الأحد، 6 مايو 2012

ويكيليكس: هكذا تبسط منظمة حزب الله سيطرتها الإرهابية على لبنان

ويكيليكس: هكذا تبسط منظمة حزب الله سيطرتها الإرهابية على لبنان

التصنت على الهواتف ونشر الجواسيس في الشوارع وتهديد المواطنين. قام موقع تسريب المعلومات السرية ويكيليكس بنشر برقية كتبتها السفيرة الأمريكية في لبنان، تصف فيها مجموعة من المضايقات التي تعرض لها أحد الصحفيين اللبنانيين وأفراد عائلته. "لقد كان رجال حزب الله يتسمون باللطف المطلق في التعامل قبل حرب عام 2006. ولكن منذ ذلك الوقت، أصبح كل واحد بالنسبة لهم هو إما جاسوس إسرائيلي أو أمريكي ما لم يثبت العكس."

ماذا تفعل منظمة حزب الله عندما لا تستعد للحرب مع إسرائيل؟ إنها تقوم بتطبيق طرق ترهيب ضد الصحافيين والمواطنين في بيروت: هذا ما كشفت عنه برقية أرسلتها سفيرة الولايات المتحدة في لبنان إلى وزارة الخارجية في واشنطن. البرقية التي صنفت على أنها "سرية" نشرت في نهاية الأسبوع على موقع تسريب البرقيات ويكيليكس، وهي برقية واحدة من حوالي ربع مليون وثيقة سرية تم نشرها في نهاية الأسبوع. أنتم أيضاً، هل اكتشفتم وثيقة مثيرة للاهتمام في موقع ويكيليكس تكشف تفاصيل جديدة؟ إذا اكتشفتم وثيقة ما، أرسلوها إلينا على البريد الالكتروني الأحمر.

منظمة حزب الله تبسط سيطرتها الإرهابية على العاصمة اللبنانية. الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله -  تصوير رويترز
سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ميشيل سيسون أبلغت عن سلسلة من المضايقات لمنظمة حزب الله في لبنان.
رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري قدم المساعدة لصديقه الصحفي. رئيس الحكومة اللبنانية سابقاً سعد الحريري تصوير: AFP

في 18 آذار 2009 أبلغت السفيرة الأمريكية في بيروت ميشيل سيسون وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن أن رجال حزب الله - وهي منظمة شيعية يتزعمها حسن نصر الله - قاموا بمضايقة أحد الصحفيين اللبنانيين، من دون توقف وهذا الصحفي غير معروف بدعمه للمنظمة الشيعية، على الرغم من أنه شيعي العقيدة. تقول البرقية على لسان سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان ميشيل سيسون: "بعد أن قام بنقل أخبار الولايات المتحدة والانتخابات الرئاسية عاد مراسل صحيفة "الشرق الأوسط طاهر عباس إلى لبنان، فقام بزيارته في منزلة ثلاث شخصيات من منظمة حزب الله، أحدهم دخل إلى البيت، فيما وقف الاثنان الآخران عند المدخل."

منذ الحرب مع إسرائيل، يسود جو من الإرهاب في بيروت" - حي الضاحية (تصوير رويتيرز)
"تحدث احد الأعضاء الثلاثة في منظمة حزب الله إلى الصحفي عباس وأخبره برغبته في طرح بعض الأسئلة عليه."، وحسب ما تقول السفيرة في برقيتها السرية، فإن عباس لم يعارض طرح الأسئلة أو الإجابة عليها، لكنه طلب بأن يكون الحوار مع أفراد حزب الله خارج بيته.


قاموا بالتحقيق مع الصحفي: "من تدعم ابنتك التي تبلغ من العمر 8 سنوات؟"
عندما خرج الثلاثة إلى خارج البيت، سألوا عباس عن كل فرد من أفراد عائلته، بمن فيهم زوجته ليندا عياش، وهي صحافية في مجلة النساء اللبنانية "هي"، وولديه، حيث سأل أفراد حزب الله عباس: "ما هي السيارة التي يستقلها هو وزوجته، وما هي المدرسة التي يقصدها أولاده، وما هي توجهاته السياسية والتوجهات السياسية لابنته التي لم تبلغ من العمر 8 سنوات.
سألوه أيضا فيما إذا كان يدعم حزب الله وما سبب زيارته لأمريكا. إحدى الأسئلة التي شدت انتباه عباس كانت فيما إذا كان يوجد لديه اتصال بالانترنيت في بيته، "وإن كان الجواب نعم، فلماذا؟" حسب ما كتب في البرقية التي أرسلت إلى وزارة الخارجية في واشنطن.
عباس الذي يسكن في حي الضاحية في بيروت - معقل حزب الله - وصف من قبل السفيرة الأمريكية على أنه "شخص يحاول دوماً تجنب المتاعب ويحاول أن لا يبرز." وحسب أقوالها، فقد روى أصدقاء عباس في بيروت أن منظمة حزب الله يوجد لديها جواسيس في البنايات السكنية في أحيائه، ومهمتهم التبليغ عن أي نشاط شاذ أو خارج نطاق العادة قد يحدث في المكان.
"كانوا يتسمون باللطف في الماضي". تظاهرة لحزب الله في بيروت (تصوير: رويتيرز)

لكن اللقاء المثير للقلق مع رجال حزب الله لم ينته عند هذا الحد. حيث تتبع رجال منظمة نصر الله السيارة مقتفين أثر عباس وحتى أنهم تنصتوا على هاتفه المنزلي وهاتفه النقال أيضاً كما ذكر الصحفي اللبناني. كما أبلغت السفيرة زملائها في واشنطن أن عباس توجه بطلب المساعدة من صديقه، رئيس الحكومة سعد الحريري. وبحسب أقوال سيسون، اتصل الحريري هاتفياً بمنظمة حزب الله وأبلغهم بأنه ليس من حقهم لهم القيام بمثل هذه الأعمال.
وبعد "المعاتبة الهاتفية" بين الحريري وحزب الله، ادعى عباس أنه تلقى مكالمة هاتفية من مستشار الاتصالات في منظمة حزب الله، حسين رحال، ويقول إن رحال اتهمه بتسريب قصة المضايقات إلى رئيس الحكومة سعد الحريري وحاول أن يقلل من قيمة الحادثة. ومنذ تلك المكالمة الهاتفية، تعرض عباس لعدة مضايقات من قبل رجال نصر الله. وحسب ما يقول الصحفي اللبناني، فإنهم ذات مرة قاموا بسد الطريق عليه عندما حاول الخروج من موقف السيارات في بيته ولم يسمحوا له بالتحرك لمدة ساعتين كاملتين.
وفي مرة أخرى هدد شخص من حزب الله بأن يضرب عباس وفي مرة أخرى تلقى تهديداً على حياته من خلال مكالمة هاتفية. يروي عباس بأنه منذ المرة الأولى التي تعرض فيها للمضايقة من قبل رجال حزب الله وهو يعيش في قلق وتوتر شديدين. وقد قال إنه كان يفكر ببيع بيته والانتقال إلى مكان آخر، لكنه لم يفعل ذلك في نهاية المطاف بسبب ارتفاع أسعار الشقق.

"الجو في حي الضاحية مخيف للغاية" كما وصفه عباس - وهو الجو الإرهابي الذي يطغى على الحي الذي يسكن فيه منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006. وقد ذكر أيضاً أن منظمة حزب الله تمتلك قوة من الشرطة الخاصة تتجول في كل حي من أحياء جنوب لبنان. "لقد كان رجال حزب الله يتسمون باللطف المطلق وكانوا يتعاملون باحترام قبل تموز/ يوليو 2006. لكنهم "الآن تغيروا كلياً" حسب ما يقول عباس، وأصبح "كل واحد في نظرهم إما عميل إسرائيلي أو أمريكي ما لم يثبت العكس."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق