الاثنين، 30 أبريل 2012

مجموعة من الأطباء الإسرائيليين تجري عمليات جراحية للعيون في نابلس


مجموعة من الأطباء الإسرائيليين تجري عمليات جراحية للعيون في نابلس

توجهت  بعثة من مستشفى شيبا إلى نابلس لتقديم العلاج إلى فلسطينيين يعانون من عتامة عدسة العين (كتراكت). وعلى خلفية ذلك قال أحد ذوي المرضى: "نوضح لأحفادنا بأن اليهود ليس كلهم أشرار".

باشرت بالأمس بعثة مكونة من أطباء متخصصين في مجال العيون من مستشفى شيبا في تل هشومير، وعلى مدار أكثر من ست ساعات بإجراء حملة من جراحات الكتراكت في مستشفى رفيديا في نابلس. وقد خضع ثمانية مواطنين فلسطينيين وصلوا من كافة أنحاء الضفة الغربية لعمليات جراحية في هذه الفترة الزمنية على يد ثلاثة متخصصين إسرائيليين. علاوة على ذلك، قامة البعثة بتقديم خدمات فحص طبي لعشرات المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة في العينين.

هذا وقد بادرت جمعية "أطباء من حقوق الإنسان" بإرسال هذه البعثة إلى نابلس بالتنسيق مع إدارة مستشفى شيبا في تل هشومير، حيث قدم مستشفى شيبا للأطباء كافة المعدات التي يحتاجون لها.

وقد ضمت البعثة مجموعة من الأطباء المتطوعين والمتخصصين في مجال العيون وهم: البروفيسور شلومو ملمد، مدير مركز طب العيون في مستشفى شيبا، ود. غاي بن-سيمون ود. ديدي فبيان من نفس القسم.
وقد رافقهم في هذه البعثة أيضا رئيس إدارة جمعية "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، والبروفيسور تسفي بتفيتش، وعضو الجمعية، صالح حاج يحيى، المسئول عن العلاقات مع الجهات الطبية في الضفة.

"حالات صعبة للغاية"
تحدث البروفيسور ملمد أنه بالإضافة إلى حملة العمليات الجراحية، والتي تعتبر بحد ذاتها الأول من نوعها، كان الهدف من هذه الحملة نقل المعرفة والخبرة وإطلاع أطباء العيون المحليين بصدد آخر تطورات طب العيون، بما في ذلك التقنيات الجديدة لجراحات الساد من خلال شق صغير للغاية.

يقول بروفيسور ملمد: "يوجد في نابلس وفي مدن أخرى في الضفة الغربية طابور طويل للغاية ممن ينتظرون الخضوع لجراحات الساد، بالإضافة إلى علاجات طبية أخرى، حيث يوجد هناك نقص كبير جداً بالجراحين"

تم تبليغ السيد عامر حجازي بالأمس ، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 67 عاماً، من سكان قرية كليل بالقرب من نابلس، أنه سوف يخضع بعد أسبوعين لجراحة لإزالة الورم السرطاني الموجود تحت عينه اليمنى، والذي تسبب في تفاقم وضعه الصحي. حيث التقى بالأمس مع الأطباء الإسرائيليين، وخضع لفحص تصوير مقطعي محوسب (C.T)، وتقرر بأنه يجب أن يخضع لجراحة بأسرع وقت ممكن. وقد تحدث ابنه قائلاً: "فرحنا كثيراً، وما زلنا لا نصدق بأنه سوف يخضع لهذه الجراحة".

واستأنف قائلاً: "الأحفاد الذين ما زالوا لم يكتسبوا الخبرة في الحياة، يسألون كيف يساعد اليهود الجد، ونحن نشرح لهم بأنه ليس اليهود كلهم أشرار، يوجد أيضاً أشخاص طيبون يساعدون الآخرين".

خضع مريض آخر بالأمس لعملية جراحية على يد الأطباء الإسرائيليين، وهو خياط من طولكرم في الأربعين من عمره، والذي أثر الساد في عينه على قدرته في إعالة العائلة.

وقد تحدث المريض بالأمس، بعد خضوعه للعملية الجراحية قائلاً : "حتى الآن كنت بالكاد أنجح بإدخال الخيط في الإبرة، وبالنسبة لي، لا فرق بين طبيب عربي وآخر يهودي". وحسب أقواله، فإن الناس يتقبلون ويتفهمون هذا التدخل الإسرائيلي، ولكنه بالرغم من ذلك يفضل بأن لا تكشف هويته.

لقد تم إجراء العمليات الجراحية بالتعاون الكامل مع الطاقم الطبي في مستشفى رفيديا في نابلس، وعلى رأسه طبيب العيون د. عنان مطر، والذي قال: "هذه أول مرة يحصل فيها مثل هذا النوع من التعاون في عيادة العينين في المستشفى، وقد اتفقنا على القيام بعمليات جراحية أخرى في الفترة القريبة لمرضى في حالة صعبة".

هذا وأضاف د. بن سيمون ود. فابيان قائلاً: "لقد واجهتنا بعض الحالات الصعبة للغاية، فقد كان هنالك حالتين في سن الأربعين تعانيان من الساد في أعقاب صدمة حادة ومفاجئة. وكان هناك مريض يبلغ من العمر 66 عاماً، وطفلة تبلغ من العمر نحو سنة واحدة، واللذان يعانيان من أورام معقدة داخل محجر العين، ويتوجب أن يخضعا لجراحات في المستقبل القريب، ولكن على ما يبدو بأن ذلك سوف يتم في مستشفى تل هشومير".
 
وأضاف البروفيسور ملمد قائلاً: "تقوم جمعية حقوق الإنسان في الفترة الأخيرة، وفي كل نهاية أسبوع تقريباً بإرسال متخصصين من قبلها إلى المدن الفلسطينية المختلفة في الضفة الغربية، من أجل القيام بفحوصات طبية للمواطنين الفلسطينيين في شتى المجالات المختلفة، بما في ذلك طب النساء، والطب الباطني، والجراحة، وطب العظام، فقد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق