرمز المفتوح في السنوات الأخيرة. أحد النماذج التي يذكرها خوري هو مؤسسة الصدقات التي سوف تصبح رسمية، وسوف تقوم بنقل المال من الأغنياء إلى الفقراء.

يقول خوري: "كذلك الولايات المتحدة لن تستطيع أن تتمسك بالقوة بالنظام الرأسمالي الذي أوصلها إلى هنا. الحل لأكبر اقتصاد في العالم يترنح هذه الأيام بسبب العجز الهائل ونسبة البطالة الضخمة والركود في النمو الاقتصادي، وفجوات كبيرة بين السكان، يكمن في إعادة تكوين نفسه من جديد. لقد تعطلت الطريقة الرأسمالية لأن الولايات المتحدة فقدت من قوتها- فلا يمكنها أن تستمر بطبع المزيد من المال وأن تسيطر بذلك على العالم. إن الولايات المتحدة سوف تقلل بشكل كبير من المصاريف العسكرية وفي مجالات أخرى أيضاً، وسوف تقوم بإنشاء أحلاف ذات أهمية مع الدول الغربية.

في الشهر الماضي أعلنت الولايات المتحدة عن إنهاء تدخلها في العراق بعد تسع سنوات من القتال. يقول خوري "لقد حررت الولايات المتحدة العراق من صدام حسين، لكنها من ناحية أخرى، ساهمت في تدميره من خلال القيام بأفعال متشددة ومتطرفة. يمكن تشبيه ذلك بأن أجلس هنا مع شخص من أصل أشكنازي وأقوم بذم الجاليات الشرقية. عندئذ سوف يصغي الاشكنازي لي ويقول بأنني محق وهذا رائع. لكن هذا أمر سخيف، وهذه كانت فكرة نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدين الذي أراد بكل بساطة أن يقسم العراق إلى قسمين."

يرى خوري أن العراق دولة تمتلك قدرات هائلة. "كما قيل عن إسرائيل أنها كانت قادرة على أن تصبح واحدة من أغني الدول، فالعراق هي الآن واحدة من الدول الغنية.". يعدد خوري المزايا التي يتمتع بها العراق، حيث تمتلك احتياطي من النفط يضاهي احتياطي النفط في السعودية، بل أكثر منه. الفرق بحسب ما يقوله خوري هو أن النفط في العراق أقرب إلى الأرض- ولذلك يعد استخراجه أرخص. كذلك في مجال الزراعة، تتمتع دولة العراق بمزايا لا تمتلكها الدول المجاورة لها. يقول خوري: "العراقيون أذكى من سكان الدول المجاورة." وفي النهاية يقول: "أنا أردني، ومسموح لي بأن أقول ذلك."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Popular Posts