إسرائيل تشدد على موقفها الحازم من المتاجرة
غير الشرعية بالأعضاء عقب حالات الإفشاء عن حالة منذ عقد من الزمن
مقابلات مع خبراء
رداً
على تقرير وكالة أنباء "أسوشييتد برس" حول الطبيب الإسرائيلي المتخصص في الطب الشرعي الذي كان
يعمل على استئصال أعضاء بشرية من جنود ومدنيين إسرائيليين وفلسطينيين قبل عقد من
الزمن دون إذن مسبق من ذويهم، أصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية يوم الاثنين الموافق
21 كانون أول/ ديسمبر بياناً أكدت فيه أنها اعتبرت مثل هذه الممارسات غير قانونية.[1]
وقالت
الوزارة إن لجنة سيجلسون، التي تأسست عام 2001، حققت في هذه القضية وحظرت استئصال
الأعضاء من الموتى دون إذن من ذويهم. وقد توقفت هذه الممارسة ولم تعد تظهر منذ أن
برزت القضية إلى حيز الوجود حسبما جاء على لسان مسئول في الوزارة.[2]
لقد تمت عملية استئصال أعضاء الموتى في معهد أبو كبير
للطب العدلي لمعالجة مرضى آخرين، ولم يتم بيع هذه الأعضاء أو المتاجرة بها.[3]
تقدم
أقارب لجنود ومدنيين إسرائيليين وفلسطينيين بشكاوى رسمية ضد معهد أبو كبير للطب
العدلي عام 2004، وقد كانت تلك الجثث تنتمي لإسرائيليين وفلسطينيين لقوا حتفهم
لأسباب متعددة، مثل المرض والحوادث والعنف فيما بين الإسرائيليين والفلسطينيين.[4]
هذا وقد تم فصل الطبيب الذي كان مسئولاً عن استئصال الأعضاء في المعهد عن عمله
كطبيب.[5] وفي الآونة الأخيرة، ظهر في
إسرائيل عدد من حالات المتاجرة بأعضاء البشر، مما دفع الحكومة إلى تشديد القانون
على هذه المسألة وتفكيك خلايا المتاجرة وتقديم من يتورط بهذه المسألة للعدالة- سواء
بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وفي
هذا الصدد صرح كل من رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى ألان
سالو، ونائب الرئيس التنفيذي مالكولم هونلاين في بيان نشر يوم الاثنين: "يجب
ألا يسمح بإعادة نشر معلومات قديمة كي تصبح فرصة لجلب الضرر والأكاذيب التحريفات
المسيئة،" فيما الأوساط الإعلامية
المحيطة "لم تقدم أي دليل يشير إلى مقتل أي فلسطيني بهدف "جني أعضاء
جسمه". إن مثل هذه الاتهامات يمكن أن تشعل لهيب الأزمة في المنطقة وتحرض على
العنف وتحبط فرص السلام."
في
آذار/ مارس 2008، أقر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قانون التبرع بالأعضاء، حيث
حظر المتاجرة بالأعضاء وبيعها سواء في إسرائيل أو خارج البلاد. كما يمنع القانون
أي شخص من التوسط في مثل هذه الصفقات أو التصرف بأية وسيلة كوسيط في عمليات بيع
أعضاء البشر.[6]
وحسبما
جاء في القانون: "يتعرض أي شخص أو أي وسيط يتلقى أو يمنح تعويضاً مقابل عضو
من أعضاء شخص من غير أقاربه، أو أي طبيب يمارس مثل هذه الزراعة، للحبس لمدة ستة
أشهر فعلية أو غرامة مالية... ." ينطبق القانون على جميع الحالات – سواء في
داخل دولة إسرائيل أو خارج البلاد.[7]
وقد
حاز التقرير على دعم الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين شلومو عمار وسلطات حاخامية
رئيسية أخرى.[8] وأكد قانون الموت الدماغي، الذي أقره الكنيست في
نفس الوقت، على موت الدماغ كمعيار لتحديد وفاة متبرع محتمل.[9]
ووفقا لما جاء في هذا القانون، يمكن الإعلان عن وفاة الدماغ بعد تلبية معايير
محددة فقط وبتفويض من طبيبين مسئولين على الأقل بحيث لا يكون أحد منهما قد شارك في
معالجة المريض أو زراعة عضو من أعضاءه.[10]
ولكن،
تبقى عمليات زراعة الأعضاء في إسرائيل مثار جدل بسبب القيود التي تفرضها الديانة
اليهودية التي تحرّم إفساد الجثث غير الضروري، والاستفادة من الجثث وتأخير دفنها.
وعلى الرغم من ذلك، تحث الديانة اليهودية على إنقاذ حياة البشر، وهذه هي إحدى أهم
الوصايا في الديانة اليهودية.[11]
تعمل
إسرائيل على زيادة التبرع بالأعضاء البشرية بين مواطنيها. ففي عام 1993، تأسس
المركز القومي لزراعة ألأعضاء والتبرع بأعضاء البشر لتجنيد ومطابقة المتبرعين
المحتملين مع أولئك المحتاجين لزراعة أعضاء بشرية. وابتداء من شهر حزيران/ يونيو
2002، سجل حوالي 130000 إسرائيلي للبرنامج. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد المانحين بين
عامي 2000 و 2002 من 300 إسرائيلي مسجلين ببطاقات تبرع شهرية إلى 3500 في كل شهر
عام 2002.[12]
كما
ظهرت جهود مستقلة من طرف مواطنين يهود ساهموا في تشجيع إسرائيليين على أن يكونوا
متبرعين بأعضاء بشرية، ومن بين هذه الجهود جمعية التبرع بالأعضاء في القانون
الإسرائيلي (hods.org) التي تأسست عام 1991 بهدف زيادة
عدد التبرعات بالأعضاء البشرية بين اليهود في دولة إسرائيل وخارجها. تعمل هذه
المنظمة غير الهادفة للربح على تثقيف المواطنين حول أهمية التبرع بالأعضاء البشرية
وتتعامل مع القانون الإسرائيلي والمسائل الطبية المتعلقة بالتبرع بالأعضاء
البشرية.[13] في عام 1991، صادق حاخام أكبر
مجموعة إسرائيلية في جلس الحاخامين في أمريكا على التبرع بأعضاء البشر من مرضى
ميتين دماغياً.[14]
على
الرغم من القوانين والجهود لزيادة التبرع بأعضاء البشر، أدين رجلان إسرائيليان من
حيفا في كانون أول/ ديسمبر 2007 بالمساعدة والتواطؤ في المتاجرة بأعضاء بشرية. وقد
حكم الأول وهو جون ألان (الذي كان يعرف سابقاً باسم محمد غيث) بالسجن لمدة 4
سنوات والثاني حسن زحالقة لمدة 20 شهراً.[15]
في آب/ أغسطس عام 2008، تسلمت إسرائيل الجراح الإسرائيلي
ميشيل زيس، الذي كان معتقلاً في أوكرانيا على خلفية القيام بأعمال غير قانونية تخص
عمليات زراعة الأعضاء البشرية، وقد كان هذا الرجل ينتمي لخلية متاجرة بأعضاء البشر
كتلك التي كان ينتمي إليها ألان وزحالقة.[16]
يقول
روبرت بيرمان، مؤسس ومدير جمعية التبرع بأعضاء البشر في القانون الإسرائيلي: "بما
أن إسرائيل تحصل على أدنى مستوى من معدلات المتبرعين بالأعضاء البشرية في العالم
الغربي، فإنها تعاني دوماً من نقص كبير في التبرع بأعضاء البشر في الدولة،"
ولهذا السبب، قام الطبيب الإسرائيلي المتخصص بالطب الشرعي باستئصال أعضاء بشرية من
جثث بطريقة غير ملائمة، مثل استئصال صمامات القلب بهدف إنقاذ حياة مرضى معتلين،
عرب ويهود على حد سواء. بيد أن مشروع القرار الإسرائيلي في الكنيست والقانون
التنفيذي الصادر عن وزارة الصحة حال دون إعادة تكرار مثل هذه
الممارسات."
"هناك
أمران في هذه القضية لا يقلان أهمية عن سلوك الطبيب الشرعي الخاطئ: الأول هو أن
الأعضاء البشرية تم استئصالها من يهود وفلسطينيين على حد سواء، وهكذا لم تقتصر
القضية على الفلسطينيين. والأمر الثاني هو أنه لم يتم قتل أحد من أجل الحصول على
أعضائه البشرية، وقد أخذت هذه الأعضاء بالفعل من جثث. يشير هذان الأمران الحرجان
إلى أن هذه الحادثة المؤسفة لا تعطي مصداقية للمقالة التي نشرت مؤخراً في صحيفة
"أفتونبلاديت" السويدية التي ادعت أن الجنود الإسرائيليين كان يقتلون
فلسطينيين من أجل الحصول على أعضائهم البشرية."[17]
في
شهر تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2009، اعتقل مواطنان من مدينة القدس هما سامي شيم توي
وديميتري أورينشتاين على خلفية التوسط بين مشترين وبائعين للكلى.[18]
Footnotes:
[1] Israel Ministry of
Health communiqué, Dec. 21, 2009
[2] Israel Ministry of
Health communiqué, Dec. 21, 2009
[3] Israel Ministry of
Health communiqué, Dec. 21, 2009
[4] Lavie, Mark, “
Israel harvested organs in '90s without permission,” AP, Dec. 21, 2009, http://www.google.com/hostednews/ap/article/ALeqM5h6I8H32kJbxHmG__nQrcVSOcRmUQD9CNABSO2
[5] Lavie, Mark, “
Israel harvested organs in '90s without permission,” AP, Dec. 21, 2009, http://www.google.com/hostednews/ap/article/ALeqM5h6I8H32kJbxHmG__nQrcVSOcRmUQD9CNABSO2
[6] Meranda, Amnon,
“Knesset approves organ donation law,” YnetNews,
March 25, 2008, http://www.ynet.co.il/english/articles/0,7340,L-3523461,00.html
[7] “Organ Donation
Law,” Knesset Web site, www.knesset.gov
.il/privatelaw/ data/17/3/68_3_ 1.rtf, accessed Dec. 21, 2009.
[8] Ilan, Shahar, “With
top rabbis' blessing, Knesset approves organ donation law,” Haaretz, March 25, 2008 http://www.haaretz.com/hasen/spages/967871.html
[9] Meranda, Amnon,
“Knesset approves organ donation law,” Ynetnews,
March 23, 2008, http://www.ynetnews.com/articles/0,7340,L-3523461,00.html
[10] “Law of Brain
Death,” Knesset Web site, www.knesset.gov.il/privatelaw/data/17/3/198_3_4.rtf,
accessed Dec. 21, 2009.
[11] “Issues,” HODS Web
site, http://hods.org/English/h-issues/issues.asp#israel,
accessed Dec. 21, 2009.
[12] “The Health Care
System in Israel – An Historical Perspective,” Israel Ministry of Foreign
Affairs, June 26, 2002, http://www.mfa.gov.il/MFA/History/Modern%20History/Israel%20at%2050/The%20Health%20Care%20System%20in%20Israel-%20An%20Historical%20Pe,
accessed Dec. 21, 2009
[13] “Frequently Asked
Questions about the Halachic Organ Donor (HOD) Society,” Halachic Organ Donor
Society, http://www.hods.org/English/about/faqhods.asp,
accessed Dec. 21, 2009
[14] Goldman, Ari L.,
“Religion Notes: Ruling on Transplants,” The
New York Times, June 15, 1991
[15] Eyadat, Fadi, “Two
Haifa men sentenced to jail for organ trafficking,” Haaretz, Dec. 18, 2007, http://www.haaretz.com/hasen/spages/935092.html
[16] Gouresky, Olga,
“Israeli surgeon jailed for organ trafficking to be extradited from Ukraine ,” YnetNews, Aug. 31, 2009, http://www.ynet.co.il/english/articles/0,7340,L-3769748,00.html
[17] Interview with
Robert Berman, Founder and Director, Halachic Organ Donor Society, Dec.
21, 2009
[18] “Jerusalemites
arrested for organ trafficking,” Jewish Telegraphic Agency, Nov. 5, 2009, http://jta.org/news/article/2009/11/05/1008967/jerusalemites-arrested-for-organ-trafficking