maheronline

ماهر انلاين: موقع سياسي اجتماعي بختص في الأخبار السياسية والأحداث على الساحة العربية الإسرائيلية ونزاعاتها مع الدول الغربية وإيران وإسرائيل

الشريط الإخباري لموقع الجزيرة نت

الأربعاء، 2 مايو 2012

قانون عارضات الأزياء سابقة على المستوى العالمي: "محفز لدول أخرى"

قانون عارضات الأزياء سابقة على المستوى العالمي: "محفز لدول أخرى"
نشرت الصحف الأجنبية تقارير موسعة عن القانون الإسرائيلي الذي يهدف إلى محاربة اضطرابات الأكل. إحدى عارضات الأزياء السمينات قالت في مقابلة مع شبكة CNN الإخبارية: "هذا رائع"، وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن "إسرائيل هي الدولة الأولى، وربما تتبعها بعض الدول في الوقت الحاضر."
أثار قانون عارضات الأزياء الذي تمت المصادقة عليه يوم أمس في الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة ردود فعل في أماكن مختلفة في أنحاء العالم العالم، حيث تساءلت وسائل أعلام بارزة في أنحاء المعمورة فيما إذا كان هذا القانون الإسرائيلي الذي يهدف إلى محاربة مرض الأنوريكسيا بين الشبان والشابات سيؤدي فعلاً إلى سن قوانين مشابهة في دول أخرى.
قانون عارضات الأزياء الذي تمت المصادقة عليه يوم أمس في الكنيست الإسرائيلي بالقراءتين الثانية والثالثة يمنع عارضي الأزياء من كلا الجنسين اللذين يعانون من نقص الوزن وسوء التغذية من الظهور في الدعايات أو المنشورات الإسرائيلية. كما تقرر أيضاً في القانون الجديد بأنه في حال تم استعمال أدوات التحرير الخطي مثل الفوتوشوب من أجل تصغير حجم الجسم في الدعايات، فسوف يظهر نص بارز يوضح ذلك. وسوف تطبق مثل هذه الشروط أيضاً على الدعايات التي أعدت خارج البلاد مع عارضي وعارضات أزياء أجانب والتي يتم استيرادها إلى البلاد.

التقرير عن القانون في صحيفة  "ديلي تلغراف"

وقد نشر في زاوية الأزياء والموضة في الصحيفة البريطانية الواسعة الانتشار "ديلي تلغراف" تعليقات حول المصادقة على القانون، وورد في الصحيفة أن إسرائيل هي الدولة الأولى التي تفرض القيود على وزن الحد الأدنى لعارضي وعارضات الأزياء المهنيين. "يبدو أننا نتحدث هنا عن سابقة هي الأولى من نوعها من قبل أي حكومة من حيث سن القوانين الداعية لمحاربة صناعة الأزياء المتهمة في كثير من الأحيان بتشجيع اضطرابات الأكل من خلال عرض نقص الوزن والنحافة بشكل متطرف على أنه هو الشيء المثالي، وقد يتحول القانون إلى نموذج يحتذى به في دول أخرى تعمل على محاربة ظاهرة تفشي مرض الأنوريكسيا والبوليما (الشره المرضي)، خاصة بين النساء اليافعات."
على صعيد مماثل، تطرقت شبكة الـ CNN الأمريكية إلى موضوع القانون الجديد على لسان عارضة الأزياء الأمريكية المشهورة للمقاسات الكبيرة (ايمي-Emme)، التي قالت إن القانون سوف يحث دول أخرى لكي تتخذ إجراءات مماثلة ضد العروض التي يقدمها عارضو وعارضات أزياء يعانون من سوء التغذية.
تقول ايما: "أنا أعتقد أن هذا رائع لأن العديد من النساء والرجال يتنافسون من أجل الوصول إلى مظهر غير طبيعي وغير صحي." وقد أضافت العارضة متحدثة إلى الشبكة الأمريكية بأن بريطانيا أيضا تعمل بجدية ضد شركات الدعاية والنشر التي تغير الصور بحيث يظهر الأشخاص فيها بطريقة لا تعكس الواقع أبداً. ومن الصحف التي أشارت إلى هذا القانون، صحيفة "حريات" التركية الواسعة الانتشار.
وقد حدد في القانون الجديد بأن الحد الأدنى لكتلة الجسم (BMI) التي دونها يمنع عارضو وعارضات الأزياء من الظهور هي 18.5. يتم قياس هذه القيمة من خلال العلاقة بين وزن الجسم والطول. وسوف يطلب من الشركة المشغلة بأن توجه عارضات وعارضي الأزياء للقيام بفحص طبي، وبعد ذلك يُحدد فيما إذا كان هؤلاء مؤهلين طبقاً للمعايير الجديدة. يّكر هنا أن النشرات والدعايات غير الموجهة للجمهور الإسرائيلي والدعايات التي لا تحمل أهداف تجارية غير مشمولة في القانون الذي تمت المصادقة عليه.

عيد العاملات: قام طلاب الجامعة بالتنظيف بدلاً من عاملات النظافة

عيد العاملات: قام طلاب الجامعة بالتنظيف بدلاً من عاملات النظافة

تحول في النضال من أجل حقوق العاملات في جامعة تل أبيب، حيث انتظرهن طلاب الجماعة بالورد والطعام وقالوا لهن: اليوم نحن سننظف.
يوفال غورين
عندما وصلت عاملات النظافة المائة والعشرون البارحة إلى جامعة تل أبيب، كان بانتظارهن مفاجأة. فبدلاً من أن يجدن الدلو والمماسح بانتظارهن، وجدن طلاب وطالبات الجامعة الذين يناضلون من أجل تحسين ظروف عملهن. لقد خرجت المبادرة إلى حيز التنفيذ في إطار "اليوم المعكوس" الذي يقام منذ ثلاث سنوات بمناسبة الأول من أيار، وإضافة إلى تبادل الأدوار مع عاملات التنظيف، فقد حضر الطلاب وجبة خفيفة ووزعوا الورود وعلقوا اللوحات التي تتحدث عن حقوقهن الاجتماعية.
وفقاً لما يقوله رئيس اتحاد الطلبة في جامعة تل أبيب، أوري رشتيك، فإنه باستثناء التعاطف مع عاملات النظافة، نحن نتحدث هنا عن جهود تُبذل من أجل تعزيز النضال الذي يخضنه العاملات جنباً إلى جنب مع اتحاد الطلبة من أجل أن يصبحن عاملات تحت إدارة الجامعة وليس من خلال مقاول تشغيل.
وتابع قائلاً: "ربما كان هذا رمزياً، ولكن هذه فرصة لنبين للعاملات والعاملين بأنهم ليسوا وحدهم في نضالهم الاجتماعي العادل من أجل شروط عمل منصفة."
ينظف الطلاب مع عاملات النظافة في جامعة تل أبيب. تصوير: روبين كاسترو

"شعور جيد"
ولكن بالرغم من النية الحسنة لدى الطلاب، واجه العديد من العمال صعوبة في الوقوف والتفرج على الطلاب وهم ينظفون الأرض ويفرغون سلال القمامة في الصفوف والمختبرات، وبعد استراحة قصيرة لشرب القهوة انضموا إليهم وقاموا بأعمال النظافة.
تقول شوشانا بن يشعياهو، وهي تنظف المكتب في الطابق الرابع في بناية "شرمن" في كلية الحقوق: "في الحقيقة لم أعلم بأننا اليوم لن نعمل، لكن أقدر أنهم يقومون بشيء لمساعدتنا، وهذا يمنحنا شعوراً جيداً."
وبعد ذلك، صرحت الطالبة في قسم الأحياء زوهر مئير التي سمعت عن المشروع من قبل اتحاد الطلبة وامتثلت للعمل قائلة: "لا مشكلة بالنسبة لي مع التنظيف، أقوم بهذا في بيتي طيلة الوقت، إن كان بالإمكان تقديم المساعدة لهم ولو حتى ليوم واحد، فلم لا؟."
وقد حظيت مبادرة اتحاد الطلبة بردود فعل كثيرة من قبل الطلاب في صفحة الفيسبوك للتواصل الاجتماعي التابعة لاتحاد الطلبة، حيث تحدث عدد منهم بأنهم لم يتمكنوا من الوصول، وطلبوا أن يعرفوا متى يقام اليوم المعكوس القادم. أحد الطلاب، الذي على ما يبدو لم يمتثل للعمل، تساءل هل يمكن لعمال النظافة أن يحلوا مكانه ويكتبوا بدلاً منه المشروع النهائي في حلقته الدراسية "سمينريون"، والتي عليه أن يقدمها صباح الغد.

الثلاثاء، 1 مايو 2012

فنون الـ "بودو" من أجل السلام (من ترجمتي)


فنون الـ "بودو" من أجل السلام (من ترجمتي)

كثيراً ما كان ينتابني شعور بأن شيئاً ما يحدث دوماً بشكل مقلوب ما بين الإسرائيليين والعرب بشكل عام، ولا شك بأن شيئاً ما قد فوَّت وما يزال يفوِّت حتى اليوم فرصة تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
لقد باتت كلمة سلام كلمة سئمها الجميع، فالحديث عنها دون توقف، لكن الجهود التي تبذل من أجل تحقيقها لا تكاد تذكر.
لقد تعب الناس من تخيلات السلام، لكن الحد الأدنى الذي يمكن القيام به يتم على وجه التحديد من قبل الناس البسطاء، فما هي إلا خطوات صغيرة من أجل هدف صغير له معنى كبير اسمه السلام.
كنت على يقين دوماً بأن السلام يأتي من القاعدة، ومن التجربة الشخصية لكل منا في العلاقات والتعامل ما بين العرب واليهود، أو الإسرائيليين والفلسطينيين. التعايش لمواجهة الحياة المشتركة بشكل يومي هو فقط الذي يسمح ببناء جسور القيم والتفاهم ما بين الشعوب.
هذه المرة أود أن أقدم لكم قصة تكتسب تسارعاً متزايداً في كل يوم ما بين الشباب والكبار في إسرائيل، وفي العالم العربي وفي العالم أجمع. إنها قصة الـ "بودو من أجل السلام". لقد صادفت هذا الأمر لأول مرة من خلال الفيسبوك عندما أرسلت صديقة لي رابطاً لقصة مثيرة للاهتمام عن إسرائيلي يشجع الشباب والشابات في إسرائيل أو خارجها على تعلم فنون القتال كطريقة للمواجهة وكجسر لبناء السلام.

للوهلة الأولى بدا هذا غريباً جداً. ما علاقة فنون القتال بالسلام؟ لا بد من وجود خطأ ما... قررت دخول موقع "بودو من أجل السلام" لأطلع بنفسي على ما يدور من حديث هناك ... لا شك أنكم تعرفون بأن صورة واحدة تساوي ألف كلمة... رأيت في الموقع صورة فتاة عربية ترتدي الحجاب واسمهما أحلام تقوم بربط حزام كراتيه برتقالي لطفل يضع قبعة على رأسه من مطل نتوفا، وهي بلدة يهودية متدينة (حريديم) تقع في شمال البلاد.
كان لزاماً علي أن ألتقي بصاحب هذه الفكرة وصاحب المبادرة، السيد داني حكيم.
لمن لا يعرف من هو داني حكيم مؤسس "بودو من أجل السلام"، وهي منظمة دولية تهدف لاستغلال قيم فنون القتال من أجل الدفع قدماً بالحوار ما بين الأولاد العرب واليهود، ذهبت لألتقي مع داني وإليكم المقابلة التي أجريتها معه

داني، ما هو البودو؟
في الواقع، بودو هي كلمة تربط مفهومين باللغة اليابانية. الكلمة "بو" وتعني نظرية فنون القتال القديمة و "دو" وتعني الطريقة. كلمة "بودو" هي الفن والطريقة التي تستخدم لمنع النزاعات عن طريق قيم فنون القتال القديمة مثل: الانسجام والاحترام المتبادل والسيطرة على النفس وتطوير الذات. يميل الناس للاعتقاد بأننا نتحدث عن تقنية أخرى للعنف وأنا أقول بأن العكس هو الصحيح، إذ إن هذا الفن يهدف إلى منع النزاعات والصراعات. عليك أن تأتي من مكان قوة سواء من ناحية النفس أو الجسد. عليك أن تعرف كيف تحافظ على ما هو لك ومن حقك من دون أن تستهزئ بمن يقف أمامك،  وبالمناسبة، الشخص الذي يقف أمامك ليس خصمك بل شريكك في النزاع.
كيف توصلت إلى "بودو"؟
والدي ووالدتي بالأصل من مواليد الإسكندرية في مصر، وقد تزوجا في القاهرة حيث عملا وسكنا هناك واختلطا بالسكان المحليين، وما زلت أذكر أمي وهي تطبخ الملوخية - أحد المأكولات المصرية المفضلة لديّ.
بعد حرب الاستنزاف بين إسرائيل ومصر في عام 1969، قررت العائلة مباشرة أن تنتقل إلى أستراليا لأن والدتي لم ترغب لي أن أعيش في مكان تملؤه الحروب، عندما انتقلنا للعيش في أستراليا تذكرت الأيام الجيدة التي عشتها في القاهرة.
ولدت في استراليا لعائلة يهودية مهاجرة من مصر. في سن مبكر نسبياً، ومباشرة بعد البارميتسفا (عندما كان عمري 13 سنة) اشترت لي جدتي رحمها الله بدلة تدريب للكراتيه كهدية. هكذا بدأت طريقي، وقعت في حب تقنيات فنون القتال في سن مبكرة وقررت أن أستمر إلى "البودو".

بعد فترة سافرت إلى اليابان لأكمل تعلم الطريقة هناك. وبعد أن قضيت عدة سنوات في اليابان، عدت إلى أستراليا ودربت منتخباً أستراليا حتى أننا مثلنا أستراليا في العديد من المسابقات الدولية.
ومع ذلك كنت أشعر بان هناك شيء ما ينقصني... أردت أن أحول حياتي وحبي لهوايتي إلى شيء أكبر. وفيما بعد، وصلت إلى البلاد وهنا رأيت حلمي ينمو ويتحول إلى حقيقة. حيث من المعروف أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قائم منذ زمن بعيد، وقد اضطررت بأن أواجه جزءاً منه عندما كنت صغيراً في أستراليا البعيدة. عرفت أيضاً أن الحياة اليومية هنا في إسرائيل تفسح المجال أمام عقد لقاءات عشوائية ما بين العرب واليهود وما بين الفلسطينيين والإسرائيليين... وهذا ما دفعني إلى تحريك المشروع الذي يشمل اليوم 20 "دوجوز" (نوادي متخصصة في فنون القتال) في كل البلاد، في الشمال والجنوب والوسط، وفي بلدات عربية ويهودية يقيم فيها متدينون وعلمانيون على حد سواء..  

كيف يعمل هذا؟
الأمر بسيط. نبحث عن بلدات عربية ويهودية بالتوازن - 50-50. هذه هي المعادلة، حيث نمارس  50% من نشاطنا في بلدات عربية والـ 50% الأخرى في بلدات يهودية. ثم نبحث عن مرشدين ومرشدات عرب ويهود ونتشاور جميعاً ونقترح النشاط والفعاليات على آلاف الأطفال في سن 9 - 12 سنة مرة في الأسبوع، فيحضر الأطفال للتدريب. يشمل التدريب قسم جسدي وذهني أيضاً. من المهم بالنسبة لنا أن ندفع بالحد الأقصى مسألة قيم "البودو" والاحترام المتبادل والاعتماد على النفس وتطوير الذات. ونقوم في كل مرة بعقد لقاءات مشتركة ونقوم بدعوة عدد من النوادي للتدرب بشكل مشترك. وهنا يتم بناء الروابط والعلاقات والتجارب الخاصة بالفعاليات المشتركة.

الآن، وبشكل جدي، أولاد عرب ويهود في تدريب مشترك! كيف يحدث هذا من دون خوف؟ ألا تتحدثون عن السياسة؟ نحن لا نعيش بمعزل عن الحياة اليومية وأنت تعرف أفضل مني بأن السياسة لا تترك أي شيء دون أن تدخل فيه.

أود أن ألفت الانتباه إلى أننا لا نتطرق إلى شؤون السلام، بل نترك هذا لرجال السياسية. نحن نتخصص في العمل. هذا أمر أسهل على الأطفال. هناك خوف وجهل، ونحن نرى ذلك في عيون الأطفال. لكن، في اللحظة التي نتدرب فيها مع بعضنا البعض، نحن نخلق لغة مشتركة ثالثة وهي لغة الـ "بودو"، والكل يعرف هذه اللغة وهذا يسمح لنا بان نجسر الهوة.
أنت على حق، فالسياسية في كل مكان. نحن لا نتجاهل ذلك، لكننا نحاول أن نبني الجسور ونجد فرصاً للحوار. سوف أعطيك مثالاً بسيطاً: نحن نقوم بتفعيل نشاطات في بلدتين في الشمال وهما البلدة اليهودية متسبي نتوفا والثانية هي البعينة- النجيدات وهي بلدة عربية. قبل عامين فكرنا بالقيام بنشاط مشترك ما بين البلدتين، وهو نشاط في الخارج يشمل المشي في شمال البلاد والتدرب بشكل مشترك في الطبيعة. شعر الأطفال من خلال هذا النشاط بالبهجة والسرور بحضور الأهل والمدربين في الرحلة. وقبل الحدث بيومين وقعت أحداث أسطول مرمرة (أسطول الحرية)، وانشغل العالم بأكمله بالأمر وكان هناك قتلى ومصابين وكانت الحياة على المستوى السياسي في البلاد صاخبة للغاية. لم نعرف ماذا نفعل وفكرنا بأن نؤجل النشاط. ولكن الأمر الذي فاجأني هو أن أهالي الأطفال من بلدة متسبي نتوفا والبعينة - النجيدات اتصلوا بنا وطلبوا بأن نقيم الفعالية المشتركة. وبالفعل هذا ما فعلناه. أقول لك أكثر من هذا. لدينا اليوم نشاط "بودو" في الأردن وفي تركيا على الرغم من التوتر بين إسرائيل وهذه الدول في الآونة الأخيرة. كما قلت لك كله يأتي من القاعدة، أي من الناس في الشارع ومن الأطفال ومن الحياة اليومية.

سوف أطرح عليك سؤالاً أخيراً: ما هي نظرتك نحو المستقبل؟ أين سترى هذه الفعاليات التي تقوم بها بعد خمس سنوات؟
في هذه الأيام نحن نبحث عن شركاء ونحقق نجاحاً بتجنيد النشطاء في إسرائيل والأردن وفلسطين وتركيا. أعتقد أنه بعد خمس سنوات سوف يكون لدينا حوالي 1000 نادي "بودو" في مناطق الصراع وسوف نصل إلى هناك.
بعد اللقاء مع داني ومعرفتي بفنون "بودو للسلام" ازداد إيماني بأن الطريق لا يزال طويلاً. نحن نحصل على السلام من مكان القوة والتسامح والاحترام المتبادل. يمكن أن يصمد السلام بشكل حقيقي فقط إن كان يعكس رغبة الشعوب بالأخوة، وكل شيء يأتي من القاعدة...

يائير لبيد - مقدم برامج تلفزيون وكاتب إسرائيلي

يائير لبيد - مقدم برامج تلفزيون وكاتب إسرائيلي

ولد يائير لبيد في 5 تشرين الثاني من العام 1963 (وهو صحفي ومقدم برامج تلفزيون وكاتب إسرائيلي). في شهر كانون ثاني من العام 2012 أعلن عن دخوله إلى مجال السياسية قبيل الانتخابات القادمة.


عائلته


لبيد هو ابن الكاتب والصحفي ورجل السياسة يوسف لبيد والأديبة شلوميت لبيد، ولد في تل أبيب، وتربى وترعرع في لندن وفي تل أبيب. يائير لبيد خريج مدرسة الجيمناسيا العبرية في هرتلسيا، وقد شهد والده بأنه كان شاباً متمرداً هرب من المنزل وتعلم كيفي يسكن لوحده في ظروف صعبة. وقد قال والداه بأنهما قد يئسا منه حتى التحق بجيش الدفاع وعاد إلى المسار الطبيعي.


شقيقته، ميخال دوربان، قتلت في حادث طرق في عام 1984، وشقيقته الثانية، ميراف ، تعمل أخصائية في علم النفس الإكلينيكي.


في منتصف الثمانينيات تزوج يائير من تمار ورزق بمولود ذكر. وفي سنوات التسعينيات تزوج ثانية من المصورة ليهي لبيد، ورزقا بابن وابنة. ومن المعروف عن لبيد بأنه من هواة الملاكمة.




النشاط السياسي


في بداية عام 2010 كثرت الإشاعات في وسائل الإعلام عن إمكانية دخوله للسياسة، وقد تعرض لانتقادات بسبب تناقض المصالح وعمله في الإعلام.


في كانون الثاني 2010، وبعد المصادقة على القانون الذي ينص على وجوب خضوع الصحفيين المعنيين بالانضمام للسياسة لفترة تبريد، أعلن عن تخليه عن عمله في شبكة الأخبار التابعة للقناة الثانية ودخوله حلبة السياسة قبيل الانتخابات القادمة. وحسب ما نشر في وسائل الإعلام، فقد قام بهذا العمل تبعاً لنصيحة رئيس الحكومة السابق ايهود أولمرت. على الرغم من الاهتمام المكثف من قبل وسائل الإعلام بالخطوة التي قام بها، فضل لبيد ألا يجري أي مقابلات، وقرر أن يواجه الجمهور مباشرة من خلال صفحة الفيسبوك الخاصة به. 


في شهر نيسان 2012 أعلن لبيد بأن اسم حزبه الجديد سوف يكون "مستقبل".


لم يقم لبيد بعد بنشر جدول عمل الحزب الذي ينوي خوض الانتخابات من خلاله، ولكن على ما يبدو فإن برنامج الحزب سوف يركز على المجال الاجتماعي وتقوية الطبقة العاملة مع محاولة التوصل لحل النزاع بين إسرائيل وجيرانها.
نشاطه على ساحة مواقع التواصل الاجتماعي
بعد الإعلان عن دخوله الحياة السياسية قلل لبيد من تقديمه لمقابلات وفضل التواصل مع الجمهور من خلال صفحة الفيسبوك الشعبية الخاصة به، حيث يتبعه أكثر من 50,000 شخص. يعرب لبيد من خلال الصفحة عن آرائه حول مواضيع متعددة تخص أحداث الساعة، ويحرص على الإجابة عن أسئلة المتصفحين.

شخصية إعلامية ومنتج أيضا


بدأ لبيد بالعمل كمراسل في صحيفة معاريف، وفي عام 1988 تم تعيينه كمحرر للصحيفة المحلية "صحيفة تل أبيب" في مدينة تل أبيب.


في عام 1991 بدأ يكتب زاوية أسبوعية في مجلة نهاية الأسبوع، وفي البداية في "معاريف" ومن ثم في الصحيفة ذات الانتشار الأوسع في البلاد "يديعوت أحرونوت"، حيث يكتب هناك حتى يومنا هذا.


في عام 1995 بدأ بتقديم برنامج الاستضافة الرئيسي في القناة الأولى، التي كانت تبث في ليلة السبت. ومنذ العام 1997 قام بتقديم برنامج اللقاءات "يائير لبيد مباشر في العاشرة" وفي السنوات 2000-2008 قدم برنامج الاستضافة ذو الشعبية "يائير لبيد".


كتب لبيد أحد عشرة كتاباً، من بينها كتب التشويق "الرأس المزدوج"، و "الأحجية السادسة"، و "المرأة الثانية"، والقصة الغرامية "غروب الشمس في موسكو" والسيرة الذاتية لوالده "ذكريات بعد موتي: قصة يوسف (تومي) لبيد".


في كانون الثاني من العام 2008 بدأ بتقديم برنامج الأخبار الذي يحظى بشعبية واسعة في أيام الجمعة "أستوديو الجمعة".

البشارة وفقاً للناصرة: فنادق بوتيك وحانات وارتفاع في عدد السائحين (من ترجمتي)


البشارة وفقاً للناصرة: فنادق بوتيك وحانات وارتفاع في عدد السائحين (من ترجمتي)

المدينة العربية الأكبر في البلاد تتقدم لتصبح خلال العامين الماضيين على الخارطة السياحة بالنسبة للإسرائيليين، ولا عجب إن لم تتمكنوا من العثور على أماكن لإيقاف سياراتكم!

رينا روزينبرغ

في اللحظة التي ترون فيها مكاناً شاغراً لإيقاف السيارة عند مدخل الناصرة، لا تفكروا مرتين، بل عليكم بالوقوف دون تردد. ضائقة العثور على أماكن إيقاف للسيارات في مركز المدينة العربية الأكبر في إسرائيل هي سبب واحد فقط لإيقاف السيارة مباشرة عندما تصلون إلى المدينة، لكنه ليس السبب الوحيد. يقول أحد السائقين الذي رافقنا خلال الجولة في المدينة وهو يقود السيارة إلى شارع في مدخله شارة "ممنوع الدخول" بخط أحمر فاقع إن "شارات المرور في شوارع الناصرة هي بمثابة توصية فقط.".

أقوال السائق تدعم ما لا يتفاجأ به سائقو في الاتجاه المقابل عندما تسير أحد السيارات ضد حركة السير في الشارع ذي الاتجاه الواحد. ويتابع السائق قائلاً: "من ينجح في قيادة السيارة في الناصرة من دون التسبب بحادث سير، يمكنه أن يحترف السواقة في أي مكان في العالم."

تعتبر ضائقة إيقاف السيارات في المدينة مشكلة قديمة. ولكن المشكلة تفاقمت حدتها في العامين الماضيين بعد أن اكتشف السائح الإسرائيلي أجواء المدينة، فأصبحت هذه المشكلة بالطبع من المشاكل التي يغلب عليها الطابع الإيجابي نتيجة للحركة السياحية.

تقول أورلي من رمات هشارون، التي وصلت لقضاء عضلة في المدينة: "أشعر بأنها مدينة عالمية. اليهود والعرب والمسيحيون والمسلمون والسياح جميعهم وحدة واحدة. أشعر وكأنني موجودة في خارج البلاد. هذه ليست المرة الأولى التي أحضر فيها إلى الناصرة، لكن الأمر يختلف تماماً هذه المرة: ثمة شيء ما يحدث هنا ويتجدد، وكأن المدينة حصلت على روح جديدة وعادت إليها الحياة."

إحساس أورلي في محله، فمدينة الناصرة تعيش في خضم حركة سياحية قوية من الصعب عدم ملاحظتها. في العامين الماضيين طرأ ارتفاع بنسبة 39% على عدد السياح الإسرائيليين المقيمين في فنادق المدينة، حيث تم إقامة نحو 350 غرفة استضافة جديدة في المدينة وفتح أكثر من عشر مطاعم جديدة. كذلك تم افتتاح مشاريع سياحية جديدة، مثل مركز مريم الدولي، الذي يقدم جولة افتراضية تحكي قصة حياة والدة المسيح.

طارق شحادة، الذي يشغل منصب المدير العام لجمعية السياحة في الناصرة، يتحدث عن التغيير الجوهري الذي شهدته المدينة قائلاً: "قبل عشر سنوات لم يكن هنا أي شيء، واليوم تعتبر المدينة قوة عظمى في مجال خدمات الطعام."

لم يعد دُخُل وحده، وهو الشيف الأسطوري والمشهور من مطعم ديانا، أحد رموز عالم الطعام في الناصرة والذي كان في العقد الماضي الممثل الوحيد لهذا العالم في المدينة. يقول حيليك غورفينكل، ناقد المطاعم في موقع "مبا": " لو فُتحت عشرة مطاعم في خلال بضع سنوات في تل أبيب فهذا لن يثير انطباع أي شخص، لكن عندما يدور الحديث عن مدينة عربية في شمال البلاد، فهذا حقاً مثير للانطباع."

قوة عظمى في مجال الطعام
الأمر لا يتعلق بعدد المطاعم المثيرة للانطباع فحسب، بل هناك ميزات تتمتع بها المطاعم الخاصة التي فُتحت في الناصرة والتي تلعب دوراً مهماً في تنشيط الحركة السياحية في المدينة. مطعم "صدفة" هو أحد المطاعم الرائدة في المدينة، الذي لا يمكنكم أن تجدوا فيه مكاناً في نهاية الأسبوع إلا إذا حجزتم مسبقاً، ويقع هذا المطعم في ساحة العين. المطعم هو عبارة عن مبنى قديم يعود تاريخه إلى ما قبل 200 سنة خلال فترة الحكم العثماني بجدرانه الحجرية السميكة وأسقفه المقعرة ونوافذه المقوسة وبئر الماء الذي ما زال موجوداً في الساحة الداخلية للمطعم.

وقبل أن تبدأ السهرة في مطعم "صدفة" يجلس زوج من السياح يحملان كؤوس النبيذ وإلى جانبهما رجل ينتظر رفيقته وبيده كأس ويسكي. وفي اللحظة التي ندخل فيها المكان، من الصعب ألا نلحظ الحانة التي تنعكس من الفاترينا. حول هذا الترتيب تقول صاحبة المطعم ماري أبو جابر: "هذا مقصود. أردت أن أشدد على مسألة الكحول، والتي هي جزء من ثقافة الوسط العربي. لسبب ما يحاولون إخفاء هذا الترتيب نظراً لوجود آراء مسبقة حول هذا الموضوع، لكنني فخورة بهذا."

تُقدم الكحول في أماكن أخرى من المدينة أيضاً على الرغم من أنها تضم مجتمعات مسلمة. قبل نحو عام افتتح هشام خليلية حانة مسك تضاهي في تصميمها حانات تل أبيب الفخمة. كذلك في فندق البوتيك في الناصرة افتتحت مؤخراً حانة في الساحة الخلفية من الفندق، علماً بأن الجمهور في المدينة قد "ظمأ" لذلك.

لكننا وجدنا الكحول الفريدة من نوعها في مكان آخر. وجدنا هذه الكحول في مطعم الرضا، الذي يحمل شارة "يوصى به من قبل موقع مبا"، على الرغم من أن المطعم موجود في مبنى قديم. إلى جانب جدران الحجر، هناك الأثاث القديم وصورة كبيرة لأم كلثوم ("أغاني أم كلثوم هي الموسيقى الوحيدة التي نسمعها في ساعات الليل"). يحتفظ صاحب المطعم، السيد ظاهر زيداني، بأكثر من 30 زجاجة كونياك وأرمينياك وروم في خزانة زجاجية خاصة في مدخل المطعم، وقد برر احتفاظه بهذه الأنواع من المشروبات حينما قال: "أريد أن أعرّف الناس على آفاق عالم جديد، وألا يشربوا الفودكا وجوني ووكر دوماً".

على العكس من الصورة التي نضعها في خيالنا، فإن المطاعم الجديدة التي أقيمت في المدينة لا تقدم الطعام العربي الكلاسيكي، بل تدمج ما بينه وبين المطبخ الغربي. على سبيل المثال، في مطعم "صدفة" نجد من الطعام الغربي وجبة "لحم تريو" التي تشمل أضلاع من لحم الضأن وقطع فيليه من لحم العجل وسينتا، لكن المطعم يقدم أيضاً وجبة طاجين شريمبس في الفرن مع طحينة وبصل. في مطعم الرضا يقدمون وجبات لحوم مثل الكباب من لحم الضأن والعجل على الفحم، إلى جانب وجبات أولى مثل ترتر سلومون مدخن. يقول غورفينكل: "تتوجه المطاعم الجديدة في المدينة إلى الجمهور المحلي، ومن حقه أن يرغب بوجبات غير الطعام العربي". من خلال التصفح في قائمة الطعام يمكن أن نرى أيضاً بأن الأسعار غربية. على سبيل المثال، يصل سعر الفواكه إلى 90 شيكل، وتصل أسعار وجبات اللحوم إلى 130 شيكل. يتساءل غورفينكل "متى كتب على العربي أن يبيع بأسعار رخيصة؟ الناس الذين دفعوا هذه الأسعار في الناصرة ويتذمرون بشان ذلك كانوا قد دفعوا قبل يوم نفس السعر على وجبة مشابهة في تل أبيب، لذلك يجب ألا يكونوا مداهنين."

لقد صدر في الآونة الأخيرة كتاب يتوج التغيير في عالم الطعام في المدينة، وهذا الكتاب بقلم الينور رابين، التي تؤلف كتب الطبخ. تشير المؤلفة في كتابها إلى أن المدينة "تحولت إلى مركز لمطاعم تقدم أنواع مثيرة من الطعام، فقد تحولت في وقت قصير للغاية من مطاعم تقدم الحمص والطحينة وأضلاع لحوم الضأن على الفحم والحلويات كالبقلاوة إلى مطاعم راقية تقدم وجبات تضاهي أفخر وأفضل المطاعم في إسرائيل".

على الرغم الإعجاب الذي يظهره الزوار لهذا التغيير، وعلى الرغم من زخم الحركة في المدينة، ما زال معظم أصحاب المطاعم يعتمدون على السكان المحليين كمصدر رئيسي للرزق. تقول أبو جابر: "السياحة إلى الناصرة هشة جداً.ً يمكن أن يقع غداً حادث على خلفية أمنية في المدينة، وقد يتوقف الناس عن الحضور إلى هنا."

فنادق بوتيك بأسعار معقولة   
على مقربة من مطعم "صدفة"، أقيم قبل نحو نصف سنة فندق بوتيك فيلا الناصرة. قبل أقامته كانت المكان مدرسة ابتدائية، لكن عندما انتهى العقد بين البلدية ومجلس الطائفة الأرثوذكسية، التي يتبع إليها المنزل، استغل أمير شحادة المسألة وهو شاب يبلغ من العمر 31 سنة، ومصمم معماري، وقرر أن يحول المكان إلى فندق بوتيك.

يقول شحادة، الذي استثمر في المكان مبلغ 3.5 مليون شيكل: "أحببت جداً دراسة الفن المعماري، لكن بعد أن صممت عدداً من الفيلات أدركت أن هذا لا يناسبني مع كل ما يحيط بهذا العمل من البيروقراطية. خرجت في رحلة إلى أفريقيا لمدة سنة، وعندما عدت قررت الانتقال إلى مجال الإدارة الفندقية."

ينضم فندق فيلا الناصرة إلى عدد من الفنادق الجديدة التي أقيمت في المدينة في العامين الماضيين، ومن ضمنها غولدن كراون في البلدة القديمة، وغاردينيا وفندق نوتردام. يمكن القول بشكل عام إن النهضة في مجال السياحة في المدينة في أوجها، حيث قامت دائرة أراضي إسرائيل مؤخراً بشراء قطعتي أرض لإقامة فنادق عليهما، وهناك ثلاثة فنادق أخرى موجودة الآن قيد الإنشاء ومن المفترض أن تضيف للمدينة نحو 430 غرفة أخرى.

يشمل الفندق الجديد الخاص بأمير شحادة 18 غرفة  في طابقين، حيث تمنح جدران الحجر في الواجهة منظراً كلاسيكياً للفندق. وعند دخولك إلى المكان تدرك بأننا نتحدث هنا عن فندق بوتيك عصري بتصميم متميز. على الرغم من ذلك، فإن الأسعار بعيدة جداً عما هو متبع في فنادق البوتيك الجديدة (450-500 شيكل لليلة في نهاية الأسبوع، ويشمل ذلك وجبة الإفطار). يمكنكم أن تجدوا في الناصرة أسعار أرخص من ذلك أيضاً تصل إلى 90 شيكل لكل ليلة   في حال اخترتم النوم في غرفة مشتركة مع عدد من السياح في واحد من بيوت الضيافة في المدينة، مثل نزل فوزي عزار ونزل أبو سعيد. تشجع مثل هذه الأماكن ثقافة التجوال والترحال التي يعشقها الإسرائيليون عندما يتجولون في الشرق الأقصى، لكنهم ينبذونها عندما يكونون في إسرائيل.

الشخص الذي جعل الناصرة وجهة محببة على الرحالة، سواء من الأجانب أو الإسرائيليين، هو معوز يانون البالغ من العمر 37 سنة، وهو من سكان بلدة بنيامينا. افتتح يانون قبل سبع سنوات نزل فوزي عزار في البلدة القديمة في بناية عزبة جميلة كانت مهجورة حتى ذلك الوقت. يوجد في البيت ساحة داخلية واسعة، وأسقف عالية مزينة بالرسومات التي تعود إلى ما قبل أكثر من مئة سنة، ويقدم للضيوف مطبخاً وثلاجة مشتركة. يقول يانون: "كل واحد يشتري الأكل الخاص به ويضع عليه لاصق يحمل اسمه، وهكذا يعرف الجميع بأن اللمس ممنوع ."

منذ ذلك الوقت افتتح يانون المزيد من بيوت الضيافة في الناصرة مع شريكته إيمان زعبي. تقول زعبي: "لا يوجد لدينا بركة وجاكوزي كما هو الحال في الفندق. وحتى أننا اخترنا ألا نضع أجهزة تلفاز في الغرف لكي يتوصل الضيوف مع بعضهم البعض ولا يبقوا في الغرف وحدهم". في نهايات الأسبوع، وفي العطل والأعياد تمتلئ بيوت الضيافة بالعائلات مع الأولاد والعائلات الممتدة التي ترغب بقضاء الوقت سوية. بمقابل ذلك، بالنسبة للسياح من خارج البلاد، فإنهم ينجذبون إلى بيوت الضيافة على مدار السنة. تقول استر أستراخ من كندا، وهي متقاعدة في الستينات من العمر، وكانت تقيم في غرفة مشتركة في نزل فوزي عزار: "عندما أتجول لا يمكنني أن أتكبد كلفة الفندق بشكل يومي، لذلك فأنا أنام في غرفة مشتركة مع أشخاص آخرين، وهذا لا يزعجني."

ربما توفر أستراخ في كلفة المبيت، لكنها لا تترك المال في محفظتها. بعد دقائق من انتهائها من ترتيب حقيبة السفر خاصتها قبيل جولة في المدينة، قامت بدفع نحو 270 شيكل ثمن وسائد تباع في النزل من إنتاج مناطق السلطة الفلسطينية. سألنا أستراخ: "هل اشتريت هذه الوسائد بسبب قيمتها المضافة؟" فأجابت: "لا، بكل بساطة لأنها جميلة في نظري."

يصغي يانون لأقوال أستراخ ويقول: "هذا هو الفرق ما بين سياحة الحجيج وسياحة التجوال. المتجول هو مستهلك للثقافة والحضارة والمقاهي والمتاجر والمعارض، ينثر ماله في العديد من المصالح بشكل أوسع من سياحة الحجيج، التي تقوم وزارة السياحة بالتوجه إليها لجذبها. تقوم استراخ باستثمار مبلغ أقل على سرير المبيت، لكن مساهمتها في المصالح المحلية يمكن أن تكون بعشرة أضعاف من سائح الحج، الذي يدفع نحو 50 دولاراً في اليوم شاملة للإقامة في الفندق ولا شيء غير ذلك."

بالرغم من ذلك، يتذمر يانون ويقول إن المقاهي التي تتوجه لجذب سائحي التجوال لا تتمتع بميزانيات التسويق والدعاية التي تقدمها وزارة السياحة في خارج البلاد، ويضطرون للاعتماد على طرق الدعاية للمصالح بطرق خلاقة. مثلاً، يقوم يانون بنشر دعاية لبيت الاستضافة الخاص به في المدينة من خلال استضافة صحافيين من كل أنحاء العالم، ومن بينهم توني ويلر، مؤسس كتب التجوال "لونلي بلانيت"، الذي مكث في بيت الاستضافة لدى فوزي عزار عدة مرات في الماضي، ويمنحها مكاناً محترماً في كتبه منذ سنوات.

كذلك فإن زعبي تتابع عن كثب النشرات بخصوصها في موقع Tripadvisor ، حيث حصلت فيه على علامة 4.5 من 5، وتحاول أيضاً أن تتنافس بالأسعار المقدمة في موقع Booking، الذي يصل إليها منه العديد من الزبائن.

يقول يانون: "نحن نضيع على أنفسنا هنا سوق يتمتع بجودة عالية. وتقول وزارة السياحة في النشرات التي تقدمها من أجل العلاقات العامة بأنها ترغب في دعم المصالح الصغيرة، لكن هذا لا يحدث على أرض الواقع، لأننا لا نشجع الساحة المستقلة ذاتياً، وإنما نشجع فقط سياحة الحجيج التي تزود شبكات الفنادق الكبيرة فقط، وليس بيوت الضيافة أو المطاعم أو المتاجر والتجار في المدينة.".

البلدة القديمة لا تنطلق
نودع فوزي ونتوجه للقيام بجولة في سوق البلدة القديمة. أورلي على حق، التجول في زقاق البلدة القديمة تجعلك تشعر وكأنك خارج البلاد. ولكن بعد المشي لمسافة قصيرة تشعر بشعور غريب بأن هناك شيء ما ليس على ما يرام هنا. حيث يأخذك الجمال، ولكن في النهاية تدرك الأمر: الأبواب مغلقة والنوافذ موصدة والبلدة القديمة ميتة.

بيوت الضيافة الخاصة التي يمتلكها الشريكان إيمان زعبي ويانون هي جوهرة التاج المهجور في البلدة القديمة، والتي بقيت في الخلف. نمر بالقرب من مقهى الحي التابع لأبي سالم، حيث يجلس المسنون في البلدة سوية ويتحدثون عن أمور الحياة اليومية من خلال ارتشافهم كأس من الشاي مع حب الجوز المكسر، ولا يوجد أحد سواهم في المقهى. كذلك في مقهى ديوان السرايا الموجود في مركز السوق، المعروف بالقطايف المشهورة التي يقدمها من صنع أبو أشرف، تجلس في ساعات الظهيرة زبونة واحدة فقط، وهي سائحة من كندا، أما المدينة فيتجول فيها المئات من السياح.

يقول شحادة، مدير جمعية السياحة في المدينة: "نحن نتحدث عن ولادة متعسرة. الوضع في البلدة القديمة يشبه القيام بإنعاش لشخص ميت. لا شك أن الوضع صعب هنا. مع مر السنين أصيب السوق في البلدة القديمة بالإرهاق وخمدت ناره رويدا رويداً. قبيل خطة الناصرة 2000 التي كانت تهدف للاستعداد لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني واحتفاءً بمولد السيد المسيح، قمنا بإغلاق أجزاء من المنطقة على مراحل وعدد من المصالح لم تتمكن من البقاء في المنطقة ولم تنجو من الترميمات. كذلك، أوقفت الانتفاضة الثانية السياحة، ومما زاد الأمر تعقيداً افتتاح مراكز تجارية عديدة في مناطق قريبة."

في وزارة السياحة يدركون الوضع القائم ويحاولون تقديم المساعدة، حيث أنهم قد استثمروا 6 مليون شيكل في ترميم البنية التحتية في المنطقة. ولكن هذا الاستثمار بعيد كل البعد عن حل الضائقة الحقيقية في البلدة القديمة، يقول يانون: "لقد انشغلوا بالتصليح والترميم، ورمموا الأرضيات والإنارة ورتبوا الأبواب بشكل جميل، لكن هذا لم يساعد أي شخص لأنه لا يوجد أحد هنا يريد أن يفتح مصلحة. لقد هجر الجميع كل شيء."

ويقول يانون: "لا شيء من الأمور الجديدة التي تفخر بها الناصرة اليوم ليس موجوداً في السوق القديمة، التي بقيت خالية من المصالح الصغيرة وخالية من الزوار والسياح الذين يدخلون إليها لشراء البضائع. لقد انتهيت من الاستثمار في الريف، وأقول هذا بألم وحرقة. لقد أقمت مصلحة استغرقت نحو خمس سنوات لتصبح مدرة للربح. مررت هنا بحرب لبنان الثانية وحملة الرصاص المصبوب وتشعر بأنك في لعبة سلالم وحبال - تارة تصعد وتارة تنزل. أنا أستثمر هنا في التسويق وعرض المكان، بينما أرى الحكومة تستثمر ملايين الشواكل في الحجارة."

عندما أدركت وزارة السياحة بأن لا فائدة من الاستثمار في الوقت الحالي في المزيد من البنية التحتية، بدأت بمحاولة تشجيع المبادرين من خلال المنح والقروض: منحة بقيمة 30% من الاستثمار الإجمالي لإقامة مصالح صغيرة في الناصرة و 24% من الاستثمار الإجمالي لإقامة نزل "التسيمر" وبيوت الضيافة. كذلك، تمت المصادقة في عام 2011 على منحة بقيمة 812 ألف شيكل لسبع طلبات لإقامة مصالح صغيرة في البلدة القديمة، ومنحة بقيمة 810 ألف شيكل لسبع طلبات لإقامة 51 وحدة استضافة في البلدة القديمة.

على الرغم من ذلك من المبكر الاحتفاء بالنجاح. يقول شحادة: "حتى المصالح التي تحظى بالمنح تعاني من مشكلة، لأنها مضطرة لإكمال ما يتبقى من الاستثمار من البنوك التي لا تبادر في تقديم القروض لهذه المصالح، وكذلك لأننا نتحدث عن مصالح في مجال السياحة في الناصرة، التي تعتبر مصالح تحت خطر مرتفع، وكذلك لأن المبادر هو عربي. الآن نحن نحاول أن نحل المشكلة بمساعدة جمعيات وصناديق تساعد المبادرين وتمنح الضمانات للبنوك."

البلدية من ناحيتها تحاول أن تشجع المبادرات بمساعدات وامتيازات من ضريبة السكن للبلدة القديمة فقط، ومن نسبة التخفيض في السنة الأولى التي تبلغ 75% وتصل إلى 25% في السنة الثالثة، وكذلك تخفيض أساس الضريبة بنسبة 30%، التي يفترض أن يصادق عليها في أمر الضريبة الحالي.

تقول زعبي: "أنا لا أقول بأن الوضع ممتاز، لكن يجب النظر أيضا إلى الأمور بمزيد من التفاؤل. أنا أعترف أنه لا يوجد في الوقت الحاضر مصالح تجارية حقيقية في البلدة القديمة، ومع ذلك، يجب أن يبدأ أحدهم بذلك. ينتظر المبادرون أن يروا ماذا سوف يحل بمتجري. إذا نجحت سوف يقلدونني، وإن فشلت فسوف يقولون ألم نقل لك ...؟" يذكر أن السيدة زعبي أقامت بعد سنتين من افتتاحها بيت الضيافة متجراً في البلدة القديمة للحرف اليدوية لفنانين محليين، بهدف إعادة الحياة للمتاجر في السوق القديمة. 

أنت تقول "بصل" (بالعربية) وأنا أقول "باتسال" (بالعبرية) (من ترجمتي)


أنت تقول "بصل" (بالعربية) وأنا أقول "باتسال" (بالعبرية) (من ترجمتي)

ماذا يحدث عندما يلتقي شيف إسرائيلي مع شيف فلسطيني في مطبخ واحد

فيريد غوتمان – الأربعاء، 25 نيسان/ أبريل 2012


مايكل أبو الهوا وفيريد غوتمان - صورة من فيريد غوتمان

بينما كنا نحضر الطعام لحفلة من الحفلات  في أحد الأيام، طلبت من مايكل وأنا أقوم بشواء الفلفل أن يبدأ بتحضير السَّلطة الإسرائيلية. عندما سمع مايكل ذلك، توقف عن العمل ونظر إليّ، ثم قال:
"عفواً، ماذا تقولين؟"
"السَّلطة الإسرائيلية ..."  
فرد مايكل قائلاً: "ألا يكفي أنكم سلبتم أرضناً، وتريدون أن تسرقوا وجباتنا أيضاً؟ هذه سَلطة عربية، وليست إسرائيلية."

أنا أعمل في تحضير الطعام للحفلات في العاصمة الأمريكية واشنطن، وفي السنوات الأربعة الماضية عملت جنباً إلى جنب مع شيف فلسطيني على لوح واحد لتقطيع الطعام. النتيجة كانت غريبة: تحالف يظهر فيه الطعام سياسي وموحد، والسياسة متواجدة في المطبخ على الدوام أيضاً.

ولد مايكل قبل 52 عاماً باسم "محمود أبو الهوا" في جبل الزيتون بالقدس الشرقية ولا تزال عائلته تسكن هناك. أتقن ميشيل العمل في سن مبكرة من خلال عمله في مطاعم إسرائيلية مع طهاة إسرائيليين كانوا ينادونه "مناحم"، وقبل حوالي 30 عاماً انتقل إلى الولايات المتحدة حيث أصبح يُعرف هناك باسم "مايك".

ولدت في إسرائيل قبل 43 عاماً في أعقاب حرب الأيام الستة (عام 1967) التي استولى فيها الإسرائيليون على جبل الزيتون، وقد قتل عمي، واسمه مناحم أيضاً، في تلك الحرب في مدينة القدس.

على الرغم من أن مايكل عمل مع العديد من الإسرائيليين، إلا أنه الفلسطيني الأول الذي تعرفت عليه في حياتي. نحن نعمل في مطبخ واحد ونحضر وجبات مشتركة ونتبادل ذكريات تعود لوجبات الطبخ في وطننا الذي يحن فيه الناس للوجبات نفسها على الرغم من النزاع الذي لا ينتهي.

كان عليّ أن أعترف أمام مايكل أنه محق فيما يخص السَّلطة. على الرغم من أن جدتي ووالدي كانا يحضران السَّلطة الإسرائيلية في جميع الأوقات إلا أن السّلطة عربية الأصل. وفي الحقيقة، أخذت "السَّلطة الإسرائيلية" اسمها من أمريكا. نحن لا نسميها سَلطة إسرائيلية في إسرائيل، بل نسميها ببساطة سَلطة خضار، أو سَلطة عربية.

بصفتي متخصصة في الكتابة عن المطبخ في الشرق الأوسط، فإنني دائماً أتعثر في هذا النوع من الحرب عن الطعام. في مدونتي التي أكتبها في صحيفة إسرائيلية، كتبت مؤخراً عن "الفريكة" -  وهي وجبة تتكون من حبوب القمح الخضراء المدخنة التي يستخدمها العرب منذ عقود، وقد جاءت جميع الردود والتعليقات من القراء على هذا الموضوع كما رد مايكل: ألم تقوموا أنتم أيها الإسرائيليون بسلب أرضناً والفلافل، واليوم تسلبون الفريكة أيضاً؟   

أنا ومايكل نتفق في العادة على معظم الوجبات، ونستمتع بوقت جيد، ومرة أخرى ندرك أن الأسماء العربية والعبرية للعديد من المقادير في الطعام شبيهة: الزيتون أو الزيت، والبصل (بالعربية) أو "باتسال" (بالعبرية)،  والتمر والرمان والهال والعدس والشمندر والثوم والفلفل.

لكن المسألة لا تتعلق بتاريخ الطعام الذي يطغى على النزاع. لا يوجد في مطعمنا الصغير الساخن رائحة سلام تفوح من الشرق الأوسط. نحن نتشاجر على كل شيء. مايكل يعتقد أنه يعرف أكثر مني كيف يحضر الحلوى لعيد الأنوار (الهانوكا)، وأنا متأكد أنني أتقن وجبة المقلوبة أفضل منه. وهو يعتقد أنني لا تقن تحضير الحمص لأنني لا أضيف ملح الليمون، ولكنني لم أسمع عن ذلك. من ناحية أخرى، أوافق مايكل الرأي بإضافة الطماطم مع البقدونس على صلصة الطحينية مما يجعلها ذات مذاق أفضل وأفضل كما يقول هو.

وجبتنا السريعة المفضلة أثناء العمل هي خبز البيتا الرقيق الذي نضعه في الفرن لمدة دقيقتين، ثم نقوم بإضافة بعض فتات الجبن ورش السماق وطبقة من شرائح البصل ونغطي ذلك بطبقة من زيت الزيتون ثم نلف هذا الخبز ونأكله. لا يوجد أفضل من هذه الوجبة لدينا.

قال لي مايكل يوماً ما وهو يضحك: "أنتي تعرفين ماذا يقولون عن اليهود. يمكنك أن تأكلي معهم، ولكن لا يؤتمن على النوم معهم لأن يطعنوا من الخلف."

آه. أعتقد أنني سمعت عن ذلك من قبل... آه... نحن تعودنا أن نقول الشيء نفسه عن العرب.

قائمة مايكل للطعام  هي أمريكية، ولكنه يحب أن يتحدث عن طبخ والدته في وطنه، وهو الطعام الحقيقي الذي يتذكره من وطنه. (يعمل مايكل معي في الطبخ بعض الوقت، وفي أوقات أخرى يعمل أو يحضر الطعام لعمله الخاص.) فهو يقوم بطهي الخضروات المجمدة ويحضر كريات الجبن لزبائنه الأمريكيين تماماً كما وصف هذه الوجبة عندما كانت والدته تحضرها من الجبن الذي كانت تصنعه من خلال تغطية اللبن بالبطانية، أو الجزر المحشو بلحم الضأن والأرز المضاف إليه صلصة الطمارين عند الطهي، أو الكوسا المحشو بصلصة اللبن. إنه لنوع من الطعام يستغرق وقتاً طويلاً ولا يستطيع مايكل أن يحضره بصفته يعمل في إعداد الطعام للحفلات.

يخلط مايكل البازيلاء الخضراء بالطماطم والبطاطس المحشوة بلحم البقر، وهي الوجبة التي أطلبها من والدتي عندما أزور إسرائيل. في الحقيقة، أنا الذي حضر الوجبات العربية هنا أكثر من مايكل، والزبائن اليهود هنا يحبون هذه الوجبات نوعاً ما، ولقد كنت محظوظاً عندما تعلمت من مايكل كيف أتقن هذا الطعام بطريقة أفضل. فانا أقوم بإضافة السماق من القدس وزيت الزيتون إلى وجبة الكباب، وأضيف الفلفل الحار للسَّلطة الإسرائيلية أو العربية.

هناك طريقة مريحة وسهلة في علاقاتنا، وهكذا كان الأمر منذ اليوم الأول، وربما يعزى ذلك إلى أننا أتينا من نفس المنطقة، ونحنا نتبادل المزاح والعفوية الشرق أوسطية ونتحدث بنفس اللهجة.

لكننا، مع كل ذلك، ننتمي لمجتمعين مختلفين جداً كما كنا نذكر بعضنا في أغلب الأحيان. قبل حوالي 4 سنوات، قام فلسطيني بدهس عدد من المشاة والاصطدام بعدد من السيارات عندما كان يقوم بلدوزر (جرافة) مما أدى لإلى مقتل 3 أشخاص وجرح حوالي 30 شخصاً، ثم قتل السائق على يد ضابط شرطة إسرائيلي. لقد قرأت عن ذلك في مواقع الإنترنت، وكما تعودت كنت دائماً أقرأ لأعرف إن كان أحد الضحايا من معارفي – لا سمح الله. وكنت أسأل: هل نشروا الأسماء؟ وهو السؤال الذي يسأله أي إسرائيلي عندما يسمع عن أي حادث مروع. لقد شعرت بالإحباط من الذهاب إلى العمل في ذلك الصباح وأخبرت مايكل بما حدث. سألني مايكل: هل نشروا اسم الشخص الذي كان يقود البلدوزر (الجرافة)؟ في البداية لم أفهم ماذا كان يقصد، فلماذا يهتم باسمه؟ ولكن هناك أحد الأشخاص يهتم بذلك على الرغم من أن ذلك كان من الصعب علي قبوله.

نحن نتشارك في نفس الأذواق، لكن السلام يتطلب أكثر من المشاركة الإسرائيلية والفلسطينية في خبز البيتا وفتات الجبن والسماق والبصل.

الصراعي الإسرائيلي والأمريكي والغربي ضد إيران


يوسي ملمن
يدير الغرب بما فيه إسرائيل، بدعم من العالم العربي، صراعاً مزدوجاً ضد إيران من خلال ثلاث جبهات، بهدف منعها من الحصول على سلاح نووي. الجبهة الأولى في الصراع هي على الساحة الدبلوماسية الدولية، التي تدار بالأخص في إطار مجلس الأمن في الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة النووية ويترافق بتصريحات من قبل قادة الدول، ضد البرنامج النووي الإيراني مطالبين بأن تكف عن تخصيب اليورانيوم. أما الجبهة الثانية فهي على المستوى الاقتصادي وتتركز في عقوبات اقتصادية ضعيفة من خلال قرارات مجلس الأمن وأخرى أكثر شدة من خلال قرارات أحادية الجانب من قبل دول الغرب. ولقد تم تشديد هذه العقوبات بضم قرار الاتحاد الأوروبي، بفرض حظر شامل على اقتناء النفط من النظام الإيراني. غالباً من يكون الصراع على هاتين الجبهتين صراعاً جلياً للعيان، أما الجبهة الثالثة، التي في غالبيتها خافية عن العيان، هي من خلال النشاط السري الذي يشمل بالأخص: تقجيرات غامضة، تصفية علماء الذرة وعمليات تخريب أخرى في مواقع التي يعملون فيها على تطوير البرنامج النووي والصواريخ.

لقد مرت ستة أسابيع منذ التفجير الأخير في إيران وحتى الآن لم يتم التبليغ عن أحداث مشابهة. حيث تبدلت الضجة التي انبثقت عن التفجيرات الغامضة بضجيج آخر- ضوضاء على المستوى الإعلامي ما بين إيران والولايات المتحدة. وقد جاء هذا على خلفية مناورة بحرية كبيرة، التي أجرتها إيران في نهاية شهر كانون أول 2010 وبداية كانون ثاني 2012. هذه المناورة التي استمرت عشرة أيام وتم فيه تجريب عدة أنواع من صواريخ أر-بحر يصل مداها حتى 200 كيلومتر، كانت تهدف بالدرجة الأولى للتدرب على إغلاق مضيق هرمز. ولم تهدف المناورة فقط لفحص جاهزية الأسطول الإيراني إنما أيضاً لتشكل إشارة للعالم بأجمعه. موجز الرسالة الإيرانية هو بأنه في حال تمت مهاجمتها فإنها سوف ترد بإغلاق المضائق، وبذلك ستمنع أيضاً تصدير النفط التابع للدول المجاورة في الخليج الفارسي (الذي يسميه العرب الخليج العربي)- الكويت، العراق، العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. حيث أن نحو عشرين بالمئة من الكمية الإجمالية التي يتزود بها العالم تمر من المضائق وإغلاقها سوف يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل جنوني إلى نحو 200 ولربما 300 دولار للبرميل وإلى تدهور وتفاقم الأزمة الاقتصادية في العالم. حتى أن قائد الأركان الإيراني الجنرال أية الله صالحي قد حذر الولايات المتحدة بأن لا تعيد إلى المنطقة حاملة الطائرات الخاصة بها التي قامت بمتابعة المناورة التدريبية. واشنطن من ناحيتها ردت أيضاً بأن لا شأن لها في زيادة التوتر ولا ترغب المواجهة، وأنها سوف تستمر بمهمتها في حماية الحركة البحرية، من خلال حماية القانون الدولي.

لكن تبادل اللكمات الكلامية وتصاعد نبرة التهديدات من قبل إيران، الذي يدل على الضغط المتزايد لدى قادة النظام، يضللان بالنسبة لكلا الطرفين، لا الولايات المتحدة ولا إيران معنيتان بصراع عسكري في هذه المرحلة من الأزمة. لكن مثل هذا النزاع قد يندلع في حال توصلت واشنطن إلى النتيجة بأن إيران موجودة على مسافة أشهر معدودة من تركيب قنبلتها النووية الأولى. تقديرات المخابرات الأمريكية، البريطانية، الإسرائيلية والسعودية هي أن إيران لم تصل إلى هناك وهي على بعد نحو سنة حتى سنة ونصف من اللحظة التي يمكنها فيها الحصول على قرار سياسي وليس تكنولوجي-علمي، فيما إذا تريد أن تقوم بتركيب قنبلة نووية.

وهكذا فإن هذه التصريحات هي مجرد زبد على وجه الأمواج في الظلمة، وتستمر جهات المخابرات في إسرائيل، دول الغرب بالتعاون مع وكالات الاستخبارات في الدول السنية العربية بالتخطيط لحملات كاملة تسمى "عمل سري".
يمكن القول إذن بأن الحرب في أوجها. لم يعلن أحد عن اندلاع الحرب ولن يصادق على وجودها. هذه الحرب تحت رعاية ائتلاف هادىء لن يعترف شخص بوجوده ما بين الغرب وإسرائيل والعالم السني العربي. طبيعة الحرب السرية بأنها تدار في الظلمة ضد البرنامج النووي الإيراني وضد البنية التحتية للنظام مثل محطات الطاقة الكهربائية، مصانع الصناعات الثقيلة والقطارات. لم تبدأ الحرب هذا الأسبوع ولا في الشهر المنصرم. إنها مستمرة منذ عدة سنوات لك فقط أصداءها تصل إلى الجمهور بشكل علني.

بالدرجة التي يمكن فيها التحديد في موضوع يطغى فيه المستور عن المكشوف، يمكن القول بأن بداية الحرب السرية كانت في بداية العام 2007. حيث أعلنت في ذلك الوقت وسائل الإعلان الإيرانية عن موت أردشير حاسنفور (Ardeshir Hassanpour) عالم ذرة الذي وجد ميتاً في بيته. وقد نقل بأن سبب الوفاة كان "تسمم"، من بعد أن استنشق غازات سامة/ التي انبعثت من المدفأة. لكن بعد فترة قصيرة من ذلك قدر المحللون في الولايات المتحدة بأن العالم لم يمت من جراء حادث منزلي إنما تم القضاء عليه من قبل منظمة مخابرتية غربية وحتى أنهم ذكروا اسم الموساد الإسرائيلي على أنه من خلف العلمية. منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تم القضاء ثلاث علماء آخرين من علماء الذرة وآخر قد أصيب ونجى من محاولة اغتيال.
في كانون الثاني من العام 2010 قتل بالقرب من منزله في طهران البروفيسور مسعود علي محمدي (Masoud Ali Mohammadi) من بعد أن فجرت عن بعد دراجة نارية كانت تقف على مقربة منه. بعد نحو عشرة أشهر في نفس اليوم في شهر تشرين الثاني 2010، في منطقتين بعيدتين عن بعضها البعض في طهران، تم تنفيذ عمليتين في وقت متقارب، عمليتي تصفية بنفس الطريقة. حيث تقترب دراجة نارية من سيارة الضحية، تضع عبوات ناسفة مغناطيسية، تبتعد عن المكان وتفجر هذه العبوات. في الحالة الأولى قتل البروفيسور مجيد شاه حريري Shahriari (Majid).
والحالة الثانية كانت الأكثر إثارة للاهتمام من بين سلسلة حوادث الاغتيال. حيث لاحظ فيروديان دواني عباسي، بدراجات نارية ونجح من فتح أبواب سيارته وهكذا نجا بحياته وحياة زوجته التي جلست بالقرب منه. حيث أصيبا في التفجير لكنهما بقيا على قيد الحياة. ولقد دلت حنكته في التصرف على حسن التدريب الذي حصل عليه في أيام خدمته في العسكرية كضابط في الحرس الجمهوري.  وما يدل على مركزية دور عباسي في البرنامج النووي الإيراني حقيقة وجود اسمه على قائمة العقوبات التي فرضها مجلس الأمن على إيران. تشمل هذه القائمة مئات الشخصيات، المنظمات والأعضاء التي يجب منعها من الدخول إلى دول العالم وإقامة أي تواصل معها. من بعد أن تعافى من إصاباته تم تعيين عباسي ليصبح نائب رئيس والأهم من ذلك ليتولى منصب رئيس لجنة الطاقة النووية في إيران.
لقد كانت هذه خطوة موجهة ومقصودة من قبل القيادة الإيرانية تجاه الغرب، محاولين بذلك القول "لن تنجحوا". لكن جهات المخابرات التي تقف من خلف عمليات التصفية والاغتيال لم تتورع من الفشل الذي لقيته في محاولتها لاغتيال عباسي. واستمرت ببرنامجها الخاص بها. الضحية التالية كانت درويش ريزنجاد، يبلغ من العمر 35 سنة (Darioush Rezaeinejad) الذي لقي أيضاً مصرعه في تفجير مشابه ما ذكر سابقاً.

لقد كان نمط الرد الإيراني الرسمي مشابهاً في كافة الحالات. في البداية كانت هناك محاولات من قبل السلطات لإخفاء ما حدث. لكن عندما بدأ نشر أخبار بصدد ما حدث- اعترفوا بان هذا قد حدث بالفعل. من بعد ذلك ادعوا بأن كافة الضحايا كانوا مجرد شخصيات أكاديمية ساذجة، في مجال البحث، الذين كانوا يخوضون في المجال الذري من الناحية النظرية والأكاديمية وعلى أي حال لم يكن لها علاقة بالبرنامج النووي.

فيما بعد خرج المتحدثون الرسميون، بما فيهم القائد الأعلى علي خامينائي والرئيس محمود أحمدي نجاد باتهامات بأن "الصهاينة والإمبرياليين"- ما تنعت به إسرائيل في غالب الأحيان، الولايات المتحدة وبريطانيا- هم من يقفون من خلف علميات الاغتيال هذه.

في مقابل ذلك وجدت جهات المخابرات في الدول الغربية قاسماً مشتركاً للعلماء الخمسة. حيث أنهم كانوا يبحثون بالفعل وكانوا يحاضرون في الجامعات، وقسم منها بتأثير من الحرس الجمهوري، لكن لم يكن سراً بأن كليات الفيزياء، الكيمياء والهندسة في إيران تشكل ليس فقط بنية تحتية لتجنيد المتخصصين وتنفيذ الأبحاث الخاصة من اجل البرنامج النووي، إنما قسم منها يستعمل أيضا "كجبهة" (مقدمة) تغطية التي في ظلها يتقدم النظام للسعي إلى الحصول على السلاح النووي. الأهم من ذلك، كافة المصابين في الاغتيالات، بحسب المعلومات التي بيد وكالات المخابرات، قد عملوا من أجل المرحلة الأخيرة والأكثر أهمية في البرنامج النووي الذي يسمى "مجموعة السلاح" (WEAPONIZATION) في تركيب القنبلة. هذه مرحلة الدمج التي يدخلون فيها المادة الانشطارية إلى مرفق القنبلة بالإضافة إلى مواد متفجرة ويتم الدمج فيما بينها من أجل الحصول على سلسلة من التفجيرات.

بموازاة القضاء على الشخصيات الرئيسية، فقد تعرضت إيران لضربات وأضرار أيضاً في المعدات والمرافق التي لها علاقة بالبرنامج النووي. في حزيران 2010 تبين بأن نظام الحواسيب في مصنع إخصاب اليورانيوم في ناتنز "قد تعرض لتسمم". حيث نجح أحدهم في إدخال برنامج تخريبي "دودة" فتاكة، التي حصلت على اسم "ستوكسنت" إلى الحواسيب، في نظم التشغيل والمراقبة ذات الصناعة الألمانية من شركة "سيمنز"، ولقد كانت الدودة ذكية للغاية ومعقدة الصنع لأنه وعلى مدار عدة أيام استمرت بالبث إلى لوحات المراقبة بثاً مضللاً وكأن الشفرات في فرازات الطرد المركزي لليورانيوم تعمل على ما يرام. وعندما انتبه المراقبون في غرف المراقبة بأنه هناك شيء ما ليس على ما يرام كان الأوان قد فات. حيث أنه قد تضررت نحو ألف فرازة ولم تعد تعمل. وقد أشارت وسائل أعلام غربية وتلميحات من قبل قادة هذه الدول بأن خطة الدودة وإدخالها إلى الحواسيب في إيران كانت حملة مشتركة ما بين الموساد الإسرائيلي والسي. أي. أي الأمريكي.
في كانون الأول من العام 2011 هز تفجير قوي قاعدة عسكرية تابعة للحرس الجمهوري الإيراني على مسافة نحو أربعين كيلومتراً عن طهران. وقد سمعت أصداء التفجير في العاصمة طهران. ولقد سقط العشرات ضحايا للتفجير الذي حصل من بينهم رئيس مشروع تطوير الصواريخ الجنرال مقدم من حرس الثورة الجمهوري. لقد كان الجنرال مسؤولاً أيضاً عن إنتاج وتزويد صواريخ إلى حزب الله في لبنان. ولقد قتل بينما كانوا يخطط الخبراء في القاعدة لتجريب محرك جديد لصاروخ شهاب من طراز متطور لمدى نحو 4000 كيلومتر. اليوم يوجد لدى إيران صواريخ لمسافات تصل عشرات آلاف الأمتار التي تسمح لها بتهديد معظم المدن والعواصم في الشرق الأوسط: الرياض، اسطنبول، القاهرة وحتى تل-أبيب. لم يتحمل أحد المسؤولية عن التفجير، والذي من غير الواضح فيما إذا قد تم من خلال قنبلة قوية التي وضعت في المكان أو من خلال صاروخ موجه من قبل طائرة من دون طيار.

بعد نحو أسبوع من ذلك هز تفجير قوي مدينة أصفهان، المدينة الثالثة من حيث الحجم في إيران التي يقع في ضواحيها مصنع لتحويل اليورانيوم- وهو مركب مهم الذي يدفع قدماً بعملية تخصيب اليورانيوم في المرفق في ناتنز. حتى يومنا هذا من غير الواضح ما الذي تعرض للتخريب في ذلك التفجير وهل كان هناك حقا مس بالمصنع.

هناك منطق واضح وخط واصل بين هذه الأحداث الثلاثة، حيث أن الأهداف لهذه الهجمات هي مركبات هامة ومكملة في البرنامج النووي الإيراني. الأول هو مرحلة تحويل اليورانيوم (الذي يسبقه مرحلة استخراج اليورانيوم). الثاني هو إخصابه والثالث- المس في تطوير الصواريخ- وهي وسيلة الإطلاق.

إلى جانب هذه يوجد أيضا التخريب بمنشئات النفط، أنابيب الغاز، المحولات، مصافي النفط، القطارات، القواعد العسكرية وقواعد الحرس الجمهوري وغيرها. في العام المنصرم طرأ ارتفاع ملحوظ بنسبة 10 % على الأقل في عدد "الأعطال" و"الحوادث" التي وقعت في مواقع البنية التحتية الاستراتيجية في إيران.

من الواضح بان هناك يد موجه تقف من خلف هذه العمليات التي تشغل نظام كامل ذو نجاعة عالية ما يدل على حنكة وذكاء عالي، على تخصيص موارد مالية وتكنولوجية كبيرة، على تشغيل وكلاء الذي يزودون معلومات استخبراتية دقيقة ومحتلنة. كان يجب على سبيل المثال أن يعرف أحدهم بان الجنرال مقدم سوف يكون في القاعدة، في يوم السبت حين قتل في التفجير، من أجل الإشراف عن قرب على التجربة، ومن أجل إدخال البرنامج إلى الحواسيب كان يجب أن يقوم شخص ما الذي له أمكانية للولوج إلى هذه الحواسيب وليكون مزودا  بقرص صلب متنقل ملائم وفيه البرنامج الفتاك.

الفرضية السائدة هي بان جهات مخابرات أجنبية، تقوم بالمبادرة وتنفيذ هذه الهجمات السرية. ليس فقط الإيرانيين، هم من يفترضون ذلك إنما أيضا وسائل الإعلام في العالم تنسب هذه الأعمال إلى الموساد الإسرائيلي أو أنها عمليات مشتركة ما بين  الموساد والمنظمات الموازية في الغرب وعلى رأسها وكالة الاستخبارات الأمريكية السي،أي، أي والأم. أي 6 البريطانية، الذي كان يتمتع على مر التاريخ بقدرات ممتازة في إيران ويحظى بسبب هذه القدرات بالمديح على صنيعه في السنوات الأخيرة. يمكن التقدير أيضا بأن هناك ضلوع جهات استخبراتية أوروبية أخرى وعربية أيضا التي تشارك وتتعاون باذلة كل جهد من أجل تأخير وإعاقة البرنامج النووي الإيراني.
مؤخرا سأل رئيس الموساد الإسرائيلي مئير دغان، الذي تنحى عن منصبه قبل نحو عام في مقابلات لوسائل الإعلام هل "القضاء والقدر" هو المسؤول عن تنفيذ هذه العمليات الأخيرة في إيران فتبسم ابتسامة كبيرة أشارت إلى فرحة كبيرة وعن أمور خفية التي يعرفها ولا يود بأن يفصح عنها.

وقد ذهب موظف أمريكي إلى حد أبعد، وهو السيد غاري سمورة، منسق "مراقبة السلاح وسلاح الدمار الشامل" في الحكم حين قال في أيار 2010 في مقابلة في التلفاز بأن "نحن فرحون بأن لديهم (لدى الإيرانيين) مشاكل بفرازات الطرد المركزي وبأننا أي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها- نقوم ببذل كل جهد من أجل ضمان تعقيد الأمور بالنسبة لهم" هل نحن بحاجة لمقولة أوضح من هذه بان هناك أفراد معيين يقفون من خلف هذه الأعمال؟ أو من خلف ما يسمى "قضاء وقدر أو إصبع الرب"؟

من الواضح بأن دغان هو من الداعمين المتحمسين للعمليات السرية وفي مقابلات مع وسائل الإعلام قال ذلك بشكل واضح. ربما يمكن الاستنتاج من أقواله بأن تقديره وتقديرات السي.أي. أي تقول بأنه ما زال لدينا متسع من الوقع (سنتين على الأقل) حتى تتمكن إيران من تركيب سلاح نووي وهذا اعتمادا على العمليات السرية التي نفذت وعلى اعتقاده بأنه يمكن من خلال هذه الوسائل السرية إعاقة وتشويش سباق التسلح النووي في طهران.

من الصعب الافتراض بأن تنفيذ هذه العمليات كان يمكن أن يتم من دون دعم داخلي. أي من دون تعاون من قبل أفراد معدودين، مجموعات ومنظمات، التي تعارض النظام ومستعدة للمساعدة من خلال عمليات تخريبية ضده. إيران هي جولة مركبة من فسيفساء من أقليات عرقية وتقريبا يوجد لكل أقلية أو منطقة جغرافية، دوافع وأسباب لعدم محبة قادة النظام الحاكم أو رجال الدين. في قسم من المجموعات أو الأقليات في مناطق الأرياف تعمل فرق وكتائب مناهضة منظمة ومسلحة. يزداد هذا الانطباع قوة لأنه إلى جانب هذه العمليات ضد مرافق النووي والصواريخ تعرضت إيران في السنة الأخيرة لعمليات تخريبية أيضاً.

صحيح بان جزء منها يمكن أن ينسب إلى مستوى صيانة متدني في إيران، الذي في قسم منه ناجم عن العقوبات الدولية الاقتصادية التي تفرض عليها. لكن وتيرة الأعطال يمكن أن تشير هنا إلى وجود نفس "القضاء والقدر"، الذي يهتم بان تحدث هذه الأعطال.

في حال كان هذا صحيحاً ولو بشكل جزئي يمكن القول بان الجهات المعارضة في إيران ذاتها (على العكس من مجموعات المغتربين خارج الدولة) يتمتعون بقوة لا يستهان بها ومنظمين بشكل اكبر مما نظن.

Popular Posts