الثلاثاء، 1 مايو 2012

شباب في مدينة القدس يقومون بتنظيف آثار "دفع الثمن": جئنا لنصلح ما أفسده الآخرون


شباب في مدينة القدس يقومون بتنظيف آثار "دفع الثمن": جئنا لنصلح ما أفسده الآخرون

يئير ألتمن

في الأسبوع الماضي، سقط أحد المساجد في مدينة القدس ضحية لأفعال "دفع الثمن"، ولكن، في هذا الصباح اتخذ المسجد منبراً للاحتجاج ضد هذه الظاهرة، وقد بادر إلى هذا الاحتجاج 15 شاباً من المتدينين والعلمانيين الذين ينتمون إلى المجموعة التحضيرية لما قبل الجيش "ايتان" في معالي أدوميم. هذا وقد وصل هؤلاء الشباب إلى أطراف المسجد التي أشعلت فيه النيران في شارع شتراوس في المدينة، وقاموا بتنظيف بقايا الشعارات التي كتبت في المكان. أحد هؤلاء الشباب صرح باسم المجموعة قائلاً: "هذا ليس بنشاط سياسي، لم يحدث في الماضي أن قامت فئة من اليهود بتدمير مكان للصلاة، لن نسمح بأن يحدث هذا الآن."
الطلاب وهم يقومون بالتنظيف. "يتظاهرون ضد التطرف"

تصوير: عميحاي بن سعدون

وقد صرح المسئولون في المجموعة التحضيرية بأن الشباب في سن 18-19 قبيل الانضمام لجيش الدفاع، عبرو عن مطالبهم من خلال ذلك، وأن الأغلبية الصامتة من بين المستوطنين تعارض بشدة مثل هذه الأفعال. يقول يئير انسبخر، وهو رجل دين ومربي في المجموعة التحضيرية، ايتان: "في أعقاب أحداث الأسبوع الماضي، أثير جدل داخل المجموعة التحضيرية، وطلب الشبان أن يقوموا بعمل معين يعبر عن معارضتهم واستنكارهم التام لأعمال العنف. يوجد في المجموعة العديد من الآراء، بما فيها الكثير من الآراء اليمينية المتطرفة، التي ربما تتشابه مع آراء أولئك الذي يقومون بأعمال "دفع الثمن"، لكنهم جميعاً يعارضون العنف تجاه جيش الدفاع وأعمال التخريب، خاصة تدمير الأماكن المخصصة للصلاة."

الشباب وهم يقومون بتنظيف جدران المسجد. "يمسحون الوصمة" (تصوير: عميحاي بن سعدون)

وأضاف أنسبخر قائلاً: "لقد أطلقنا اسم "مسح الثمن" على هذه الحملة، لأننا مجموعة من الناس أتينا لنصلح ما أفسدته قلة قليلة من الأشخاص. ليس لدينا أي شيء ضد أي شخص من أبناء شعب إسرائيل، إنما نحن ضد الأعمال التخريبية." قال الحكماء في المراجع الدينية فيما يتعلق بهذا الشأن: "إن الخطايا أصبحت يتيمة في الديار، ولن يصبح المخطئون أيتاماً." أي أننا لا ننوي أن نتصادم مع أي شخص، ولكننا نريد أن نخرج ضد التطرف، الذي يحدث بين أفراد الشعب الإسرائيلي".

وحسب تصريحات أنسبخر، فإن أفعال "دفع الثمن" التي تقوم بها مجموعات متطرفة، تؤدي إلى تشويه صورة شعب بأكمله، ويدفع ثمن ذلك. "هذه الأحداث لا تمثل أي شيء من نظرتنا إلى العالم"، وشدد قائلاً "أن نفكر بشكل مغاير لا يعني أن نكره، الأمر الفظيع في أفعال تدفيع الثمن هي أنها تخلق هوة عميقة داخل الجمهور الإسرائيلي، وهوة أخطر ما بين الديانات. هذا ليس المظهر الصحيح للدين اليهودي الحقيقي. نحن نمحو الشعارات التي كتبت لمحو هذه الوصمة."

الضرر الذي لحق بالمسجد. "شعب بأكمله يدفع ثمن هذا العمل."

وقد قامت عضو الكنيست ليه شمتوف (من حركة إسرائيل بيتنا) بالثناء على ما قام بها طلاب المجموعة التحضيرية، وقالت إن هذا يمثل الشباب الحقيقي بين المستوطنين: "في الأسابيع الماضية، كانت هناك محاولات بائسة لتشويه سمعة المستوطنين ونعتهم بأنهم مخربون وعنيفون، ولكن هذه ليست الحقيقة." وبحسب ما تقوله فإن معطيات الالتحاق بالجيش التي أصدرت مؤخراً، تبين أن أعلى نسبة للالتحاق بالجيش هي في المستوطنات. وأضافت عضو الكنيست شمتوف: "عندما يكون هذا حال واقعنا، فإن كل ادعاء حول المس بالجيش، الذي يشكل أبناء المستوطنات جزءاً كبيراً منه، هو مجرد ادعاء سخيف"، وقالت إنها تشجب أفعال "دفع الثمن" التي جرت مؤخراً، وصرحت بأنه يجب ملاحقة المذنبين ومحاسبتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق