maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الجمعة، 4 مايو 2012

دوري الأحياء في برشلونة- يوميات رحلة


دوري الأحياء في برشلونة- يوميات رحلة

بعد أن عادت بعثة أولاد دوري الأحياء التابعة لفريق "هبوعيل كتمون القدس" من زيارتها لمدينة برشلونة، روى لنا مدير المشروع، السيد ليرن جرسي، ما حصل في الرحلة ساعة بساعة .

يوم الأربعاء الساعة 3:00، حي شعفاط: أقلت الحافلة الحمراء 10 أولاد من مشجعي "دوري الأحياء" وهو مشروع خاص بفريق هبوعيل كتمون القدس، حيث يسكن هؤلاء الأولاد في الأحياء العربية في شمال المدينة. ودع الأولاد ذويهم وهم يذرفون الدموع.

الساعة 3:15، في موقف السيارات، حي الكتمون: يصعد باقي الأولاد التابعين للمشروع إلى الحافلة برفقة ذويهم الذين يلوحون لهم بأياديهم تيمناً بشعار هبوعيل كتمون القدس عند المدخل المؤدي إلى مبنى النادي.

الساعة 3:30، شارع تل-أبيب القدس: سارت الحافلة مسرعة في طريقها إلى مطار بن غوريون، وتحمل على متنها 30 ولداً - لم يغادر معظمهم القدس من قبل - في طريقهم إلى أكبر تجربة لم يمروا بها من قبل. أحد الأولاد تقيأ ونحن في بداية الرحلة. المرافقون العشرة المتفانون هم جميعهم من المتطوعين في مشروع دوري الأحياء خلال العامين الماضيين ويدركون ماذا ينتظرهم... سيكون الأمر ممتعاً!

الساعة 4:30، في مطار بن غوريون في اللد لغايات الفحص الأمني: لقد بدا الخوف على وجوه المرافقين العرب، وقسم منهم كان يمثل العديد من الأولاد في البعثة، ولا يحملون الجنسية الإسرائيلية. بعد التحدث مع الحارس بشأن الغرض من سفر البعثة، أجمل الحارس الحديث قائلاُ :"امنح ميسي قبلة على الجبين نيابة عني"، ومن ثم تلاشى القلق. وهكذا تمت إزالة عقبة أخرى في الطريق المليء بالعقبات على مدار النصف سنة الماضية. دوري الأحياء في طريقه إلى برشلونة!

الساعة 7:30، بوابة بي-9 لفحص الحقائب وتدقيق الجوازات وغير ذلك: نداء أخير للرحلة رقم 3208 إلى برشلونة. صورة أخيرة للبعثة مجتمعة في البلاد، ومن ثم الصعود إلى الطائرة.

الساعة 12:30، في مطار برشلونة الدولي: حطت بعثة دوري الأحياء التي كان أعضاؤها يرتدون ملابس باللونين الأحمر والأسود ويحملون شعار هبوعيل القدس في برشلونة. لقد أحضرنا فريق هبوعيل القدس إلى أوروبا بأسرع مما كنا نتوقع، واستقبلنا في المطار أفراد صندوق كتالونيا- fons catala، وهي المنظمة التي قامت بتمويل وتنظيم كل هذه الرحلة، ورافقونا إلى فندق لطيف لنقضي فيه وقتنا خلال الأسبوع القادم.

الساعة 19:30، في متحف التاريخ، مركز برشلونة: استقبال حافل بحضور ممثلي حكومة كتالونيا وصندوق كتالونيا، وإلقاء عدد من الخطابات وتبادل للهدايا. لا شك بأن ما حدث قد ساعد في جعل الأولاد ينامون بسرعة في المساء، وهناك قسم من المرافقين ذهبوا للنوم بأنفسهم خلال لعبة برشلونة في دوري الأبطال ضد فريق فيكتوريا بيلزن التشيكي.

المزيد من الصور لبعثة دوري الأحياء في المعرض
تقرير الفيديو حول البعثة من القناة الكتالونية
امنحوا كلمة "Like" لدوري الأحياء في الفيسبوك

الخميس، الساعة 11:00، في مبنى بلدية برشلونة: جرى حفل استقبال آخر للبعثة، وهذه المرة بحضور شخصيات رفيعة المستوى في البلدية، وألقيت المزيد من الخطابات وتم تبادل الهدايا. وكالعادة، تركز الموضوع حول العلاقات بين العرب واليهود وتحقيق السلام عن طريق الأولاد وعن طريق كرة القدم. في نهاية الحفل تحدث نائب رئيس النادي العريق في برشلونة إلى الأولاد بالإنجليزية وهذه كانت أول مرة نسمع فيها الإنجليزية منذ وصولنا إلى هنا، وهو الذي رافقنا كثيراً في وقت لاحق. إنه شخص لطيف للغاية. يوجد في مكتبه علم معلق يحمل شعار هبوعيل كتمون القدس. وبعد المراسيم قمنا بإجراء جولة مثيرة في مبنى البلدية القديم ولكنه في ذات الوقت فخم للغاية.

و فيما تبقى من وقت في ذلك اليوم، قمنا بجولة في مدينة برشلونة وتحدثنا مع الأولاد عن سير البرنامج في الأيام القادمة، وخاصة التحدث عن القواعد الصارمة التي وضعت من قبل المدرب "بيب غوارديولا" - مدرب برشلونة، فيما يتعلق بالفعالية الرئيسية في الغد التي تركز على تدريب فريق برشلونة.

يوم الجمعة، الساعة 9:30: بلغ مستوى الانفعال والحماسة في الفندق بين الأولاد ذروته، والمرافقون لا يظهرون أي انفعال.  إنهم يلتقون بميسي وتشابي وانييستا يومياً.

الساعة 10:30، موعد الدخول إلى مركز التدريب التابع لبرشلونة، حيث استقبلنا أفراد صندوق نادي برشلونة Barcelona fundacio fc وبعد مرور دقائق قدموا لنا هدية خاصة، وهي عبارة عن أعلام بلون البالغرينا تيمناً بفريق برشلونة، وعلى كل منها ثلاثة لاعبين. ثم تبادل الأولاد فيما بينهم الأسماء، وسأل أحد حراس المرمى في البعثة: "حصلت على انييستا، هل يرغب أحدهم بالتبديل لميسي؟"، "هل يوجد لأحدكم توقيع فالديز؟"

الساعة 11:00، في مركز التدريب، في الطريق إلى الملعب الرئيسي: مناظر مركز التدريب الفخم جعلتنا نتذكر ونقارن مركز التدريب التابع لفريق هبوعيل والقفل في المركز الفخم في "يد همويري". اصطف الأولاد بكل هدوء، حسب توجيهات غوارديولا، خلف خطوط الملعب، وانتظروا حتى صعود اللاعبين للتمرن.

في البداية كان ينظر من غرف تبديل الملابس كل من المدافع الأسطوري كارلوس بويول وسيرجيو بوسكيتس، لاعب خط الوسط في المنتخب الأسباني. يلوح اللاعبان اللطيفان بأيدهم للأولاد ويناديان "أولا!" ويستمران في طريقهم إلى التمرن في الملعب، تاركين من خلفهم 30 ولداً خائبي الأمل، وعشرة مرافقين يحضرون الشرح لما بعد ذلك. ثم يخرج لاعب آخر، الابن الضال سيسك فبرغاس. سيسك لا يتواني بعد التحية، ويقرر العبور بالقرب من الأولاد ويصافحهم باليد جميعاً. لم يكن بوسع اللاعبين الذين حضروا من بعده إلا أن يحذوا حذوه، وقام الجميع بمصافحة الأولاد وتعاملوا معهم بود واحترام. ثم جاءت الأسطورة الأخرى في عالم كرة القدم. إنه تشابي ومن بعده تياجو الشاب، ومن ثم دافيد فيا، وبطل العالم، أندريس انيستا، والحارس فيكتور فالديز وبيدرو. ثم وصل المدافعان البرازيليان ماكسويل وداني ألفيز، ثم كييتا وأدريانو وأفيدال، وأخيراً الأسطورة الذي كان يتلقى هرمونات النمو في صغره، وهو أفضل لاعب في العالم - ليونيل ميسي. قام ميسي اللطيف بمصافحة الجميع بمن فيهم المرافقين الكبار الذين كانوا يتوقون لهذا اللقاء وتصور مع الأولاد أمام شبكات الإعلام الأجنبية. أما المسكين بينتو - الحارس البديل - فلم ينظر إليه أحد. ثم دخل اللاعب الشاب من مواليد سنوات التسعينات غوارديولا، الذين لم يستطع المعجبون به من المرافقين الشباب والفتيات الأسبانيات المتواجدات في تمالك أنفسهم، وكذلك المرافقين الذين بدوا وكأنهم يتذكرون أسماء مثل نادال وباكيرو وكومين وروماريو وتشيكي وبيغرسيان وستويشكوف وغيرهم.

الساعة 11:30، وقت التدريب: بدا غوارديولا غاضباً من وجود وسائل الإعلام والأولاد المثيرين للضجة في الملعب. كان هذا التدريب النهائي للفريق قبيل مباراته مقابل سيفيليا. على ما يبدو أن بيب كان يعرف شيئاً ما ولم يكشفه... وبعد أن أرسل داني ألفيز ضربة صاروخية لرأس مصور تلفزيون بارسا يمكن القول إن اللبيب من الإشارة يفهم، فخرجت البعثة من الملعب المركزي. لقد فعلها المدافع البرازيلي ألفيز وجعل أسكانو الذي كان يلعب في العامين المنصرمين في المشروع في فريق تلة غونين يقول: "داني الفيز هذا شقي!.."

الساعة 12:00: على ملعب فخم آخر في المركز بدأ التدريب الداخلي بين أولاد دوري الأحياء أمام الكاميرات العديدة التابعة لوسائل الإعلام المحلية. وقد تم إجراء مقابلات مع مدراء البعثة، خاصة حول الموضوع الذي أثار إعجاب العديد من الكتالونيين- بعثة تضم الأولاد العرب واليهود، إسرائيليين وفلسطينيين، حيث كان من المثير رؤية 30 ولداً يركضون في مركز تدريب أفضل نادي في العالم، وهم يرتدون زي فريق اليافعين التابع لنا، والذي يحوي في خزانة كؤوسه كأساً واحدة فقط والعديد من خيبات الأمل.


الساعة 14:00، في الحافلة ذات اللونين الأزرق والبنفسجي في طريقها إلى ملعب كامب نو: علت أصوات الأغاني من القسم الخلفي في الحافلة: "يالا هبوعيل القدس"، وعلى أنغام بلا تشاو، "شاي أهرون، ثمل من محبته لك" وحتى إصبع! كلها سمعت في شوارع برشلونة، بلهجات مختلفة، حيث قام المشجعان زهر موسري وسرجي زمنسكي بدور القادة  في تشجيع الأولتراس طوال أسبوع بأكمله، وبنجاح كبير أيضاً.

الساعة 14:30، في غرفة الطعام على أرض ملعب كامب نو: تناول الأولاد وجبة غداء احتفالية ونالوا تشريفاً لا يحظى به سوى الملوك في غرفة الطعام "ويمبلي" المسماة على اسم الملعب الأسطوري الذي حظيت به برشلونة مقابل سامبدوريا بكأس أوروبا، والذي كانت تزينه صور من النهائي. وخلال الوجبة توجه الأولاد لتحضير علم خاص لأفراد برشلونة حيث سجل فيه الجميع أسماءهم، وفي القسم المركزي سجلت كلمة "شكرا" باللغات الثلاث - العبرية والعربية والكاتلونية.

الساعة 15:30، في متجر التحف التذكارية في كامب نو: استمتع الأولاد ببعض الوقت من خلال التجول في الدكان مع المرافقين مع أن الشراء كان ممنوعاً هنا أيضا، لكن مجرد التجول بحد ذاته اعتبر تجربة فريدة وكافية بالنسبة لهم.

الساعة 16:00، في متحف نادي كرة القدم في برشلونة: بدأت الجولة الخاصة في كامب نو من المتحف الذي يتواجد فيه استعراض للكؤوس والأمور التذكارية، إلى جانب صور تعود لعصور مختلفة وأمور أخرى بألوان الفريق. خرج الأولاد من بوابة المتحف مباشرة إلى داخل المدرج وهم لا يصدقون ما تراه أعينهم: الأولاد الذين انفعلوا في بداية العام من منظر ملعب تيدي في القدس يفركون أعينهم غير مصدقين وهم يشاهدون منظر المائة ألف مقعد في الملعب. وبعد الحصول على شرح عن المبنى، دخل الأولاد إلى غرفة تبديل الملابس للفريق الضيف، وفي الطريق توقفوا لالتقاط بعض الصور في غرفة المؤتمرات الصحفية. كان الدخول إلى الغرفة الخاصة ببرشلونة محظوراً. ثم استمر الأولاد في جولتهم حيث تهافتوا إلى دكة الاحتياط بالقرب من عشب الملعب (يمنع الدوس عليه بأي شكل من الأشكال!). جلس الأولاد حيث يجلس اللاعبون الكبار بعد أن يتم تبديلهم. وبعد ذلك مباشرة انتقل الأولاد للجلوس في غرف المراسلين الرائعين في الاستاد واستمتعوا بمشاهدة الملعب بأكمله من ارتفاع عال. انتهى ذلك اليوم المتعب جدا ولكنه ممتع للغاية أيضا، وعادت البعثة إلى الفندق لاستقبال يوم السبت.

يوم السبت 10:00، في متحف العلوم في برشلونة:  استمتع الأولاد - باستثناء أولئك الذين بقوا في الفندق لقدسية يوم السبت - بجولة أخرى مثيرة في متحف العلوم، وبعد قليل من الشرح عن الديناصورات وعن الفيزياء بأنواعها، تناول الأولاد وجبة الغداء، وتفرغ مدراء البعثة مرة أخرى لإجراء المقابلات مع الشبكات المحلية. وبعد ذلك، قاموا بزيارة خاطفة لمعرض نهاية الأسبوع في مركز المدينة في تجربة فردة من نوعها، حيث أتيح للأولاد مشاهدة بناء برج بشري حسب التقاليد المحلية.

الساعة 20:00، في الفندق: قام الأولاد والمرافقين بتزيين أنفسهم قبيل أحد أهم المباريات في ذلك الصباح بين كامب نو سيفيليا، وارتدوا اللباس الأحمر والأسود، ولفوا أنفسهم بأعلام برشلونة وهبوعيل، ثم خرجوا مع المرافقين إلى الملعب. ولكي لا يضيع أحد الأولاد بين الكم الهائل من المتفرجين البالغ عددهم  نحو 100000شخص، أخذ كل مرافق ولدين وأمسك بهما عند الدخول والخروج. عندما صعدت البعثة إلى المدرج، سمع صوت المنادي في الملعب وهو يرحب بالبعثة التي قدمت من القدس من هبوعيل كتمون ومن شعفاط، وقد كتب الترحيب أيضا على  اللوحة الكبيرة في الملعب. وفي انتظار صعود اللاعبين إلى أرضية الملعب، بدأ المرافقون والأولاد بالغناء وهو يجلسون في أعلى المدرج ويهتفون "يلا هبوعيل القدس" على ألحان البلا تشاو، مقابل اندهاش المشجعين المحليين من حولهم. في نهاية الشطر الثالث من الأغنية، هتف الأولاد "ومن لا يقفز هو أصفر" وبدأ الجميع بالقفز، وصعد لاعبو برشلونة إلى الملعب، وتعالت أصوات التصفيق والترحيب باللاعبين بشكل يصم الآذان. وما أن تجمع حول البعثة عدد من الإسرائيليين حتى حضر كل من كان هناك ورحبوا بنا بكل احترام وشكرونا على التشجيع. هناك قسم منهم كان على دراية مثيرة للإعجاب بأمور هبوعيل كتمون القدس وتمنوا لنا النجاح. بالنسبة للمباراة بحد ذاتها لم يكن هناك الكثير لكتابته للأسف، على الرغم من أن الأولاد بقوا طيلة 90 دقيقة مندهشين. في الاستراحة ما بين الشوطين تفرغ الأولاد - غاي من مدرسة غواتملا في كريات مناحيم وهيثم من بيت صفافا - ليتحدثا في إلى القناة الكاتلونية، التي قامت هي وكاميرات محطة الفريق تركز على البعثة طيلة وقت المباراة، في الدقيقة 92 بدأت الأمور تشتعل وتسخن، حيث منحت برشلونة ركلة جزاء بعد طول انتظار لتحقيق هدف نتيجة لذلك، وتقدم ميسي لينفذ الركلة. إلا أن إهدار ميسي لركلة الجزاء جعل الأولاد يصابون ببعض خيبة الأمل في المباراة عقيمة الأهداف، لكنهم كانوا متأكدين وواثقين بأنه في حال نجحنا بإرسال النحس السرمدي الخاص بالأحمر من هبوعيل القدس ليمس ببرشلونة العظيمة ولأفضل لاعب في العالم إذن لا شك بأننا نحن - ونحن فقط  - هبوعيل القدس الحقيقي!
 

يوم الأحد، الساعة 9:30، في متنزه الألعاب "تيبي دابو":  استمتع الأولاد المفعمون بالتجارب التي مروا بها طيلة الأسبوع، وخاصة بعد مباراة الأمس، بالترويح عن أنفسهم والجري في المتنزه الذي يبلغ في مساحته حجم مدينة القدس: قطارات ملتوية ودواليب عملاقة وكل شيء. وبعد ذلك، عاد الأولاد في المساء متعبين ولا زالت البسمة على شفاههم، وأجروا تدريباً آخر في المركز الجماهيري القريب من الفندق، وفيه قاعة مخصصة للعب كرة القدم المصغرة. يا لها من تجربة.

يوم الاثنين، الساعة 9:00، في المدرسة الابتدائية "سانتا كولمي" في حي يحمل ذات الاسم الشاعري: لقاء ما بين أولاد البعثة وأولاد محليين. نشاطات تضمنت رسومات حول السلام والأخوة، وألعاب مشتركة والكثير من الصور. بموازاة ذلك، كان هناك لقاء بين رؤساء البعثة ومدراء المنظمات المستضيفة، وجرى الحديث فيما بينهم وتم استخلاص العبر ومناقشة البرامج المستقبلية، ثم انتهي ذلك بوجبة غداء مشتركة للبعثة بأكملها في مطعم لطيف ومن ثم عودة إلى الفندق.

يوم الثلاثاء، الساعة  10:00، في ملعب كرة القدم في المركز الجماهيري القريب: أجرى الأولاد تدريباً آخراً، وبموازاة ذلك تم اختيار الأولاد الذين سيجرون لقاءات مع وسائل الإعلام المحلية. في نهاية التدريب، كانت هناك فترة حرة تم من خلالها القيام بجولة في الحافلة السياحية ذات الطبقتين، وسمح للأولاد لآخر مرة بمشاهدة مدينة برشلونة الجميلة. وفي المساء، تم تنظيم حفل وداع خاص من قبل المرشدات الأسبانيات اللواتي كن برفقتنا طيلة الرحلة، وتبادلنا الهدايا. لقد كان لقاء مثيراً حقاً!

في نفس الليلة وصلت الحافلة التي أقلت أعضاء البعثة إلى المطار. وفي الساعة 3:00 صباحاً أقلعت الطائرة وعلى متنها 30 ولداً تابعين لدوري الأحياء في طريق عودتها إلى أرض الوطن. التدافع والصراخ الذي بدأ منذ التدقيق بالجوازات لن ينسيهم - بلا شك - ما خاضوه من تجارب - تلك التجارب التي ستبقى محفورة في ذاكرتهم إلى الأبد.  وسوف يعود 30 ولداً من المشجعين لدوري الأحياء إلى أماكن سكناهم وإلى المدارس ليقولوا لأصدقائهم  ورفاقهم إن هبوعيل كتمون القدس حقق لهم طموحات لم يحلموا بها من قبل.

الخميس، 3 مايو 2012

الحاخام شنيئور والشيخ شمسي يقدمان نموذج الدولة واحدة لشعبين في الولايات المتحدة.

الحاخام شنيئور والشيخ شمسي يقدمان نموذج الدولة واحدة لشعبين في الولايات المتحدة.

تحول محمد علي شمسي ومارك شنيؤور إلى صديقين في خطوة للتقريب بين اليهود والمسلمين.
يقول الإمام في تعليقه على أقوال المفتي المقدسي: "لقد فقد الحق في تمثيل الإسلام."

شلومو شمير، نيويورك
لقد شعر الإمام محمد علي شمسي بالإهانة والغضب عندما تحدث مفتي القدس، الشيخ محمد حسين، مستشهداً بما جاء في الحديث النبوي "يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي تعال واقتله"، وقال في رده على تصريح الشيخ محمد حسين: "إنه لا ينتقي كلماته ..." تجدر الإشارة إلى أن الشيخ شمسي يحظى باحترام كبير بصفته أحد رجال الدين البارزين في الجالية الإسلامية التي تقيم في منطقة الميتروبولين. 

يقول شمسي: "يشوه المفتي تفسير الآيات القرآنية ويغير في معانيها، ويلتزم المفتي بالترجمة الحرفية لما قيل ويتغاضى عن التفسيرات التي أعطيت للآيات القرآنية." ويضيف شمسي قائلاً: "إنه مخطئ، ويضلل، وأقواله عارية عن الصحة، لأن الإسلام يعارض خلق العداوة بين بني البشر."


 الشيخ شمسي، الذي يشغل منصب الزعيم الروحي للمركز الإسلامي في مانهاتن، والذي يضم أكبر مركز في منطقة الميتروبولين، والأكبر على مستوى الولايات المتحدة، يقول في تعقيبه على هذا النص المقتبس من الحديث النبوي: "لقد فقد مفتي القدس الحق في تمثيل الإسلام."

يجلس إلى جانب الشيخ شمسي السيد مارك شنيئور، وهو حاخام أرثوذوكسي أقام وترأس كنيساً كبيراً ومجتمعاً مزدهراً في همبتونس في لونغ أيلاند. يقول شنيؤر: "إن التفسير الحرفي للآيات والأحكام هو أيضاً ما يدفع نحو التطرف المتخلف بين أوساط يهودية متزمتة مثل رجال الدين المتشددين (حريديم) في إسرائيل"، ويهز شمسي برأسه كعلامة شكر للحاخام على الدعم الذي تلقاه منه.

يمكن وصف شنيئور وشمسي بـ "الزوج الغريب"، لكن الصداقة والتقدير المتبادل بينهما تظهر من خلال الحديث معهما، ويأتي هذا كنتيجة وانعكاس للهدف المشترك الذي يجمع بين كلا الشخصيتين الدينيتين، وهو التقريب بين اليهود والمسلمين، وخلق روح من التفاهم والتعاون بين المجتمعين. والأهم من ذلك، بناء وتقديم ما يتفقان عليه على أنه "أسس وأحكام الثقة" بين المجتمعين.

على خلفية الثورات التي تحدث في العالم العربي وازدياد قوة المسلمين المتطرفين في الولايات المتحدة، يظهر الإمام والحاخام وكأنهما من أتباع دون كيشوت وهما يحاربان طواحين الهواء. ولكن ما يحدث في العالم العربي وفي الشرق الأوسط يعزز من أهمية ما يقومان به وما يصدر عنهما من تصريحات، ويجعله أكثر صلة بما يحدث من حولنا في هذه الأيام.

يقول شنيئور: " من المهم اليوم أكثر من الماضي أن نبذل المزيد من الجهود لإرساء أسس التعاون بين رجال الدين من كلا الطرفين من أجل تعزيز روح التسامح والاعتدال.  يبدو هذا صعباً ومعقداً من الناحية الظاهرية، ولكن، عندما تكون في داخل مركز التأثير والعمل تبدو الأهداف على أنها قابلة للتحقيق." ومن جانبه يقول شمسي: "يمكن لرجال السياسية في الشرق الأوسط أن يعملوا من أجل الوصول إلى السلام، أما القادة على المستوى الديني فيمكنهم أن يبنوا الثقة المتبادلة."
يشترك كل من شمسي وشنيئور في تأليف كتاب بعنوان "هل يمكننا أن نثق كل منا بالآخر ؟" والذي كتب منه الجزء الأكبر، وتبحث فصول هذا الكتاب في القضايا الدينية التي تظهر في التوراة والقرآن، ومن ضمن ما يقوله هذا الكتاب: "الهدف من الكتاب هو أن نثبت أن التعريفات ووجهات النظر التي تفرق وتباعد ما بين الديانتين يمكن أن تلقى تحليلاً وتفسيراً آخر ينطوي على التقارب ويميل إلى طرح المصالحة بين الأطراف."


لقد بادر كل من شمسي وشنيئور في السنوات الأخيرة إلى تنظيم مناسبات مشتركة بين المسلمين واليهود، والتي أقيمت في الكنائس والمساجد. ووفقاً لما صدر من تصريحات عن كلا الرجلين، فقد خلقت هذه المناسبات أجواء من التقارب ما بين رجال الدين اليهود والمسلمين من خلال اللقاءات المشتركة. كما أقيمت مناسبات مشابهة على غرار ذلك في أوروبا أيضاً.

من المقرر أن يعقد في الشهر القادم مؤتمر في واشنطن يجمع أئمة ورجال دين يهود من سبع دول في أمريكا اللاتينية، والإنجاز الذي يفتخر به كل من شمسي وشنيؤور هو أن الانخراط في مجال العلاقات بين اليهود والمسلمين في الولايات المتحدة قد أصبح ضرباًُ من ضروب الموضة. يقول شمسي: "في البداية حذرني زملاء مسلمون من زيارة الكنائس، ومن ردود فعل معادية من قبل اليهود. يروي رجال الدين اليهود أنهم يلتقون بأئمة وأنهم يتمتعون بالعلاقات التي تجمعهم بهم أكثر من فئات الأقليات الأخرى."

يبلغ شمسي من العمر 45 عاماً، وهو من أصل إندونيسي، وكان قد أقام لسنوات طويلة في السعودية، حيث أكمل فيها دراسته لعلوم الدين، وهذا شيء مهم في سيرته الحياتية يضاف إلى مكانته بين الأئمة ويعزز من مكانته بين أبناء جاليته الذين ينتمون إلى المركز الإسلامي الذي يقوده، أما مارك شنيئور الذي يبلغ من العمر 50 عاماً، فهو ابن عائلة رجال دين يهود معروفين، بدأ سيرته في العمل العمومي قبل عقدين عندما بادر وأقام "صندوق التفاهم العرقي"، والذي يسعى للتقريب بين اليهود والسود. يقول شنيئور: "التحدي بالنسبة للمجتمع اليهودي في أمريكا اليوم، هو أن تكون رائداً في مجال العلاقات بين اليهود والمسلمين."

وفي حديث للإمام شمسي يقدر فيه أنه يسكن في منطقة الميتروبولين ما بين 600 إلى 800 ألف مسلم، ويوجد في نيويورك 250 مسجداً و50 أماماً مؤهلاً. ويؤكد شمسي ويشدد على أنه يتحفظ على المظاهرات ضد الشرطة في نيويورك، تلك المظاهرات التي نظمت مؤخراً من قبل ناشطين مسلمين احتجاجاً على تعقيب من قبل الشركة في أحياء يسكنها مهاجرون من بلاد إسلامية، حيث يقول: "أنا مع التعاون مع السلطات."

يقول شمسي: "إن الجيل الصاعد من المسلمين في نيويورك مشغول بمشاكل الحياة ويكاد لا يبدي اهتماماً بالنزاعات في الشرق الأوسط، ويوضح شمسي أن كلا المجتمعين من المسلمين واليهود يعيشان في بروكلين وكوينز بسلام وتعايش، وإن الأغلبية الساحقة من المسلمين تعيش بشكل جيد وحصلت على مستوى معيشة جيد."


بعد مرور عام على الثورة: الوجه الجديد لمصر

بعد مرور عام على الثورة: الوجه الجديد لمصر

يتسحاك لبون- سفير إسرائيل في مصر سابقاً
لو طلبوا مني أن أصف وضع مصر اليوم، بعد مرور عام على الثورة التي فاجأت العالم، وزرعت الأمل في قلوب الملايين، أقول بدرجة كبيرة من الثقة، أن الوضع عبارة عن خليط من الريبة وعدم اليقين. لقد نزل العشرات إلى الشوارع، وضحوا بحياتهم من أجل تغير حقيقي، ولكن التغير لم يحدث. الغالبية الساحقة من المصريين لا يعرفون ماذا ينتظرهم في المستقبل، وهذا وضع لا يميز الثورات عادة.

لقد عشت الأيام الأولى من الثورة، وكان الشعور السائد أن التغيير على الأبواب، وكان الحديث يدور بين الجميع عن الأمل في عيون الملايين، الذين تحدثوا عن عصر جديد في مصر. في الواقع لم يحدث أي من هذا. على أبعد الحدود، المناوبة هي التي تبدلت.


من هذه الناحية، تختلف ثورة مصر عن الثورة الفرنسية أو البلشفية أو الرومانية أو حتى التشيكية، حيث أن هذه الثورات الأخيرة أنجبت قادة وصنعت مسيرة، ولكن الثورة المصرية لم تقم بذلك حتى الآن. في البداية، كانت ثورة الشباب في جوهرها حبا للوطن، ودون شعارات قديمة بالنضال ضد الامبريالية، إنما نداء لفحص النفس من الداخل ولحياة بأسلوب آخر. ولكن، وبعيد فترة قصيرة من البداية، ذهبت الثورة باتجاه آخر، وهي مستمرة بهذا الاتجاه، حيث أن الجيش الذي وضع على عاتقه إرساء الحكم كان معدوم الخبرة السياسية، وكان له عالمه الخاص، لأن مبارك أبقاه بعيداً عن السياسة فبدأ باقتراف الأخطاء.

الخطأ الأول والأهم وربما هو كسر للقاعدة المصرية التقليدية تمثلت في عدم السماح بإقامة أحزاب على أساس ديني، حيث سمح الجيش للحركتين الإسلاميتين، السلفية والإخوان المسلمين، بالانتظام كحركات وأحزاب سياسية.

جاء هذا القرار الخاطئ بتوقيت مبكر وكان ينبغي تأجيل هذا ريثما يتم استكمال إقامة المؤسسات الجديدة أولاً، ومن ثم فتح آفاق الحياة السياسية أمام الجميع. بعد أن مُنع الإسلاميون من تنظيم وإقامة الأحزاب السياسية بموجب القانون على مدار عشرات السنين، سُمح للإسلاميين بالانتظام وأقاموا حزبين هما حزب النور السلفي وحزب الحرية والعدالة الخاص بالإخوان المسلمين.

معظم شباب الثورة من الليبراليين، وهم أيضا عديمو الخبرة في المجال السياسي، ودخلوا إلى عالم السياسة بأحلام مليئة بالرومانسية بما لا يليق بالثورة، ولكنهم لم ينجحوا بتنظيم أنفسهم في أطر سياسية وتشكيل ثقل مقابل التيارات الإسلامية. من وجهة نظري، لم يحاول الشباب السيطرة على الحكم وربما لم يكن بوسعهم القيام بذلك أيضاً، مما قاد الإخوان المسلمين إلى استغلال هذا الفراغ الحاصل ودخلوا فيه بقوة. المفارقة التي حصلت هي أن شباب الثورة قد نجحوا بإسقاط نظام قوي خلال 18 يوماً فقط، ولكنهم لم ينجحوا بإيجاد بديل له خلال 365 يوماً.

تمخضت الثورة عن إنجازات ولكنها كانت محصورة، فقد تم كسر حاجز الخوف لدى الجماهير، وشهدنا لأول مرة انتخابات بمستوى عالٍ من الشفافية ونسبة قليلة من التزوير. كانت نسبة المشاركين هي الأعلى منذ عشرات السنين، لكن المشاكل التي أدت إليها الثورة صعبة للغاية، فلا يوجد أمان على المستوى الشخصي، وهناك انتشار لأعمال الاختطاف والعربدة في كل مكان. الوضع في سيناء على كف عفريت وبعيد كل البعد عن السيطرة، وهناك انخفاض في مستوى العملة الصعبة المدخرة وصل إلى خط أحمر، فلا يوجد سياحة، واحتياطي القمح يكفي لأشهر معدودة فقط، فضلاً عن مغادرة المستثمرين، ولم نتحدث بعد عن غلاء المعيشة. هذه مشاكل من العيار الثقيل وينبغي معالجتها دون تأجيل، لذلك فإن الحلم الجميل بخصوص التغير يجب أن ينتظر. مصر دولة مهمة، واستقرارها هو استقرار الشرق الأوسط.

وكجزء من السعي نحو الاستقرار، تطالب جهات من الداخل ومن الغرب بنقل السلطة إلى أيادي مدنية. لكن، لمن؟ لم تنجب الثورة القائد المحنك الذي يجمع الجماهير من حوله. هناك مرشحون لمنصب الرئيس لكنهم ليسوا بالمستوى المطلوب. من وجهة نظري، أفضل الانتقال إلى الحياة المدنية، ولكن مع واقع الوضع الحالي في مصر ومع وجود كل هذه المشاكل، من الأفضل معالجة المشاكل الحساسة في مصر أولاً، ومن ثم نقل السلطة إلى أيادٍ مدنية. في الوقت الحالي كأن شيء لم يحدث.

هناك تهجم من شخصيات مصرية مثل نائب رئيس الحكومة السابق، الجمل، على الولايات المتحدة وإسرائيل متهماً إياهم بقيادة ثورة معاكسة، وهناك شخصيات أخرى ترغب في إبرام اتفاقية السلام مع إسرائيل ضمن استفتاء شعبي، وهناك من هم مستعدون للتنازل عن المساعدات الأمريكية بقيمة نحو 1.5 مليار دولار، إضافة إلى أن قطع إمدادات الغاز عن إسرائيل يقلص من مدخولات مصر السنوية بقيمة 1 مليار دولار. هذا هو انعدام اليقين في هذه الأيام.

إما أن تستلم مصر لهذه الأصوات، أو أنها سوف تضع المصلحة العليا لمصر فوق كل اعتبار. أعتقد أن نظام التوازن الداخلي سوف يجد السبيل لتوجيه الأمور لصالح مصر بالاتجاه الصحيح. لقد أدركت إسرائيل صعوبة الوضع في مصر بعد الثورة، وتثبت سياسية إسرائيل تجاه مصر الدليل على ذلك. كمن عاش الثورة وتحدث مع العديد من المصريين، وعاش في داخل شعبه في إسرائيل، أقول أنه لاشك بوجود عدم اليقين بخصوص المستقبل، لكن الجميع يريدون مصلحة مصر، وإسرائيل هي على رأس الدول التي تريد ذلك.

"التوصل إلى سلام حقيقي يجعل إسرائيل واحدة من أغنى الدول اقتصادياً في العالم"

"التوصل إلى سلام حقيقي يجعل إسرائيل واحدة من أغنى الدول اقتصادياً في العالم"
لقد ولّت الرأسمالية، وسوف يحل محلها نماذج من التعاون والتطوع المؤسسي
سوف تقام لجان بين الاتحاد الأوروبي والدول العربية، وإسرائيل أيضاً سوف تتحد اقتصادياً مع الفلسطينيين

رجل الاقتصاد الأردني رياض خوري متفائل: "السلام بيننا هو مسألة وقت. الهدف الذي يسعى إليه الجميع هو جمع المال."

سيفان فينغولد
يقول رياض خوري إن أولاده مدللون، حيث أنهم "ينامون في فنادق خمس نجوم ويستقلون رحلات الطيران إلى كل أنحاء العالم." على الرغم من كل هذا الدلال والرفاهية، يقول خوري: "أولادي دوماً يسألونني متى سنعود إلى بيتنا في الأردن؟". خوري رجل اقتصاد أردني متخصص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يؤمن بالهجرة. "لا بأس بأن يقوم قسم من الناس في البداية ببناء وتأسيس حياتهم من جديد والهجرة إلى دول أخرى، لكن الأفضل هو البقاء في الوطن ومحاولة تغيرها."

خوري الذي وصل إلى إسرائيل لحضور مؤتمر هرتسليا الذي أقيم هذا الشهر في المركز متعدد المجالات في هرتسليا (IDC)، ينسب الاضطرابات في إطار ما يسمى الربيع العربي إلى العالم بأجمعه، حيث يقول: "هناك ربيع أمريكي وربيع إسرائيلي. في العام المنصرم قال يتسحاك (بوجي) هرتسوغ إن الفقر في إسرائيل هو مشكلة خطيرة لا تعود إلى الوسط العربي فقط. هناك مشاكل فساد ورشاوى في الهند والصين وفي كل العالم تقريباً. جذور المشاكل متشابهة في كل الأماكن."

هل هناك تخوف من تحول هذه الثورات إلى أعمال عنف؟
"لا يكاد يخلو أي احتجاج من بعض أعمال العنف. في نهاية سنوات الستينيات كانت الألوية الحمراء، وفي سنوات السبعينيات كانت عصابة بادر-مينهوف. لقد كانوا متطرفين، لكنهم كانوا حمقى لدرجة أنهم اختفوا في نهاية الأمر. هذا ما يحدث في أيامنا هذه أيضاً. ربما يظهر علينا شخص معين ويلقي بقنبلة هنا أو هناك أو يختطف شخصاً ما، لكن هذه ستكون نهاية القصة."

يشغل خوري - الذي عمل سابقاً كمستشار لجهات دولية مثل الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية - منصب عضو في المجلس الدولي لمنظمة كواسكوب، وهي منظمة تتخذ من الأردن مقراً لها وتهدف لمساعدة أفراد ومنظمات مختلفة تعمل في مجالات التنمية الاجتماعية والتربوية والمهنية. السيد خوري يدرك كافة التطورات الجارية في الشرق الأوسط، ومع ذلك ينظر إلى المنطقة بنظرة تفائلية.

فيما يتعلق بنتائج الانتخابات في مصر- والتي أسفرت عن فوز ساحق للأحزاب الإسلامية- وشكلت مصدر خيبة أمل للمتظاهرين العلمانيين والمثقفين في ميدان التحرير، يقول خوري إن هذه الانتخابات منصفة. "إذا كان الليبراليون يشعرون بخيبة أمل من نتائج الانتخابات، فليفعلوا ما هو أفضل في الانتخابات القادمة. أنا متأكد أن النتائج كانت منصفة. أنا مسيحي وليبرالي وعلماني، وأنا أحاول في حياتي اليومية أن أطبق مبادىء التسامح. مع ذلك، يجب احترام النتائج التي تم الإعلان عنها."
هل تسير مصر على طريق إسلامي يحولها لتصبح مثل الصومال، أم أنها تتوجه لتصبح مثل تركيا؟

يقول خوري: "مستقبل مصر يشبه تركيا أكثر من الصومال. تركيا هي خير نموذج للدول الإسلامية التي تعايش الربيع العربي. إنها دولة عصرية ومتطورة، ومن ناحية أخرى تنجح في الحفاظ على الثقافة والهوية الخاصة بها وهذا رائع. هذا ما أريده لأولادي أيضاً، أظن أن هذا ما يرغب به الجميع."

هل من الممكن أن تسيطر الأيدلوجية الدينية على الاقتصاد في الدول العربية؟"الجواب بإيجاز هو ’لا‘، لكننا نتحدث هنا بالطبع عن مسألة معقدة. على الرغم من أن المثال بعيد إلى حد ما، إلا أنه يمكن القول إن حركة طالبان تحاول في الوقت الحالي منح الثقافة للنساء والتصرف بشكل أكثر تنوراً. إذا استطاعت حركة طالبان القيام بذلك، فأنا متأكد أن نظام الحكم الجديد في مصر سوف يقوم بذلك أيضاً.
متظاهرون خارج السفارة الإسرائيلية في القاهرة

 

من يافا حتى جامعة أوكسفورد
والد رياض خوري من مواليد الناصرة، وعلى مر الأجيال كان أبناء عائلته يتعاونون في بناء كنيسة البشارة في المدينة، وكذلك شغلوا مناصب كرجال دين في الكنيسة. ولد خوري في يافا لكنه انتقل مع والديه إلى الولايات المتحدة عندما كان يبلغ من العمر تسعة أشهر. جالت العائلة في أنحاء العالم في أعقاب الأعمال المختلفة التي عمل بها والده، من بينها في الأمم المتحدة. أنهى خوري تعليمه في المدرسة الثانوية في جنوا، أما دراسته الأكاديمية فقد أتمها في الجامعة الأمريكية في بيروت وفي جامعة أوكسفورد في بريطانيا. على الرغم من محبته لسويسرا ("أنا أحفاظ بكل ما أوتيت من قوة على رقم هاتفي السويسري، على الرغم من أنني أكاد لا استعمله وادفع المال عليه فقط")، يعرّف خوري على نفسه كمواطن أردني ويحمل الجنسية الأردنية فقط.
هل ترى إمكانية بأن يضطر الملك عبد الله لمواجهة الربيع العربي في دولته؟
"أنا لا أرى علامات لأي انتفاضة في الأردن. يمكن أن نرى في الأردن علامات لمحاربة الفساد، وكذلك بداية بطيئة لتوزيع السلطات المركزة بيد الملك. لو أمكنني أن أكون مستشاراً اقتصادياً للملك عبد الله، كنت سأنصحه بأن يركز على محاربة الفساد."
يعتقد خوري أن التطورات في السنوات الأخيرة تثبت بأن النموذج الغربي قد ولّى تماماً. ويقول في هذا الصدد: "سوف يرمم الاقتصاد الأمريكي نفسه، أما بالنسبة لأوروبا، فأنا أقل تفاؤلا. وسوف يتطور في العالم العربي نموذجا من التجارة العربية الحرة."

لقد شاهدنا ما حدث في الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة الديون. ما هي مزايا إنشاء اتحاد بين الدول العربية؟
"العلاقات بين الدول العربية أقوى من العلاقات بين الدول الأوروبية. أولا هناك الإسلام. النصرانية حياة الشعوب في أوروبا لا تشكل عامل قوة، لكن الإسلام يشكل قوة لا يستهان بها. كذلك، هناك اللغة العربية التي توحد بين الجميع- على العكس من أوروبا، حيث اللغات متعددة، واللغة الرسمية هناك هي الإنجليزية."
يقول خوري إن "الإنجليزية بالنسبة للأوربيين تبدو وكأنها لغة المسيطر- الولايات المتحدة- ولذلك تثير الامتعاض. سوف تكون هناك فائدة كبيرة من الاتحاد بين الدول العربية، حيث سيساعد مثل هذا الاتحاد في حل مشاكل كثيرة من أجل التطور، وسوف يساهم في حل مشكلة تخصيص الموارد غير الصحيحة الموجودة في العديد من الدول في العالم العربي. دبي وقطر مثالان بارزان يستفيدان من المشاركة في الاتحاد العربي وإزالة عقبات التجارة بين الدول. الأشخاص الذين يسيطرون اليوم على دبي وقطر هم أقلية، وفي الإمارات العربية المتحدة معظم السكان يأتون من دول في جنوب آسيا وليس من دول عربية. هذا يشكل مصدراً للتوتر ومشاكل إضافية."
يتوقع خوري حسب رؤيته الخاصة أن العالم بأجمعه سوف يتشكل من اتحادات وائتلافات بين الدول. بالإضافة للاتحاد الأوروبي، سوف يقام اتحاد بين الدول العربية، واتحاد بين دول أمريكا اللاتينية واتحاد بين تركيا ودول مجاورة في وسط آسيا. لن يحدث هذا بين ليلة وضحاها "لكن هذا سوف يحدث"، كما يقول خوري.

وأين إسرائيل من ذلك؟
" بعد تحقيق السلام مع الفلسطينيين، سوف تكون إسرائيل ملزمة بخلق اتحاد اقتصادي مع فلسطين والأردن. كذلك، سوف تقوم بإبرام اتفاقيات مع جميع دول العالم عامة، ومع دول أوروبا خاصة، لأن إسرائيل في واقع الأمر هي جزء من أوروبا، وجزء كبير من السكان هنا جاءوا من أوروبا."
"البديل عن السلام هو الفوضى"
وفقاً لما يقول خوري، فإن المستقبل الاقتصادي لإسرائيل والدول المجاورة مرتبط بشكل وثيق الصلة بالسرعة التي يمكنه فيها أن يقطع الحدود وأن يسافر للقاء عائلته في عمان. وحول هذا الموضوع، يقول خوري: "يمكن القول إن السلام مع الفلسطينيين سوف يكون أفضل شيء يمكن أن ينعكس بالإيجاب على الاقتصاد الإسرائيلي. هذه مسألة وقت فقط حتى يتم التوصل إلى هذا السلام." وسوف تتحول إسرائيل بعد الاتفاق، حسب أقوال خوري إلى "واحدة من أغنى الدولة المتطورة اقتصادياً في العالم، لأنه سوف يكون بوسعها أن تمارس أعمالها التجارية بشكل مفتوح وجدي مع جيرانها، وسوف تسمح العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين ببناء اقتصاد مستقر، ومن ثم سوف ينعكس ذلك على العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة بأكملها وتتحول إلى دول غنية. أنا متفائل، هذا صحيح، لكن البديل هو الفوضى العارمة."

ألا تميز العلاقة الإسلامية في الاتحاد العربي بين هذا الاتحاد وسائر الاتحادات التي لا تتعلق بالدين؟
"بمساعدة الإسلام سوف يسهل قيام الاتحاد بين الدول العربية. الحكام في تونس متشابهون جداً بهذا المعنى مع حكام ليبيا. لكن المصالح هي مصالح في نهاية الأمر. على العكس من ديانتي، النصرانية، حيث المال يعتبر شيئاً سلبياُ، لا يوجد في الإسلام مشكلة مع جمع المال. لقد زرت أماكن إسلامية متشددة من ناحية دينية وعلى الرغم من كل شيء، كانوا يبيعون أشجار عيد الميلاد في فترة الأعياد. إننا نتحدث عن مصالح تجارية. في القرآن الكريم ، ذُكر في أحد الآيات أن "المال والبنون زينة الحياة الدنيا".
العالم المثالي بالنسبة لخوري ليس ذلك العالم المليء بالأحلاف فحسب، إنما هو العالم الذي يخلو من الرأسمالية ويتمتع بانفتاح على نماذج جديدة تعتمد على التطوع والتبرع والوعي الاجتماعي. هذا تغير يذكرنا بما حدث في عالم التكنولوجيا الذي قام بالانتقال إلى الرمز المفتوح في السنوات الأخيرة. أحد النماذج التي يذكرها خوري هو مؤسسة الصدقات التي سوف تصبح رسمية، وسوف تقوم بنقل المال من الأغنياء إلى الفقراء.
يقول خوري: "كذلك الولايات المتحدة لن تستطيع أن تتمسك بالقوة بالنظام الرأسمالي الذي أوصلها إلى هنا. الحل لأكبر اقتصاد في العالم يترنح هذه الأيام بسبب العجز الهائل ونسبة البطالة الضخمة والركود في النمو الاقتصادي، وفجوات كبيرة بين السكان، يكمن في إعادة تكوين نفسه من جديد. لقد تعطلت الطريقة الرأسمالية لأن الولايات المتحدة فقدت من قوتها- فلا يمكنها أن تستمر بطبع المزيد من المال وأن تسيطر بذلك على العالم. إن الولايات المتحدة سوف تقلل بشكل كبير من المصاريف العسكرية وفي مجالات أخرى أيضاً، وسوف تقوم بإنشاء أحلاف ذات أهمية مع الدول الغربية.

في الشهر الماضي أعلنت الولايات المتحدة عن إنهاء تدخلها في العراق بعد تسع سنوات من القتال. يقول خوري "لقد حررت الولايات المتحدة العراق من صدام حسين، لكنها من ناحية أخرى، ساهمت في تدميره من خلال القيام بأفعال متشددة ومتطرفة. يمكن تشبيه ذلك بأن أجلس هنا مع شخص من أصل أشكنازي وأقوم بذم الجاليات الشرقية. عندئذ سوف يصغي الاشكنازي لي ويقول بأنني محق وهذا رائع. لكن هذا أمر سخيف، وهذه كانت فكرة نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدين الذي أراد بكل بساطة أن يقسم العراق إلى قسمين."

يرى خوري أن العراق دولة تمتلك قدرات هائلة. "كما قيل عن إسرائيل أنها كانت قادرة على أن تصبح واحدة من أغني الدول، فالعراق هي الآن واحدة من الدول الغنية.". يعدد خوري المزايا التي يتمتع بها العراق، حيث تمتلك احتياطي من النفط يضاهي احتياطي النفط في السعودية، بل أكثر منه. الفرق بحسب ما يقوله خوري هو أن النفط في العراق أقرب إلى الأرض- ولذلك يعد استخراجه أرخص. كذلك في مجال الزراعة، تتمتع دولة العراق بمزايا لا تمتلكها الدول المجاورة لها. يقول خوري: "العراقيون أذكى من سكان الدول المجاورة." وفي النهاية يقول: "أنا أردني، ومسموح لي بأن أقول ذلك."
 

الأربعاء، 2 مايو 2012

فتاة مسلمة تشكل السلاح الإسرائيلي في مواجهة أسبوع الفصل العنصري (الأبارتهيد) في جنوب إفريقيا

فتاة مسلمة تشكل السلاح الإسرائيلي في مواجهة أسبوع الفصل العنصري (الأبارتهيد) في جنوب إفريقيا
أثارت بشرى خلايلة، وهي فتاة عربية من سكان مدينة القدس، ردود فعل مفاجئة أثناء زيارتها إلى دولة جنوب أفريقيا لتمثل إسرائيل في أسبوع الفصل العنصري عندما قالت: "أنا أظهر للجميع أن إسرائيل مختلفة عما يعتقدون."
أريك بيندار
من بين المئة شاب وشابة الذي أرسلوا ليمثلوا إسرائيل في "أسبوع الفصل العنصري"، والذي يطالب فيه طلاب جامعيون من جميع أنحاء العالم بإنهاء الاحتلال في المناطق المحتلة وفك الحصار عن قطاع غزة، ظهرت فتاة غير عادية تُدعى بشرى خلايلة (25 سنة)، وهي عربية مسلمة تسكن في التلة الفرنسية في القدس.


لقد تم إرسال هؤلاء "السفراء" الإسرائيليين من قبل مكتب وزارة الإعلام والشتات إلى جامعات في جنوب أفريقيا، ومن بينهم الفتاة العربية الإسرائيلية بشرى خلايلة من مواليد قرية دير حنا في الجليل، التي دافعت بكل حماس عن شرعية دولة إسرائيل.
حول هذا الموضوع، تحدثت خلايلة بالأمس قائلة: "نحن نتجول في الجامعات في جوهانسبرغ وكيبتاون، ونلتقي بطلاب جامعيين محليين ونتحدث عن إسرائيل. أنا أقدم وجهة نطري كمواطنة إسرائيلية تقيم في البلاد، وأشعر أن إسرائيل هي بلادي، وأعيش في ظل مساواة كاملة وأحصل على كل حقوقي."
وقد أعرب الطلاب عن دهشتهم حينما قالت إنها اكتشفت أن "هناك من لا يعرف أبداً أن هناك عرب يعيشون في داخل إسرائيل". وقد تبين ذلك عندما سئلت خلايلة من البعض: "ماذا! هل يوجد مسلمون هناك؟" وتابعت خلايلة تقول: "أنا أوضح لهم بأنه يوجد في البلاد أقلية عربية وأنا نفسي عربية إسرائيلية، أحب دولتي، وأؤمن بأنها دولة تسعى لإحلال السلام وأنها تحترم جميع مواطنيها."
بشرى خلايلة (عن اليمين) في الحرم الجامعي في جنوب أفريقيا تصوير: "وجوه إسرائيل"
ردود فعل عدائية
تقول خلايلة، التي تتابع دراستها للحصول على درجة الماجستير في الاستشارة للمنظمات في جامعة تل أبيب، إنها تمثل نفسها ولا تمثل مواقف الحكومة. وأضافت قائلة: "أنا أمثل نفسي كعربية مسلمة أعيش في دولة إسرائيل، وكامرأة ليبرالية وحرة، على العكس من نساء عربيات أخريات يعشن في دول عربية مختلفة ولا يتمتعن بحقوق الإنسان الأساسية، مثل الاحترام وحرية التعبير."

خلال رحلتها في جنوب أفريقيا واجهت خلايلة ورفاقها ردود فعل عدائية تجاه إسرائيل من قبل طلاب مؤيدين للفلسطينيين، لكنها أيضا تلقت ردود فعل إيجابية من مجموعات داعمة لإسرائيل. وفي هذا السياق، قالت خلايلة: "يوجد هنا في جنوب إفريقيا أشخاص يطالبون بمقاطعتنا، ويدعون بوجود تفرقة على أساس عنصري في إسرائيل، لكن أنا أحاول أن أظهر أن إسرائيل هي دولة مختلفة كلياً عما يعتقدون."
كان من الممكن أن يؤدي اختيار خلايلة غير العادي إلى ردود فعل قاسية من البيت، لكن خلايلة تقول إن عائلتها تتقبل الوضع بكل تفهم. وأضافت خلايلة: "لحسن الحظ فقد ترعرعت في بيت ليبرالي ومنفتح. أنا متزوجة من شاب عربي من الجليل يمنحني كل الدعم ويقدر ما أقوم به."

لأول مرة: قبول عائلة درزية كأعضاء في كيبوتس

لأول مرة: قبول عائلة درزية كأعضاء في كيبوتس
يسكن أبناء عائلة طافش في كيبوتس أليباز في منطقة العربا منذ نحو خمس سنوات، وفي الأسبوع الماضي تم قبولهم كأعضاء في الكيوبتس في أعقاب تصويت الأعضاء بهذا الخصوص.
جاكي خوري
حققت عائلة طافش الدرزية التي كانت تقيم في الأصل في قرية بيت جن في الجليل الأعلى سابقة تاريخية عندما تم قبول أفرادها كأعضاء في كيبوتس.
يسكن أفراد العائلة - الزوج هزاع والزوجة نبال طافش - في كيبوتس أليباز في منطقة العربا منذ عام 2007، وفي الأسبوع الماضي حصلت العائلة على عضوية في الكيبوتس بعد أن صوت أعضاء الكيبوتس بأغلبية ساحقة لصالح قبولهم كأعضاء في الكيبوتس. للزوجين أربعة أولاد، اثنان منهما راشدان، أحدهما يبلغ من العمر 21 سنة والآخر 26 سنة ويسكنان في وسط البلاد بغرض الدراسة والعمل، واثنان آخران أعمارهما 13 و 15 ويسكنان مع والديهما في الكيبوتس.

لقد ترك الأب هزاع قرية بيت جن في عام 1987 وانتقل للسكن في ايلات في إطار عمله في سلطة حماية الطبيعة. ثم انتقلت العائلة لتسكن في المحمية الطبيعية، واليوم يعمل الوالد كمرشد سياحي للسائحين الذين يأتون إلى المنطقة.
أما زوجته نبال، التي تبلغ من العمر 47 عاماً، فهي تعمل مسؤولة عن غرف الاستضافة في كيبوتس قطورة.
يقول هزاع بأنه هو وزوجته وقعا في غرام كيبوتس أليباز منذ اليوم الأول، وأضاف قائلاً: "منذ اللحظة التي وصلنا فيها إلى الكيبوتس سحرنا المكان بجماله واندمجنا فيه، مما دفعنا إلى تقديم طلب للانتماء إليه، وأنا مسرور جداً لأنه قد تم قبولنا، لأن هذا يعطينا شعوراً بالطمأنينة والأمان من أجل المستقبل، وإلا لكان علينا أن نغادر. لقد منحنا الناس هنا شعوراً بالحب، وساعدونا في كل شيء وهذا يعطينا شعوراً حميماً."
هزاع ونبال طافش، البارحة في كيبوتس اليباز. "منذ اللحظة التي وصلنا فيها إلى الكيبوتس سحرنا المكان بجماله" تصوير: ايلان اسياغ
يعتبر كيبوتس أليباز كيبوتس علماني ويتبع للمجلس الإقليمي ايلوت ويقع في مدخل متنزه تمناع، على بعد نحو 25 كيلومتر من إيلات. يبلغ عدد السكان فيه حوالي 29 عائلة والمصدر الرئيسي للرزق في المكان هو الزراعة.
هذه ليست الحالة الأولى التي يُقبل فيها أبناء الأقليات للكيبوتس. في تموز 2008 تم قبول أمل كرميه، وهي امرأة مسلمة من بلدة قلنسوة، كعضو في كيبوتس نير ألياهو في منطقة الشارون، وبعد ذلك بعدة أشهر تم قبول روني عوبد، الذي ينتمي إلى السكان البدو، في كيبوتس عين هشوفيط في منطقة مرج ابن عامر.
يدرك كل من هزاع ونبال جيداً الحوار الذي يدور بين أقطاب المجتمع بخصوص قضية سكن عرب في بلدات جماهيرية والقوانين المثيرة للجدل التي يتم سنها في هذا الشأن، لكنهما يقولان إن مثل هذه الأمور لا تثير اهتمامهما.
يقول هزاع: "العنصرية لا تخص اليهود والعرب فقط، فالعنصرية موجودة في كل مكان، لكن أنا شخصياً وسائر أعضاء المجتمع هنا نثبت بأنه يمكن التصرف بصورة مختلفة."
أما سكرتير الكيبوتس، ايلان بديل، فلا يتطرق إلى القرار والتصويت على أنهما سابقة تاريخية ذات أبعاد وتأثيرات سياسية واجتماعية، حيث يقول: "لم يكن هناك أي سبب يمنع استيعابهما كأعضاء. نحن لا ننظر إليهما بشكل مختلف، إنما ننظر إليهما كجزء من المجتمع هنا. إنهما على تواصل مع المجتمع المحلي وقد تعلمنا منهما التسامح وقبول الطرف الآخر والمختلف. لم يتطرق النقاش في الجمعية بخصوص قبولهم كأعضاء إلى مسألة أصلهم أو دينهم، إنما تركز النقاش على أمور أخرى مثل الجيل، لأن هناك بعض الأعضاء الذين اعترضوا على كبر سنهما لأننا هنا مجتمع صغير وشاب، لكن في نهاية المطاف تم قبولهما بكل ترحيب ومحبة."
 وتابع بديل قائلاً: "لا يمكن المقارنة بيننا وبين أماكن أخرى فيها لجان تقبل العضوية في الكيبوتس على أساس المهنة. نحن نثبت بأنه يمكن العيش بشكل مختلف ونستثمر جهوداً كبيرة في استيعاب عائلات ومرشحين آخرين أقاموا في الكيبوتس من قبل."

دراسة: طلاب الثانوية العرب يفضلون دراسة مهنة الطب

دراسة: طلاب الثانوية العرب يفضلون دراسة مهنة الطب
نير ياهف
لتعلم كل أم عربية أن المزيد من طلاب المرحلة الثانوية في الوسط العربي يطمحون لتحقيق حلم كل أم أو أب، ويرغبون بدراسة مهنة الطب. العقبة هي "فجوة تُقدر بـ 105 علامات في امتحان القبول للجامعة-البسيخومتري ما بين من يتقدمون للامتحان بالعبرية والعربية."

يبدو أن حلم كل أم يهودية-بولونية هو أن ترى ابنها طبيباً يتحقق في هذه الأيام بالذات لدى الأم العربية الإسرائيلية. حيث كشف دراسة جديدة يفترض أن تنشر عما قريب أن ما نسبته 28% من بين طلاب المرحلة الثانوية المعنيين بالاستمرار في دراستهم الأكاديمية يرغبون بتعلم مهنة الطب. وهناك 27% من الطلاب الآخرين معنيون بتعلم مهن مساعدة للطب و 28% يرغبون بدراسة مهن تتعلق بالعلوم الاجتماعية والعلوم الأدبية. ما يثير الدهشة في هذه النسب هو وجود توجه لدى عدد أكبر من الطلاب العرب نحو التكنولوجيا، على العكس من الماضي، وهناك 10% من الأشخاص الذين قالوا إنهم سوف يتوجهون لدراسة الهندسة.
لقد اختبرت الدراسة التي أعدها د. خالد أبو عصبة ومحمد أبو نصرة برعاية مركز البحث والتطوير في المثلث، آراء نحو 700 طالب في المرحلة الثانوية من الوسط العربي من طبقة اجتماعية-اقتصادية مرتفعة وذوي توجهات تعليمية عالية. حاول أصحاب الدراسة أن يختبروا إن كان الطلاب ينوون الاستمرار في التعليم العالي، وما هو المجال الذي ينوون الانخراط فيه، ومن يتخذ القرار نيابة عنهم في هذا الموضوع، وما هي العوامل التي تؤثر على اختيار مجال التعليم. حصل السبع مائة شخص الذين تم اختبارهم على استبيان مغلق تم إعداده خصيصاً لاحتياجات الدراسة واعتمدت استنتاجات الدراسة على الأجوبة التي قدمت لهذا الاستبيان.
ثلث طلاب المرحلة الثانوية العرب الذي ينوون استكمال دراستهم في الجامعات يرغبون بدراسة الطب (صورة للشرح) (تصوير: shutterStock).
"تحتل التربية مكاناً مركزياً من وجهة نظر الأسر العربية"
توصلت الدراسة إلى أن الأغلبية الساحقة من الطلاب (94.7%) معنية باستكمال دراستها الأكاديمية، فيما كانت نسبة الطالبات أكثر من الطلاب، حيث أن هناك 96.2% من الطالبات معنيات بإكمال دراستهن الأكاديمية مقابل 91.5% من الطلاب. وهذا يشكل استمراراً للاتجاه الذي بدأ في سنوات التسعينيات من حيث ارتفاع نسبة النساء العربيات في المؤسسات الأكاديمية. كما أظهرت الدراسة أيضاً أن التربية موجودة في موضع مركزي في نظر الأهالي العرب، فهناك 90.1% من الأهالي يشجعون أولادهم من أجل الحصول على مستوى عال من الثقافة والدراسات العليا.
بالنسبة للعوامل التي تؤثر على اختيار مجال التعليم، اكتشفت الدراسة بشكل مفاجئ بأنه على العكس مما كان في الماضي، فإن الطلاب بأنفسهم هم اللذين يختارون المهنة، وقد أظهرت الدراسة أن 91.9% من الطلاب الذين تعرضوا للسؤال حول ذلك ذكروا بأن تفضيلهم الشخصي "يؤثر بدرجة كبيرة" على اختيار مجال التعليم. أما فيما يتعلق بالعاملين القائمين في الدرجة الثانية من ناحية مستوى التأثير على اختيار مجال التعليم فهما القدرة الشخصية للطالب وإمكانيات العمل في هذه المهنة (87% لكل واحد من هذين العاملين). وبالنسبة لمكانة المهنة والدخل المالي من المهنة، فهما موجودان في مكان منخفض في سلم التدريج، وفي المكان الأخير وبشكل مفاجئ تظهر "رغبة الأهل".
"الانجليزية هي لغة أجنبية ثانية بالنسبة للطلاب العرب"
يقول د. خالد أبو عصبة الذي يشغل منصب رئيس معهد "مسار" للبحوث متحدثاً في اللقاء الذي أجريناه معه: "ما اكتشفناه في الدراسة هو انه يوجد ميول في أوساط الطلاب العرب نحو دراسة مواضيع لم يتوجهوا إليها في الماضي، مثل الهندسة ومواضيع تكنولوجية أخرى." وتابع د. أبو عصبة قائلاً: "يعود السبب في ذلك إلى أن الطلاب العرب يواجهون عدداً من العقبات التي تخص المواضيع التقليدية، منها أولاً، إنه من الصعب

Popular Posts