الاثنين، 30 أبريل 2012

إنذار إلى حزب الله - موشي آرنس


إنذار إلى حزب الله
موشي آرنس

على سبيل التغير، وردت أخبار جدية من العاصمة اللبنانية بيروت هذه المرة، وذلك عندما صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في زيارته الأخيرة إلى العاصمة اللبنانية في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد اجتماعه مع قادة لبنانيين، وقال: "أنا منزعج من القدرات العسكرية التي يمتلكها حزب الله، ومن عدم إحراز تقدم في مسألة التخلي عن السلاح. هذا السلاح بأكمله ليس خاضعاً لسلطة الدولة، وهذا غير مقبول لدينا."

بالفعل، لقد حان الوقت لأن يوضح الجميع الوضع بالنسبة للبنانيين.

أما بخصوص رد الفعل من زعيم حزب الله، حسن نصر الله فقد جاء متوقعاً، حين قال: "نحن راضون من قلقك،" موجهاً الحديث إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وتابع نصر الله يقول: "نحن نريد أن تقلق أنت والولايات المتحدة وإسرائيل، ولن يتخلى حزب الله عن سلاحه. "لا شك بأن نصر الله يعرف بأن الجميع قلقون جدا، وبأننا ننوي أن نقوم بشيء ما في هذا الشأن.

السلاح الذي يدور الحديث عنه هو عشرات آلاف الصواريخ، إضافة إلى سلاح عصري من كافة الأنواع تزود به حزب الله على مر السنوات من إيران، حيث وصلت هذه الأسلحة إلى لبنان عن طريق سوريا، ولا تخضع لسلطة أو صلاحية الدولة اللبنانية. الصواريخ منتشرة في كافة أرجاء لبنان، وموجهة نحو إسرائيل، ويغطي مداها كل دولة إسرائيل. هذا سلاح إرهابي بيد منظمة إرهابية.

هذا الوضع لا يحتمل من وجهة نظر الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك بالنسبة لإسرائيل، شأنها في ذلك كأي دولة تواجه تهديداً إرهابياً مماثلاً، فإن الوضع لا يطاق.

يزداد تهديد حزب الله الصاروخي من عام لآخر. إن هذه الأسلحة قنبلة موقوتة تهدد استقرار الشرق الأوسط وتمس بهيبة السلطة اللبنانية أيضاً. يتعين على مواطني الدولة اللبنانية أن يدركوا بأن هذا أيضاً هو تهديد على وجود دولتهم. لقد وضعت صواريخ حزب الله عن قصد في قلب المراكز السكانية المدنية في لبنان، بالقرب من المدارس والمساجد والمستشفيات. سوف يتم إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل عندما يقرر نصر الله بأن يطلقها، أو عندما يحصل على الأمر من إيران، لأنهم هم الذين يقومون بحماية الطموحات النووية لإيران.

كما حدث في عام 1962، عندما أدى نشر الصواريخ السوفيتية في كوبا إلى أزمة الصواريخ وإلى إبعادها من كوبا في نهاية المطاف، هكذا ينبغي أن يتم إبعاد صواريخ حزب الله من لبنان. سوف تأتي هذه اللحظة آجلاً أم عاجلاً إذا لم يتم تفكيك هذه الصواريخ قبل ذلك. وسوف تكون النتيجة كارثية في كل أنحاء لبنان، إذ إن صواريخ حزب الله هي بمثابة بطاقة دعوة لتدمير وتخريب لبنان بأكمله.

ولكن من الواضح أن الحكومة والجيش اللبناني غير قادرين على الحفاظ على مصالح الدولة وغير قادرين على التغلب على حزب الله وإجباره على نزع سلاحه وصواريخه. ولذلك، فإن هذه القنبلة الموقوتة مستمرة بالوجود.

لا شك بأنه من المفضل أن يتم إبعاد صواريخ حزب الله من لبنان بأساليب سلمية دبلوماسية وليس بالأساليب العسكرية. يجب تشجيع حكومة لبنان على التشبث بحقوقها السيادية في كل أنحاء الدولة وأن تطلب من منظمة حزب الله إزالة الصواريخ. ويجب تقديم كل مساعدة مطلوبة لتحقيق هذا الغرض. على المجتمع الدولي أن يوضح أن نشر الصواريخ هو مساس خطير بالسيادة اللبنانية ويشكل خطراً على أمن المنطقة برمتها.

يوجد صمت متفق عليه بالنسبة لمسألة صواريخ حزب الله في لبنان منذ زمن بعيد. وهكذا، فقد جاء تصريح الأمين العام للأمم المتحدة في الوقت الملائم. يجب أن يكون هذا الموضوع على جدول الأعمال المطروح في الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا وآسيا أيضاً، ويجب أن تتعهد كافة هذه الأطراف بالقيام بخطوات دبلوماسية ملائمة. لقد قرع بان كي مون جرس الإنذار أخيراً، مع أنه جاء متأخراً إلى حد ما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق