الاثنين، 30 أبريل 2012

تعلم كيف تشق طريقك إلى القرن الحادي والعشرين


تعلم كيف تشق طريقك إلى القرن الحادي والعشرين
نحن نعيش فترة حساسة لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ بوجود العديد من الموارد المتاحة للأفراد،  وهناك العديد من الفرص المتاحة لنا لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ. في الوقت الحالي، أي في القرن الحادي والعشرين، لم تعد المشكلة تكمن في نقص المواد والفرص، ولكن المشكلة في كيفية الاستفادة منها.
دعونا نلقي نظرة على بعض الأمور التي نعيشها اليوم:
1.                 المعرفة في متناول يدك
مع بعض الضربات على لوحة المفاتيح والنقر على فأرة الكمبيوتر، يمكنك الحصول على المعرفة في كل شيء تقريباً، فأنت لست بحاجة إلى الذهاب إلى المكتبة من أجل ذلك، ولست بحاجة إلى استدعاء خبير. في معظم الحالات، أنت بحاجة للذاهب إلى ويكبيديا (Wikipedia)، إذا لم تجد المعرفة في موقع ويكيبيدا (Wikipedia) الإلكتروني، فهناك موقع جوجل (Google) الإلكتروني  المتاح من أجلك، هذا عدا عن العديد من الموارد الأخرى المتوفرة.
2.                 التواصل بسهولة
التواصل مع الناس من منتصف الطريق في جميع أنحاء العالم هو فقط كسهولة التواصل مع شخص على الباب التالي، وليس ذلك فحسب،  بل يمكنك اختيار أسلوب التواصل الذي تريده. ما بين موقع تويتر الإلكتروني (Twitter)، وموقع سكايبي الإلكتروني (Skype) وموقع الفيسبوك (Facebook)، هناك العديد من أشكال التواصل يمكنك الاختيار من بينها.
3.                 الصوت
منذ سنوات طويلة، لم يكن الأفراد سوى متلقين سلبيين. في عصر الراديو والصحف والتلفزيون، أنت مجرد مستهلك وليس لك صوت مسموع، ولكن، الآن بإمكانك فعل ذلك. كل شخص يمكنه البدء بكتابة مدونة أو قناة يوتيب خاصة به، ويمكنه أن يخلق لهذه المدونة أو القناة جمهوراً في جميع أنحاء العالم، وبالتالي يمكنك أن تصبح منتجاً وليس مجرد مستهلك.
بالطبع، في هذا النوع من العالم، نحن بحاجة إلى وسيلة جديدة للتعلم. الإستراتيجية التي عملت جيداً في القرن العشرين قد لا تكون صالحة للعمل اليوم. نحن بحاجة إلى أن تعلم كيف نشق طريقنا في القرن الحادي والعشرين.

من أجل ذلك، هناك شيء واحد يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن : العالم يتحرك بسرعة. ما كان شائعا قبل عامين، قد لا يكون له شعبية اليوم، وما هو شائع اليوم قد لا يكون شائعا بعد سنتين من الآن. لذلك، لكي تكون متعلماً فعالاً، يجب أن تكون سريعاً في التكيف، ويجب أن تصبح متخصصاً. لا تتمسك بالأشياء التي لم تعد تعمل، وقم بتغيير الطريقة التي تفعل بها الأشياء كما تقتضي الحالة.
من هذا المنطلق، إليكم ما أؤمن به كإستراتيجية تعلم فعالة للقرن الحادي والعشري من خلال الخطوات التالية:
1.     كن مواكباً للأحداث
قبل أي شيء آخر، أنت بحاجة لتعرف ماذا يجري في العالم  اليوم، ليس فقط في مجال عملك، ولكن في مجالات أخرى أيضا، وهذه هي الطريقة التي تشاهد فيها تهديدات جديدة أو فرص مقبلة.
أقوم بذلك بواسطة الاشتراك في المدونات والمنشورات من خلال قارئ الأخبار ( أنا استخدم قارئ أخبار جوجل). بعض الأشخاص يفضلون استخدام موقع تويتر (Twitter) الإلكتروني وهذا شيء جيد أيضاً، وكل ما عليك هو استخدام الأداة التي تفي بالغرض.
الأمر المهم هنا هو المحافظة على نسبة مرتفعة من الصواب إلى نسبة الخطأ، والتخلص من الموارد التي لا تمنحك قيمة كافية لحياتك.
2.     قم بإجراء تقييمات للمواضيع التي تصادفها.
عندما تجد شيئا مثيراً للاهتمام من الخطوة رقم (1)،  قم بالبحث عن المزيد من المعلومات حول هذا الشيء. على سبيل المثال، إذا وجدت مصطلحاً جديدا، ولست على معرفة به قم بالبحث عن تعريفه وبعض المعلومات الأساسية عنه، وإذا اكتشفت أن مجالا معيناً تزداد شعبيته،  قم بالبحث عن معلومات أكثر عنه، وعن السبب في ازدياد شعبيته.

هدفك هنا ليس لتكون خبيراً، ولكن هدفك هو الحصول على المعرفة الكافية حول هذا الموضوع، وإدراك مدى التأثير الذي يمكن أي يضيفه إلى حياتك والعالم. الموارد الخاصة بك محدودة، فأنت بحاجة إلى تقييم مدى جودة الشيء قبل تخصيص المزيد من المواد من أجله.
موقع ويكيبيديا هو صديقك هنا،  فهو يقدم لك معلومات أساسية جيدة حول أغلب المواضيع التي تريدها.

3.     وجّه اهتمامك نحو المواضيع التي لها مستقبل واعد
إذا رأيت أن شيئا ما هو موضوع له مستقبل واعد، قم بتخصيص موارد إضافية ( الوقت والمال) من أجله. اشتري الكتب، وشاهد محاضرات عبر الإنترنت أو برامج تعليمية، واشترك بالمدونات المرتبطة بذلك الموضوع. هذا هو الوقت المناسب للاستفادة من وفرة الموارد لديك على شبكة الإنترنت.
إليكم بعض الموارد الجيدة للمحاضرات عبر الانترنت والفيديو:
·                    موقع iTunes U الإلكتروني
مع موقع iTunes U الإلكتروني،  يمكنك العثور على دروس فيديو  ودروس صوتية حول العديد المواضيع. هذا مفيد لك إذا كنت تريد الحصول على فهم عميق لموضوع ما. أنا مثلاً، قمت بمتابعة دورة على موقع iTunes U الإلكتروني عندما سمعت عن تطوير تطبيقات الآيفون.
·                    موقع يوتيب الإلكتروني (youtube)
يحتوي موقع يوتيب على الكثير من البرامج التعليمية بشكل عملي حول أي موضوع تريده. ببساطة قم بإدخال الكلمات المهمة في مربع البحث واستعرض النتائج. إذا عثرت على الشيء الذي تريده،  بإمكانك الاشتراك في القناة.
·                    موقع أكاديمية خان الإلكتروني.
أكاديمية خان هي موقع جيد للاطلاع على العلوم الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء، كما أنها تحتوي على عروض فيديو حول مواضيع مثل الاقتصاد  والموارد المالية. يقوم سال خان (صانع عروض الفيديو) وهو مدرس كبير، بشرح الأمور بطريقة ممتعة  وواضحة.
علاوة على ذلك، هناك مواقع أسئلة وأجوبة (سين جيم) يمكنك استخدامها للعثور على أجوبة حول استفساراتك. من هذه المواقع موقع (Stack Exchange) وموقع (Ask MetaFilter).
الهدف الرئيسي هنا هو الانغماس في الموضوع. لا تقتصر فقط على استخدام أحد الوسائل المذكورة أعلاه، وقم باستخدام العديد منها قدر الإمكان. ومن الأفضل عدم الاقتصار على مشاهدة وقراءة الدروس، قم بالتدرب أيضاً.

4.     قم بإنشاء مشاريع مواتية للعالم الحقيقي
التجارب العالمية الحقيقة لا تزال المدرس الأفضل لكم، ولا شي يحل مكانها، حتى تلك الموارد المذكورة أعلاه. ببساطة، تساعد هذه المصادرة على الدخول إلى العالم الواقعي مبكراً.
أحد المزايا الكبيرة للحياة في هذا العصر هي أنه بإمكانك في معظم الحالات الدخول إلى العالم الحقيقي بسرعة أكبر وبتكلفة ميسورة أكثر من أي وقت مضى. إذا كنت ترغب بالغناء، تستطيع تسجيل أداءك ووضعه على موقع يوتيب في غضون ساعات.
للاستفادة من بعض هذه المزايا، عندما ترغب بتعلم شيء ما بشكل صحيح، قم بإنشاء موضوع وضعه في العالم الحقيقي، وتعلم من التعليقات وردود الفعل وقم بالتكيف وفقاً لذلك. استمر بعمل ذلك وسوف تتعلم الكثير بهذه العملية.
هذه هي حسب اعتقادي بداية الطريق إلى القرن الحادي والعشرين.
تذكر أن العالم يتغير بسرعة. لذلك ضع هذا الخط من ستيف جوبز في مخيلتك.

ابحث عن نفسك وكن مبدعاً. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق